أخر الاخبار

سيدنا موسى عليه السلام(الجزء الاول)

 موسى عليه السلام


التعريف باسمه:

سيّدنا موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وأمه هي يوخابد، واسم زوجته صفورا بنت نبي الله شعيب عليه السلام.

إن سيدنا موسى “عليه السلام” من الأنبياء والمرسلين الذين اصطفاهم الله “عز وجل” لدعوة بني إسرائيل إلى عبادته وحده، وكان سيدنا موسى من أولي العزم من الرسل، وكانت له من المعجزات والآيات ما فضله الله به عن غيره من الأنبياء والمرسلين.



نسب سيدنا موسى وطفولته :

يرجع نسب سيدنا موسى إلى سيدنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، ووُلد سيدنا موسى عليه السلام في ذروة ظلم فرعون لبني إسرائيل، وقد أخبره أحد كهنته بأن طفلا سيولد في بني إسرائيل ويقضي على حكمه وملكه، فأمر فرعون بقتل جميع الأطفال الذكور الذين وُلدوا في هذا العام لبني إسرائيل.
وشاء الله أن يكون هذا ميعاد ولادة سيدنا موسى، وبالفعل وُلد سيدنا موسى عليه السلام ولكن أمه كتمت خبر ولادته خوفًا عليه من أن يُذبح على يد جنود فرعون كما أمر. وظلت تفكر في حيلة تخفي بها رضيعها عن أعين فرعون وجنوده حتى ألهمها الله وأوحى إليها أن تضعه في صندوق خشبي وتلقيه في النهر وألا تخاف عليه أو تحزن، ووعدها برده إليها، فلقد اصطفاه ربه ليجعله من المرسلين. قال الله تعالى:” وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ” صدق الله العظيم.
 وبطبيعة الحال كأي أم فقد كان قلبها حزينًا مفطورًا على رضيعها، ولكن ثقتها في الله كانت أكبر من ذلك، وشاء الله أن يصل الصندوق إلى قصر فرعون، وبالفعل رآه الخدم وأخذوا الصندوق إلى القصر. فلما رأوه طفلًا ذكرًا أرادوا أن يقتلوه ولكن إرادة الله كان لها رأي آخر، فقد قذف الله عز وجل حب هذا الرضيع في قلب زوجة فرعون وأرادت أن تتخذه ولدًا وهذا ما حدث بالفعل. وأحضرت المرضعات لترضعن سيدنا موسى ولكنه رفض أن يرضع من أي واحدة منهن، وفي هذه الأثناء كانت أخت سيدنا موسى تراقب ما يحدث من بعيد بدون أن تلفت الأنظار إليها فقد كانت تعمل خادمة في قصر فرعون.
فأخبرت زوجة فرعون أنها تعرف مرضعة تستطيع أن ترضع الطفل الرضيع، فوافقت زوجة فرعون وأمرتها أن تحضر المرضعة إلى القصر على الفور. وبالفعل جاءت أم سيدنا موسى إلى القصر لترضع طفلها الذي ما أن اقتربت منه لترضعه حتى بدأ في الرضاعة بكل سلاسة وهدوء بعكس ما حدث مع المرضعات الأخريات، وبذلك كانت أمه تراه يوميًا بحجة الرضاعة فالله لا يخلف وعده أبدًا.
قال الله تعالى:” وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ؛ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ” صدق الله العظيم.

نشأة سيدنا موسى في قصر فرعون:

 نشأ سيدنا موسى عليه السلام في قصر فرعون حتى كبر وبلغ أشده، وفي ذات يوم دخل المدينة فوجد فيها رجلين يتشاجران، رجل من بني إسرائيل والآخر مصري، فاستغاث به الاسرائيلي على المصري فلكم سيدنا موسى عليه السلام المصري فمات على الفور. فخاف سيدنا موسى عليه السلام ولم يعد إلى القصر خشية أن يقتله فرعون جراء ما فعله بهذا المصري، وأصبح يتجول في المدينة حتى قابله الرجل الذي استغاث به من قبل وأخبره أن فرعون وجنوده يبحثون عنه ليقتلوه.

صفات سيّدنا موسى:


التقى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في مسيرة الإسراء والمعراج ومنهم رسول الله موسى عليه السلام. ووصف رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم شكل موسى عليه السلام، إذ قال: 
(ليلةَ أُسري بي لقيتُ موسى رَجِلَ الرَّأسِ كأنَّه مِن رجالِ شَنُوءةَ)، إذ إنّ شنوءة اسم قبيلةٍ يُعرف أفرادها بصفاتٍ خَلقية، ومن هذه الصّفات أنهّم قليلو اللحم، ممشوقو القامة، رجلو الرأس (أيّ أنّ نعومة شعرهم متوسّطة، ليس بمجعّد، ولا شديد النّعومة)، ووصف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- موسى عليه السلام في روايةٍ أخرى، إذ قال:
 (رأيتُ ليلةَ أُسْرِيَ بي موسى، رجلاً آدمَ، طوالًا جَعْدًا، كأنه من رجالِ شَنُوءَةَ)، إذ إنّ الرجل الآدم شديد السّمرة، ومعنى صفة الجعد أنّه صاحب شعرٍ مُلتوٍ، والطوّال هو الرّجل طويل القامة، وهذه الصّفات من صفات القوّة والبأس، 

ومن أهم صفات موسى عليه السلام:

القوة، كما وصفه الله تعالى في سورة القصص على لسان ابنة الشيخ الكبير، إذ قال الله تعالى: 
(قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ). 

من أهمّ صفات سيّدنا موسى -عليه السلام- الخُلُقيّة:

 أنّه كان واسع العلم، إذ إنّ علمه لم يكن مجرّد علمٍ بشريٍ عاديٍ، ولكن كان علمًا من عند الله تعالى الذي أنزل عليه التوراة، فكان لدى موسى -عليه السلام- من العلم الوفير، حتى اعتُقد أنّه أعلم أهل الأرض، لكنّ الله -تعالى- أراد له أن ينهل من العلم المزيد، فقدّر له أن يلتقي الخضر وهو رجلٌ صالحٌ عند مجمع البحرين، فطلب منه أن يتبعه في مسيره، مقابل أن يتعلّم منه.

 ومن صفات نبيّ الله موسى عليه السّلام :

أنّه كان حسن التوكّل على الله تعالى، وحسن الظّن به، وذلك يتجلّى في أنّه كان يأخذ بكلّ الأسباب التي تؤدّي إلى إنقاذ قومه من فرعون وأتباعه، فتجده توكّل على الله تعالى بعد أن أخذَ بالأسباب، ولم يتواكل ويترك الأسباب التي تؤدّي إلى النّجاح بمشيئة الله. بعد أن انقطعت الأسباب المادية عندما تبعه فرعون وجنوده كي يقتلهم، ولم يدع لهم مهربًا، أدى ذلك إلى استسلام الكثير من قوم موسى عليه السلام، فقد اعتقدوا أنّ فرعون سيلحق بهم ويبطش بهم، فظهر ثبات موسى عليه السلام، وتوكّله التّام على ربّه، كما في قول الله تعالى: 
(فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ*قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)، والأمانة إحدى أهمّ صفات نبيّ الله موسى، بالاضافة إلى صفة انشراح الصدر التي طلبها من الله عزّ وجلّ.

خروج سيدنا موسى عليه السلام من مصر :

خرج سيدنا موسى من مصر خائفًا يترقب ودعا الله أن ينجيه من فرعون وقومه، ووصل إلى أرض مدين وجلس عند بئر ليستريح فقد كانت رحلته طويلة ومتعبة. ووجد الرعاة يسقون من البئر وبالقرب منهم فتاتان تنتظران حتى ينتهوا من السقاية فسقى لهما سيدنا موسى عليه السلام ورجع إلى مكانه ليستريح، فعادت إليه احدى الفتاتان وأخبرته أن أباها يدعوه ليكافئه على ما فعل. فذهب معها سيدنا موسى عليه السلام، ومن شدة حيائه رفض أن تمشي أمامه لترشده إلى الطريق وأخبرها أن تحمل عددًا من الحصوات في يدها وتمشي خلفه فإن أرادت منه أن يسلك الطريق الأيمن فلترمِ حصاة على يمينه والعكس، فلما وصل موسى وقص عليه قصته قال له أبوها لا تخف فقد نجاك الله من القوم الظالمين. قال الله تعالى:” فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” صدق الله العظيم. وعرض سيدنا شعيب” أبو الفتاتين” على سيدنا موسى عليه السلام أن يزوجه إحدى الفتاتين فوافق سيدنا موسى عليه السلام، وكان المهر أن يقوم سيدنا موسى برعاية أغنامهم لمدة ثمانِ سنوات فإن أتم عشرًا فمن عنده. وبعد أن قضى سيدنا موسى عليه السلام سنوات رعي الأغنام أخذ زوجته ورحل عن مدين إلى بلد آخر، وفيه طريقه وصل إلى سيناء وبالتحديد جبل الطور فأقام ونصب خيمته، وفي ذات ليلة نظر سيدنا موسى عليه السلام فرأى نارًا فوق الجبل، فأخبر زوجته أنه ذاهب إلى هذه النار عسى أن يأتي بشيء منها.

مع تمنياتى بالرضا والهناء


عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
بواسطة : عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
انا عبدالرحمن 🥰 بحب الطبخ جدا 💖وبحب اجرب اكلات جديده وغريبه 😋
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-