أخر الاخبار

سيدنا موسى عليه السلام ( الجزء الثالث)

 

سيدنا موسى عليه السلام ( الجزء الثالث)

قصة موسى عليه السلام والعبد الصالح:

عندما يتتبّع المسلمون قصة سيدنا موسى عليه السّلام سيتعرّفون على قصّته مع العبد الصّالح، حيث أنّ هذه القصّة وردت في القرآن الكريم، وتحديداً في سورة الكهف، حيث أنّ هذا العبد الصّالح قد آتاه الله من لدنه رحمة وعلمه علماً، وقد نقلت سورة الكهف ما جرى بين نبيّ الله موسى عليه السّلام وهذا العبد الصّالح، ونقلت ما دار بينهم من حوار حين طلب موسى منه مرافقته، وقد اشترط لموافقته على أن يسير معه موسى أن يلتزم الصّمت،  ولا يسأله عن شيءٍ ليس له به علم،  ولا يُنكر عليه أيّ فعلٍ يقوم به، فتوافقا وانطلقت في رحلتهما، ودارت أحداثٌ عظيمة لم يستطع موسى عليه السلام تحمّلها، فأثارت دهشته وحفيظته وفي كلّ مرّة يسأله لم فعلت هذا ولم فعلت ذاك، حتّى انتهت رحلتهما وشرح العبد الصالح لموسى عليه السلام تلك الأمور التي لم يصبر عليها ولم يتحمّل حدوثها.

ومن الجدير بالذّكر أنّ أهل العلم اختلفوا في هويّة العبد الصّالح،  منهم من قال أنّه لم يسمّ أصلاً وهو غير معروف، وفيهم من قال أنّه الخضر،  والخضر قيل أنّه نبيٌّ من أنبياء الله، وقيل أنّه وليّ،  ويقال أيضاً فيه أنه لم يمت بل لا يزال حيّاً وهذا موضع خلاف بين العلماء.



السامري وصناعة العجل:

 إنّ في قصة سيدنا موسى عليه السّلام الكثير من المواقف والعبر،  التي تكون موعظةً للمؤمنين، ورشاداً للمسلمين، ومن تلك المواقف والقصص قصّة السامري وصناعة العجل، وذلك بعد نزول موسى ومعه بنو اسرائيل أرض مصر، غادر موسى عليه السّلام إلى الطّور، يناجي الله ويكلّمه، فاستغلّ رجلٌ يقال له سامري غياب موسى عليه السّلام،  وجمع الحليّ والذّهب من قومه، وأعاد صياغته وصنع منه شكلاً يشبه العجل، وكان قد أخذ من أثر فرس جبريل قبضةً من التّراب،  ألقاها في العجل الذي صنعه فخار كما يخور العجل الحقيقيّ، وجاء بنو إسرائيل فاتّخذوا من هذا العجل ربّاً لهم يعبدونه من دون الله، ويرقصون حوله ويفرحون به،  ويقولون قد ذهب موسى ونسي ربّه ها هنا.

ولمّا عاد موسى إلى قومه ورأى فعلتهم البغيضة، غضب منهم  أشدّ الغضب وقد كان مُستخلفاً فيهم أخوه هارون،  فسأله لماذا لم يمنعهم عن فعلتهم،  فأخبره أنّهم عصوه واتّبعوا السامري،  فذهب موسى إلى السامري وسأله عن ما دفعه لفعل ذلك،  فأجاب أنّه لمّا رأى جبريل أخذ من أثر فرسه ورماها في العجل بعد ما صنعه فخار،  فأخذ موسى العجل وحرقه بالنّار وذراه في البحر،  وأمر النّاس فشربوا من الماء، فمن عبد العجل كانت له علامةٌ في وجهه، وقد أمره الله بقتل كلّ من قام بعبادة العجل،  ولم تُقبل توبتهم إلا بالقتل والله ورسوله أعلم.

تعرف على قصص الانبياء يوسف ايوب وموسى ويعقوب   عليهم السلام 

قصة سيدنا موسى مع البقرة الصفراء:

قصة سيدنا موسى مع البقرة الصفراء من أغرب القصص،  وقد سمّيت سورة البقرة بهذا الاسم لأنّها وردت فيها، وتعدّ مثالاً على قدرة الله سبحانه على الخلق،  فهي بدأت بالقتل وانتهت بالإحياء، وقد تعدّدت الرّوايات في هذه القصّة بتفاصيلها، ومنها أنّ رجلاً من بني إسرائيل كان صاحب مالٍ وثراء، وكانت له ابنة،  وله ابن أخٍ فقير الحال،  تقدّم ابن أخيه لطلب يد ابنته،  فأبى أن يزوّجه، فغضب ابن الأخ وقال لأقتلّن عمّي ولآخذ ماله وأتزوّج ابنته وآكل ديته، فخدع عمّه وأخرجه معه قاصداً جماعةً من التّجار ليلاً فقتله،  وعاد صباحاً يبحث عنه في بيته وكأنّه لا يعلم له حالاً.

فانطلق فوجد حوله القوم وهو مقتول، فأخذ ينوح ويقول قتلتم عمّي ادفعوا ديته،  فرفعوه إلى موسى عليه السّلام، وأخبروه أنّهم لم يقتلوه فأمرهم أن يذبحوا بقرة،  فقالوا أتستهزئ بنا، فشدّد عليهم موسى عليه السلام أمره بأن يذبحوا بقرة، فخرجوا يبحثون ويتباحثون وشدّدوا على أنفسهم،  حتى شدّد الله عليهم بعد أن وجدوا بقرةً بنفس المواصفات التي طلبها منهم موسى عليه السلام، ودفعوا أضعاف وزنها ذهباً، ثمّ ذبحوها وما كادوا يفعلون، وأمرهم موسى عليه السلام بأن يضربوا القتيل ببعضها، ففعلوا فأحياه الله سبحانه وتعالى، فسألوه من قتلك فأخبرهم عن ابن أخيه،  فأخذوا الغلام وقتلوه.

مكانة سيدنا موسى عليه السلام:

 إنّ موسى -عليه السلام- أحد أولي العزم من الرّسل،  وهو كليم الله، وسمّي بذلك لأنّه كلّم الله من غير وسيط، وقد أرسله الله -سبحانه وتعالى- إلى بني إسرائيل،  وأرسله لأحد أطغى طغاة الأرض وهو فرعون، الذي كان متسلّطا على بني إسرائيل يسومهم سوء العذاب، وقد ذكر الله سبحانه قصّة موسى -عليه السلام- تفصيلاً في القرآن الكريم، وكان أكثر الرّسل ذكراً فيه، وقد ذكره النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الكثير من الأحاديث،  وإن دلّ ذلك فهو يدلّ على عظيم مكانة سيدنا موسى عليه السلام وفضله.

زوجات موسى عليه السلام وأولاده:

 في قصة سيدنا موسى -عليه السلام- وعندما كان في طريقه نحو مِدين وصل إلى مورد ماء،  وكان قد اجتمع الرجال عليه ورأى في ناحيةٍ أخرى فتاتين تقفان بعيداً، فسألهما عن حالهما، فأخبرتاه أنهما لا تريدان مزاحمة الرّجال، وذلك ينمّ عن حيائهما، فساعدهما موسى -عليه السّلام- وسقى لهما مواشيهما، وجلس بعد عناء السّفر إلى ظلّ شجرةٍ ليستريح،  فإذا إحدى الفتاتين تأتيه وقد أرسلها أبوها لتنادي موسى بعد أن علم ما قد بدر منه،  وأبوها هو نبيّ الله شعيب -عليه السّلام- وبعد أن تعرّف موسى إلى الشّيخ،  عرض عليه أن يزوّجه إحدى بناته مقابل أن يرعى له غنمه عشر سنين،  فوافق نبيّ الله موسى، فتزوّجها وقيل أنّ اسمها كان صفّورة وهي البنت الصّغرى بين الفتاتين،  وقد اختارها موسى لحيائها. وقيل أنّ اسم أختها الأخرى كان ليا، أمّا أولاده -عليه السّلام- فقد أنجبت له زوجته صفّورة ولدين اثنين والله ورسوله أعلم.

معجزات سيدنا موسى عليه السلام:

 إنّ الله -سبحانه وتعالى- يؤيّد أنبيائه بالمعجزات الدّالة على صدقهم، والتي بها يقضون على الشّكّ الذي يساور ضعاف النّفوس من البشر،  ومن يقرأ في قصة سيدنا موسى -عليه السّلام- يعرف أنّ الله قد مدّه بالكثير من الآيات والمعجزات التي تُثبت نبوّته ومنها:

١-العصا وهي تلك العصا التي تتحوّل لحيّةٍ عظيمة عندما يلقيها موسى من يده، وهي التي التهمت الحبال التي ألقاها سحرة فرعون، والتي كانت سبباً في رضوخهم لله سبحانه.

2-ومن المعجزات التي أعطاها الله لنبيّ الله موسى أنّه إذا أدخل يده في جيبه ثمّ يخرجها، تخرج بيضاء ساطعةً كالقمر ليس فيها سوء.

3-وقد أرسل الله الجراد والضفادع والقمّل على بني إسرائيل لأنهم عصوا الله ورسوله موسى عليه السلام.

4-وأرسل معه عليهم الدّم الذي يصيب شرابهم وطعامهم فيفسده.

5-وأرسل معه الطّوفان ونقص الثّمرات على بنو إسرائيل.

6-وقد أيّده الله بالقوة عندما ضرب البحر بعصاه وفلقه بإرادة الله.

7-وضربه للحجر وانفجاره اثنتي عشرة عيناً.

تعرف على قصص الانبياء ادريس و  نوح  وصالح  وهود  عليهم السلام 


الدروس المستفادة من قصة سيدنا موسى عليه السلام:

فالله -تبارك وتعالى- بعث للأمم على مرّ الأزمان والعصور الكثير من الأنبياء والرّسل عليهم السّلام أجمعين. ليدعوا البشر في الأرض لعبادة الله تعالى وحده دون شريك. و كذلك نشر العقيدة الصّحيحة بينهم. ليفوزوا في الحياة الآخرة بالجنان والخلود فيها.

إنّ قصة سيدنا موسى عليه السلام من أكثر القصص عبرةً وموعظة، ورواية قصّته بدءاً من نجاته في الصغر ودخوله قصر فرعون، ثمّ قتل موسى لرجل من أنصار فرعون،  وكلام موسى لربه وعودته لفرعون وملاقاته السّحرة، ثمّ خروجه من مصر وحادثة شقّ البحر، وقد روى المقال حادثة العجل وقصة موسى مع العبد الصالح، وفصّل في قصّة البقرة، و مكانة موسى وذكر زوجاته ومعجزاته.

ما العبر التي ينبغي للمسلم أن ياخذها من قصة موسى -عليه السلام- الطويلة؟ يستنج من قصّة موسى -عليه السلام- مع فرعون أنّ من أعظم الذنوب التي قد يرتكبها الناس بحق الله -تعالى- أو بحق خلقه التعالي والاستكبار، وفرعون قد علا واستكبر في الأرض كثيرًا، فكانت نهايته وخيمة، أدّت إلى انتهاء سلطانه. يستنتج من قصة موسى والخضر أنّ الله أراد تأديب موسى أوّلًا والنفس الإنسانية ثانيًا؛ فالخضر ليس بأعلم من موسى بكثير، ولكن الله أراد أن يؤدّب موسى بعد أن نفى العلمَ عن أحدٍ غيره، فلا بدّ أن يُرجع المؤمن دائمًا العلم لله -تعالى- وحده. يستنتج من قصّة موسى مع الخضر أنّ العلم بحاجةٍ إلى صبرٍ وتواضع؛ فلا يتعلّم المرءُ ما دام لا يملك من الصبر ما يعينه على التعلّم واكتساب العلم والمعارف.

مع تمنياتى بالسعادة والراحة

عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
بواسطة : عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
انا عبدالرحمن 🥰 بحب الطبخ جدا 💖وبحب اجرب اكلات جديده وغريبه 😋
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-