أسباب رعشة شاشة الموبايل

نوح عليه السلام( الجزء الاول)

 

هو نوح بن لامك بن منوشلخ بن خنوخ بن شيث بن آدم أبي البشر عليه السلام.. وهو من أولو العزم. 

أَبونا الأول وأَبو العالم، هو آدم عليه السلام، وأبونا الثَّاني، نوح عليه السلام، فكل من على ظهر الأَرض إنما هو من ذريته، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ).

مولده

كان مولد سينا نوح عليه السلام بعد وفاة آدم بمائة وست وعشرين سنة، فيما ذكره ابن جرير وغيره. وهو أكثر الأنبياء تعميرًا في الأرض بعد آدم عليه السلام.

امرأة نوح عليه السلام وأبناؤه

امرأة نوح عليه السلام  أم لأولاده كلهم وهم:

 حام وسام ويافث، وكنعان الكافر الذي مات غرقًا، وامرأة نوح كافرة أيضًا والدليل من القرآن الكريم في سورة التحريم قال تعالى:

(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ).

والخيانة:

 قيل في أحد التفاسير أنها كانت تقول عن زوجها بأنه مجنون لما كان يبني السفينة في صحراء لا ماء فيها، وقيل أيضًا لأنها لم تتبع دين زوجها وعصت أمره في عبادة الله وترك عبادة الأصنام.

المدة التي عاش فيها سيدنا نوح عليه السلام

المدة الدعوية التي عاش فيها نوح عليه السلام يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، قال تعالى: (ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا).

عنِ ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهُ قال كان بين نوحٍ وآدمَ عشرةُ قرونٍ كلُّهم على شريعةٍ من الحقِّ فاختلَفوا فبعث اللهُ النبيين مُبشِّرينَ ومُنذرِين قال وكذلك هي في قراءةِ عبدِ اللهِ {كانَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فاخْتَلَفُوا} الألباني (ت ١٤٢٠)، السلسلة الصحيحة ٧‏/٨٥٤ 

أما المدة التي عاش فيها فهي أكثر من ذلك وقد اخُتلف في المدة التي عاش فيها. يقال والله أعلم أنه بعث وله من العمر أربعمائة وثمانون سنة وأنه عاش بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسون سنة، فيكون قد عاش ألف سنة وسبعمائة وثمانون سنة.

قصة نوح عليه السلام مع قومه:

ظل الناس على التوحيد 10 قرون يعبدون الله عز وجل إلى أن أتى اليوم الذي حققت الشياطين فيه ما تريد. كان هناك رجال صالحين يعبدون الله تعالى وأسماؤهم ذكرت في القرآن الكريم وهم خمسة: ود ويغوث ويعوق ونسر وسواع.

 أحبهم قومهم كثيرًا، فلما توفى الله هؤلاء الخمسة، جاءت الشياطين فقالت للناس لو أنكم تجعلون لهم تماثيل لتتذكروهم وتفعلوا كما كانوا يفعلون، النية كانت طيبة، وفعًلا صنعوا لهم تذكار وصور ليتذكروهم ولكن …

 جيل بعد جيل أخذوا يعظمون تلك الصور، وبدأ الناس يتوسلون بهم، ثم بدؤوا يتبركون بهذه الأصنام حتى عبدوهم من دون الله عزوجل. وأول من عُبد من دون الله وُدّ فكانوا يسمون عبد ود لكن ودًا كان صالحًا. فأرسل الله أول رسول إلى أهل الأرض ليأتي بدين جديد دين التوحيد وهو نوح عليه السلام.

الحوار بين نوح عليه السلام وقومه:

قال تعالى: (لقد أرسلنا نوحًا إلى قومه أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم).

الحكام الأغنياء :

وجهاء القوم أول من تصدى لنوح عليه السلام قالوا له يا نوح إن الذي تدعوننا إليه ضلال مبين. سبحان الله! قلبوا المفاهيم والمعتقدات وتوهموا أن ما يدعوهم إليه هو الخطأ، والصواب هم. أي ضلال وأي جهل وصلوا إليه!

(قالوا إنا لنراك في ضلال مبين). أجابهم نوح عليه السلام من دون سب أو شتم فهو نبي مرسل من الله ويعرف كيفية الحوار. (قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون).

رد عليه الملأ مرة أخرى بكل تكبر واستخفاف به وبقومه الذين آمنوا معه، (فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرًا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم  علينا من فضل بل نظنكم كاذبين).

أفقر الناس الضعفاء:

 هؤلاء الذين آمنوا معك أما الأغنياء فلا، بحجة أنه بشر مثلهم. (قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون). لن نجبركم على الدين، فلا إكراه في الدين. 

قالوا أتريد يا نوح مالًا وتتركنا نفعل ما نشاء:

 وتُخرج من آمن معك وتطردهم من ديارنا. رد عليهم: (ويا قوم لا أسألكم عليه مالًا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قومًا تجهلون).

هؤلاء الضعفاء الذين يعبدون الله ولا يعبدون مثلكم فضلهم الله عليكم أن هداهم للإيمان وسيعاقبني الله إن طردتهم. (ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون). ثم قال لهم أنا بشر مثلكم، لكني أول رسول بعثني الله لتعبدوه وحده، لأني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم.

دعاءه لقومه:

لبث نوح عليه السلام  ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعو قومه صباح مساء إلى عبادة الله وحده وعدم الإشراك به. (قال رب إني دعوت قومي ليلًا ونهارًا فلم يزدهم دعائي إلا فرارًا وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكبارًا).

استخدم نوح عليه السلام أساليب دعوية متنوعة ورغم ذلك لم يستجيبوا له، (ثم إني دعوتهم جهارًا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارًا فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا).

أي أن الله سيعطيكم من خيري الدنيا والآخرة إذا أطعتم أمر الله ورسوله. لكنهم تمادوا واستكبروا وطغوا أكثر وأكثر … حتى أنه كان لديهم ملك يأمرهم بعبادة الأصنام ويعاند نوح عليه السلام.

كان هذا الملك عنده أموال عظيمة وأولاد كثيرة اتبعوه قومه بدل من ابتاعهم لنبيهم نوح عليه السلام. (واتبعوا من لم يزده ماله ولده إلا خسارًا ومكروا مكرًا كبارًا وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودًا ولا سواعًا ولا يغوث ويعوق ونسرًا).

حرّضوا الناس على الكفر والعناد وقالوا يا نوح قد ناقشتنا كثيرًا وجادلتنا فأكثرت جدالنا. تحدثوا معه بكل جرأة ووقاحة واستهزاء. مر ألف سنة إلا خمسين عامًا ولم نرى شيء من العذاب الذي وعدتنا به، عجل لنا فيه. (فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين).

رد عليهم بكل ثقة وقوة، (قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين). ومع هذا لم يؤمنوا به حتى زوجته وابنه لم يؤمنوا به وهم أقرب الناس إليه. (وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن). في هذه اللحظة دعا نوح على قومه، لأنه يئس منهم، وكان قلق بشأن الذرية من بعدهم، لأنهم كانوا يوصون الأجيال من بعدهم بعدم الإيمان به ومحاربته، ومخالفته، وكان الوالد إذا بلغ ولده وعقل وصّاه سرًا أن لا يؤمن بنوح أَبدًا وهكذا توارثوا هذا الإعراض والتكذيب، ولهذا قال لربه سبحانه: (قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارًا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا).

سفينة نوح عليه السلام:

أوحى الله تعالى إلى نوح أن يصنع سفينة في صحراء قاحلة لا ماء فيها  لا أخشاب  لا أشجار  علمه الله أن يزرع شجر لسنوات طويلة ثم بعد ذلك يقطعها ألواحًا ليصنع منها سفينة كبيرة. ظن قوم نوح أن نوحًا قد جُن، لأنه كان يدعو قومه لعبادة الله ثم ترك الدعوة وذهب ليصنع سفينة في صحراء لا ماء فيها.

(ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم). والناس متعجبة مما يفعله نوح. (وقالوا مجنون وازدجر).

فأوحى الله إلى نوح عليه السلام أن هناك علامة بعد أن تكمل بناء السفينة. عندما ترى الماء يخرج من التنور فهي تلك العلامة، وسيبدأ العذاب، وعليك بركوب السفينة أنت ومن آمن معك.

رؤية العلامة :

فعندما رأى نوح عليه السلام العلامة طلب من أهل الإيمان أن يركبوا معه، حتى الحيوانات من ذكر وأنثى ركبت معه بوحي من الله. (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل).

بداية العذاب:

بدأ العذاب وبدأ المطر ينهمر، (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونًا فالتقى الماء على أمر قد قدر). وبدأت العيون تتفجر من الأرض وإذا بالسفينة تطفو. (وحملناه على ذات ألواح ودسر).

عقوبة الكافر:

أما أهل الكفر اختبؤوا في بيوتهم ثم هربوا إلى الجبال، والطوفان يزداد شيئًا فشيئًا. (وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل)، ثم رأى نوح عليه السلام ابنه بعيدًا عنهم. ناداه ليركب معهم، وهنا تظهر عاطفة الأبوة الناصحة (يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين)، عسى أن يتوب قبل فوات الأوان.

لكن العناد وقف حائلًا بينه وبين أبيه، (قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء). أي أن الجبل سيحميني. فرد نوح عليه السلام بأن عذاب الله آت لا محالة. (قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين). أمر الله إذا نزل فلا راد لقضاءه. قال بعض المفسرين: من رحمة الله بنوح أن الموج أخفى وجه ابنه وهو يغرق ليكون أرأف وأخف على نوح من أن يرى ابنه وهو يغرق. والله أعلم.

استغاثه نوح لولده :

(ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين). فرد الله على نوح عليه السلام: (قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين).

هنا استعاذ نوح بربه، (قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين). وما زال في السفينة ضمن هذه الأحداث، وفي تلك الأثناء حمد الله واستغفره هو ومن معه.

مع تمنياتى بالسعادة والراحة

تعديل المقال