أخر الاخبار

عيسى بن مريم (الجزء الاول )

 

عيسى بن مريم (الجزء الاول )

أرسل الله -جل وعلا- رُسله إلى الأقوام ليس فقط من أجل نشر الدين، ولكن في ذلك عبرة لكل مؤمن أن هذه الدنيا دار اختبار، بها من الصعاب الكثير، وأن أنبياء الله همل أهل الابتلاء، وقد تحملوا أنبياء الكثير، إيمانًا بالله، وقدرته، ومن ثم ففي قصص الأنبياء عبرة، وأسوة حسنة، وصبرًا على ابتلاء الدنيا، وهديًا باتباع مكارم الأخلاق، 

عيسى بن مريم (الجزء الاول )


عيسى بن مريم:

نبدأ بميلاده عليه السلام، ففي ميلاده أعجوبة من أعاجيب الزمان، وذلك استنادًا لقوله تعالى في سورة آل عمران: “إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون”، وارتبط عليه السلام بالمعجزات، منذ أن نفخ الله فيه الروح في بطن أمه “مريم ابنة عمران”، وحتى صعوده إلى السماء، وكان في ميلاده عبره، حيث قال الله تعالى: “وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ”.

وفي تفسير الآية السابقة، أن الله تعالى قد أرسل إلى مريم -عليها السلام- جبريل -عليه السلام- حيث أمره الله تعالى بأن ينفخ بفيه في جيب درعها، ومن هنا جاء الحمل، وجاء معه بداية رحلة مريم وابنها، حيثوصفها الله تعالى بكونها من القانتين، ومن ثم كرمها الله بسورة باسمها، وأخرى لعائلتها وهما سورة مريم، وآل عمران، وورد عن رسول الله -صل الله عليه وسلم- ما يؤكد على أن مريم أفضل نساء أهل الجنة، وفيما يلي نعرض ما ورد في السنة النبوية.

تعرف على قصص الانبياء يوسف ايوب وموسى ويعقوب   عليهم السلام 


مريم ابنة عمران في السنة النبوية 

في البداية تعرفنا على نفخ روح عيسى في بطن أمه، وكيف أن الله -جل وعلا- قد كرمها في كتابه العزيز، هي وأسرتها، وفي السنة النبوية، ورد عن رسول الل- صل الله عليه وسلم- ما يلي:

عن ابن عباس قال : خط رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الأرض أربعة خطوط ،
وقال : ” أتدرون ما هذا ؟ “ قالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله – صل الله عليه وسلم – :
” أفضل نساء أهل الجنة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم ابنة عمران ،وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون”. 

ذُكر عيسى -عليه السلام- باسمه في القرآن الكريم 25 مرة،
وإحدى صور تكريم المرأة عامة، وتكريم مريم خاصة، أن اسمه عليه السلام
اقترن باسم مريم، فُعرف باسم المسيح ابن مريم، وعيسى بن مريم. 

إلى هنا نكون قد تعرفنا على بداية نشأة عيسى ابن مريم،


نسب سيدنا “عيسى” عليه السلام:

ينسب سيدنا “عيسى” عليه السلام لأهل أمه السيدة الصديقة “مريم” عليها السلام.

ولد سيدنا “عيسى” عليه السلام بمعجزة إلهية، لقد ولد بدون أب عليه السلام.

وهو نبي الله لبني إسرائيل، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى كتابا سماويا وهو الإنجيل.

وهو “عيسى ابن مريم ابنة عمران”، ويعود نسله عليه السلام لنبي الله سليمان عليه السلام ملك اليهود ببيت المقدس.

كان سيدنا “عمران” عليه السلام والد السيدة “مريم” حبر أحبار بني إسرائيل، وكان عبدا صالحا وزوجته تقية نقية مطيعة لله سبحانه وتعالى ووفية لزوجها.

وكانت ثمرة هذا الزواج السيدة “مريم” العذراء البتول عليها السلام.

توفي سيدنا “عمران” عليه السلام بالمرض، وكانت السيدة “مريم” عليها السلام لا تزال جنينا ببطن والدتها، وكانت قد نذرتها لله سبحانه وتعالى.

ولما وضعتها كفلها سيدنا “زكريا” عليه السلام، قام بالاعتناء بها ورعايتها، وعلمها كيفية العبادة.

كانت بالمحراب عابدة زاهدة بكل الدنيا وما حوت، كانت قريبة من خالقها سبحانه وتعالى لدرجة أن نبيه “زكريا” عليه السلام كان كلما دخل عليها المحراب وجد عندها الفاكهة بأنواعها بغير أوانها.

ولما كان يسألها عن ذلك، كانت تقول بكل إيمان وتقوى وورع: “إنه من عند الله، إن الله يرزق من يشاء ما يشاء بغير حساب”.


تعرف على قصص الانبياء ادريس و  نوح  وصالح  وهود  عليهم السلام 

ميلاد المسيح عليه السلام: 

بتدبر الحكمة وراء حمل مريم في المسيح، نجد أن الله تعالى أراد أن يذكر العالمين بأن في وجود الإنسان في الحياة معجزة بحد ذاتها، ووجد أن الناس قد غفلوا عن تلك المعجزة، حيث أصبح التزاوج، والتناسل، سنة في الأرض، وأنها الطريقة الوحيدة التي يأتي بها البشر، وكان لله -جل وعلا- رغبة في تذكيرهم بقدرته، وإرادته، في أن يقول للشئ كن فيكون، فجاء الحدث الأغرب، وهو ميلاد المسيح، حيث قال تعالى في سورة مريم: “ولنجعله آية للناس“، دعونا نتأمل في نقاط ميلاده -عليه السلام-:

  • البداية، فتاة قديسة، عذراء، وهبتها أمها لله، معروف عنها، وعن أهلها الطهر، والعفة، والصلاح، تتفاجئ في خلوتها  برجل مكتمل، وذلك وفقًا لما ورد في سورة مريم، حيث قال الله تعالى: “فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا” وتستنجد بالله “قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا” فيطمئنها “إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا“،ويخبرها أن هذا هين على الله، وأنه آية للناس، ورحمة لبني إسرائيل.
  • تتصاعد القصة، حيث يأتي وقت مصارحة مريم لقومها بهذا الحمل، إلى أن يفاجئها المخاض، وتلد، وتبدأ معجزاته عليه السلام، حيث يتحدث في المهد، ويُعلن عن ميلاد نبي لهذا الزمان، حيث يقول الله تعالى: “قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا * وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا * وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا“.

وورد أيضًا في سورة آل عمران، ما يُلخص حياة عيسي -عليه السلام-: “إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين

 

 

لماذا سمي بالمسيح:

يعود السبب وراء تسمية المسيح بهذا الاسم إلى أنه مثله مثل رسول الله -صل الله عليه وسلم- كان له أكثر من اسم، حيث قال الله تعالى: “إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ” ومن ثم فالمسيح أحد أسماء سيدنا عيسى عليه السلام، ولكنا هناك من أرجع السبب وراء التسمية لأكثر من شئ، وهي:

-قيل أن عيسى بن مريم مسيح القدمين.

-قيل أن من معجزاته -عليه السلام- أنه كان يمسح على أصحاب الأمراض والأسقام فيشفيهم.

-ولكن هناك من رجح أن “المسيح” لقبًا، مثل الفاروق، وفيما يلي نعرض ما ذكره الإمام ابن عبد البر، في كتابه التمهيد، عن اسم المسيح:

قيل له مسيح لسياحته في الأرض، وهو فعيل من مسح الأرض أي-
من قطعها بالسياحة. والأصل فيه مسيح على وزن مفعل فسكنت الياء
ونقلت حركتها إلى السين لاستثقالهم الكسرة على الياء،
وقيل إنما قيل له مسيح لأنه كان ممسوح الرجل ليس لرجله أخمص،
والأخمص ما لا يمس الأرض من باطن الرجل، وقيل سمي مسيحا
لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن، وقيل سمي مسيحا لأنه كان لا
يمسح ذا عاهة إلا برئ، وقيل المسيح الصديق”.

مع تمنياتى بالقرب والرضا من الله

عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
بواسطة : عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
انا عبدالرحمن 🥰 بحب الطبخ جدا 💖وبحب اجرب اكلات جديده وغريبه 😋
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-