صـالـح_عليه_السلام
منظقة الحجر:
إنتشر الشرك في منطقة في شمال غرب الجزيرة العربية منطقة تُسمى
الحِجر منطقة جبلية في تلك البلاد إنتشر الشرك بالله عز وجل فأرسل
الله عز وجل إليهم نبيًا عربيًا إسمه صالح عليه السلام هذا النبي جاء إلى قوم ثمود
يدعوهم إلى الله جل وعلا .
لماذا سميت ثمود بهذا الاسم:
سميت ثمود لقلة مائها وَالثَّمَد الماء القليل وكانت مساكنهم الحِجر
بين الحجاز والشام إلى وَادِ القرى وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا
أي :
أرسلنا إلى ثمود أخاهم في
النسب لا في الدين وهو صالح بن عبيد بن آسف بن ماشيح بن عبيد بن خادر بن ثمود.
صالح عليه السلام:
هو أحد الأنبياء العرب
عاش نحو مائتين وسبعون سنة(270سنة) في منطقة تسمى الأحقاف شمالي حضرموت من
بلاد اليمن، كان سيدنا صالح عليه السلام معروفا بالحكمة والنقاء والخير ، كان قومه
يحترمونه قبل أن يوحى الله إليه ويرسله بالدعوة إليهم.
صفات قوم ثمود:
كان قوم ثمود أشداء غلاظ
أقوياء، لهم حضارة عمرانية واضحة المعالم، نحتوا من الجبال بيوتاً وقصوراً، أنعم
الله عليهم بنعم لا تعد ولا تحصى فأعطاهم الأرض الخصبة والماء العذب والحدائق هم
قومٌ من العرب العاربة، واسم قبيلتهم ثمود، وقد عاشت ثمود في منطقة الحجر الواقعة
في شمال الجزيرة العربية وبالتحديد بين الحجاز والشام.
النعم التي أنعمها الله على قوم ثمود:
ومن أهمّ ما كان يميز هذه
القبيلة؛ التقدّم الحضاري في كافة المجالات، فقد كانوا متقدمين في مجال العمارة،
حيث أنشأوا المساكن الفاخرة، وكانوا ينتقلون في الشتاء للسكن في بيوت نحتوها داخل
الجبال، وفي الصيف يسكنون بيوتاً أقاموها في المرتفعات الجبليّة، وتقدموا في مجال
الزراعة أيضاً حيث أقاموا مزارع النخيل والنباتات المختلفة، وعيون الماء، وجنات
الثمار، بالإضافة إلى تطورهم العلمي والصناعي الذي يدلّ على قوتهم العقليّة
الكبيرة، فقد ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم، حيث قال: (وَكَانُوا
مُسْتَبْصِرِينَ)ز
والمقصود بمستبصرين:
أنّ لديهم القدرة على النظر
والبصر والتدبّر، وكانوا على مستوى رفيعٍ من المدنيّة، حيث أقاموا مجلساً مكوناً
من تسعة أشخاصٍ؛ ليقود قبيلتهم سياسياً، ويدفعهم إلى الأمام، وعلى الرغم ممّا
أكرمهم الله تعالى به من النعم والخيرات، ومنها القوّة العقليّة، إلّا أنّهم لم
يستخدموها في معرفة الحقّ واتباعه، وإنّما استخدموها في اتّباع أهوائهم وتحقيق
شهواتهم، فكانوا من أتباع الشيطان، وعبدوا الأصنام من دون الله تعالى.
مجلس القيادة المكون من تسعة اشخاص:
بالإضافة إلى أنّ مجلس
قيادتهم المكون من تسعة أشخاص قد ضلّلهم وأبعدهم عن الهدى واتّباع الحقّ، كما قال
تعالى: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ
وَلَا يُصْلِحُونَ)، فكانت النتيجة فسادهم أخلاقياً ودينيّاً، كما قال تعالى: (وَأَمَّا
ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ
صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، حيث أسرفوا في الملذات
والفساد، وبالغ كبرائهم بالكبر والغرور، فبعث الله تعالى صالحاً عليه السّلام؛
ليدعوهم إلى الإيمان بالله تعالى وإخلاص العبودية له سبحانه، حيث قال تعالى:
(وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَال يَاقَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ مَالَكُم مِّنْ
إِلَٰهٍ غَيْرُهُ)، فما كان جوابهم من الدعوة إلّا أن سخروا واستهزءوا وأصروا على كفرهم.
معجزة صالح عليه السلام:
بعد أن دعا صالح -عليه
السّلام- قومه مراراً وتكراراً، مرّ عليهم في أحد الأيام وهمّ مجتمعون في ناديهم،
فذكّرهم بالله تعالى ووعظهم وحذّرهم من خطر ما هم عليه من الشرك وعبادة الأصنام،
فطلبوا منه أن يخرج لهم من صخرةٍ كانت في ذلك الموقع ناقةً، وطلبوا منه أن تكون
متّصفةً بمجموعةٍ من الصفات، ومنها؛ أن تكون طويلةً عشراء، فقال لهم صالح عليه
السّلام:
(أرأيتم إن أجبتكم إلى ما
سألتم على الوجه الذي طلبتم، أتؤمنون بما جئتكم به، وتصدقوني فيما أرسلت به؟)،
فقالوا:
(نعم)، فأخذ عليهم العهود
والمواثيق بأن يؤمنوا بالله تعالى عند تحقّق تلك المعجزة، ثم ذهب فصلّى ودعا الله
تعالى أن يحقّق له تلك المعجزة، فما كاد ينهي صلاته، حتى أمر الله تعالى الصخرة
بأن تنفطر عن ناقةٍ عظيمةٍ، فيها كلّ ما ذكروا من الصفات، فكانت ناقةً طويلةً
عشراء.
تعجب قوم ثمود من المعجزه:
فتعجّب قوم ثمود لمّا رأوا المعجزة الباهرة، ولم يبق أيّ مجالٍ للشكّ
في أنّ صالحاً -عليه السّلام- مؤيّداً بقدرةٍ إلاهيّةٍ، وأنّه مرسلٌ من الله
تعالى، فأمن فريقٌ من قوم صالحٍ على رأسهم رجلٌ يدعى جندع بن عمرو بن محلاه بن
لبيد بن جواس، بالإضافة إلى عددٍ من أشرافهم، ومنهم: الخباب صاحب أصنامهم، ورباب
بن صمعر بن جلمس، وذؤاب بن عمر بن لبيد، وكفر أكثرهم على الرغم من العهود
والمواثيق التي قطعوها على أنفسهم، وتّم بعدها الاتفاق على أن ترعى الناقة حيث
شاءت في أرضهم، وأنّ لها يوماً تشرب فيه الماء ولهم يومٌ؛ لأنّها كانت تشرب في
يومها ماء البئر كاملةً، ويشربون هم من لبنها كفايتهم، كما قال الله تعالى: (وَيَا
قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ
اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ).
التباحث فى امر الناقة:
وبعد فترةٍ من الزمن، اجتمع
الملأ من قوم ثمود؛ ليتباحثوا في أمر الناقة، ثمّ اتّفقوا على نحرها بحجّة أنّها
تشرب ماءهم، ويريدون أن يستريحوا منها، واتّفقوا على أن يتولى نحر الناقة رئيسهم
قدار بن سالف بن جندع، ويقال إنّه كان أحمر أصهب، وكان ابن زانيةٍ، ولد على فراش
سالف، وفي صبيحة اليوم التالي قام ذلك المجرم بنحر الناقة، كما قال تعالى:
(فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ* فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي
وَنُذُرِ)، فحقّ بذلك العذاب على الكافرين من قوم صالح عليه السّلام.
هلاك قوم صالح:
في أحد الأيام اجتمع القوم لمناقشة
شأن الناقة، فتحاوروا حول قتلها أو إبقائها، ورفض بعضهم قتلها خوفاً من العقاب،
وبعد ذلك قرروا نقلها، واجتمع تسعة من الرجال، وقتلوا الناقة ومن ثم قتلوا ولد
الناقة، ووصل الخبر إلى صالح -عليه السلام-، وحذرهم من عذاب شديد من الله بعد
ثلاثة أيام من معرفته الخبر، وأصبحوا يستهزئون بكلام صالح ولم يصدقوه، فقرروا
الانتقام من صالح وقتله، وقد حلّ العذاب بالتسعة الذين قتلوا الناقة بإرسال حجارة
عليهم، وذلك قبل أن يهلك الله قومهم.
وفي الموعد الذي حدده صالح أي بعد ثلاثة أيام، في أول يوم كانت وجوهم
مسفرة، وفي اليوم الثاني كانت وجوههم محمرة، وفي يوم السبت الثالث أصبحت وجوههم
مسودة، في اليوم الرابع علموا أنّ سينزل بهم العذاب فجلسوا في بيوتهم وحفروا
قبورهم داخل بيوتهم وانتظروا كيف سينزل عليهم العذاب أما صالح عليه السلام والذين
آمنوا نجاهم الله عز وجل( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ
آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْي يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ
الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ )هود
نجاة سيدنا صالح والذين أمنوا:
أخرج الله عز وجل صالح عليه السلام والذين آمنوا من تلك القرية
وجلسوا الذين
نحتوا الجبال في بيوتهم مختبئين وأصبح الصباح في اليوم الرابع فإذا
بجبريل عليه السلام يصيح عليهم صيحة واحدة قطعت قلوبهم كلهم ماتوا أخذتهم الصاعقة
(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا
كَهَشِيم الْمُحْتَظِرِ) القمر
أي إنا أرسلنا عليهم بقدرتنا ومشيئتنا صيحة واحدة صاحها بهم جبريل
عليه السلام
فصاروا بعدها كغصون الأشجار اليابسة المكسرة يجمعها الإنسان ليعمل
منها حظيرة لسكنى حيواناته لم يستطع أحد منهم أن يقوم من مكانه في الجبال في
البيوت أهلكهم الله عز وجل
( وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي
دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) هود
أي قد جَثَّمَتْهُمُ الْمَنَايَا وتركتهم خمودًا وإذا تمر على جبالهم
تمر على
بلادهم إلى اليوم موجودة في مدائن صالح في الشمال الغربي في الجزيرة
العربية منطقة تُسمى الحِجر إلى اليوم موجودة بيوتهم قصورهم التي نحتوها في الجبال
لا زالت تشهد عليهم في تلك البقعة الملعونة التي من مر فيها لا بد أن يبكي خشية من
الله جل وعلا
هود ((كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا
رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ
بُعدًا ولعنة لتلك الأُمة التي عصت ربها عز وجل ثم رجع إليهم صالح
عليه السلام بعد أن رآهم هلكى في بيوتهم في قصورهم وجبالهم لم تمنعهم من عذاب الله
عز وجل فإذا أعرض العباد لأحد يرد عنهم العذاب. وتأسف وقال يَاقَوْم يكلمهم وهم
أموات لكنهم يسمعون لكنهم يسمعون:
(وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُم رِسَالَةَ رَبِّي
وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) الأعراف
ثم تولى وتركهم صالح عليه السلام.
وفاته:
توفي صالح عليه السلام ودفن بالأحقاف شمالي حضرموت من بلاد اليمن ،
وقيل توفاه الله تعالى بفلسطين والله أعلم.
مع
تمنياتى بالسعادة والراحة