أخر الاخبار

زكريا عليه السلام

 

زكريا عليه السلام

 

لقد أرسل الله سبحانه وتعالى العديد من الرسل والأنبياء ، ولكننا لا نعرف من اسماء الانبياء سوى ست وعشرون اسما ،الذي يكون أولهم سيدنا آدم عليه السلام ، وخاتمهم سيدنا ونبينا ورسول الاسلام محمدا صلى الله عليه وسلم.

وسيدنا زكريا عليه السلام واحد من انبياء الله المرسلين ، وهو النبي الثالث والعشرين قبل سيدنا يحيى ، وسيدنا عيسى ، وسيدنا محمدا علية افضل الصلاة والسلام. 

تعرف على قصص الانبياء يوسف ايوب وموسى ويعقوب   عليهم السلام 

زكريا عليه السلام



نسبه:

زكريا عليه السلام هو نبيُّ الله زكريَّا -عليه السلام- وهو نبيٌّ في الديانات الإبراهيمية الثلاث؛ الإسلام والمسيحية واليهودية، وهو أبو النبيِّ يحيى -عليه السلام-، ويعودُ نسبُه إلى سيدنا يعقوب بن إسحاق -عليهما السلام-، وحسب ما رودَ في القرآن الكريم فإنَّ عهدَ نبيِّ الله زكريَّا -عليه السلام- قريبٌ من عهد نبيِّ اللِه عيسى -عليه السلام-، قال تعالى: "وكَفلَها زكريَّا".


ذكره فى القران:

وقد ذُكِر اسم نبيِّ الله زكريَّا -عليه السلام- في القرآن سبع مرَّات، ووردت قصَّتُه في ثلاث سور وهي: "سورة آل عمران، وسورةُ مريم، وسورةُ الأنبياء"، وذُكرَت مفصَّلةً في سورة مريم.

قصة زكريا عليه السلام :

ويذكر أن نبي الله زكريا عليه السلام كان من أوائل الذين مارسوا العمل التطوعي من خلال كفالته للسيدة مريم، ففي الزمان الذي كان يعيش فيه نبي الله زكريا، كان هناك

عالم عظيم اختاره الله للصلاة بالناس:

 وكان اسمه عمران، وكان له زوجة لا تلد، وذات يوم رأت طائرا يطعم ابنه الطفل في فمه ويسقيه، ويأخذه تحت جناحه خوفا عليه من البرد، وذكرها هذا المشهد بنفسها فتمنت على الله أن تلد، ورفعت يديها وراحت تدعو خالقها أن يرزقها بطفل، استجابت لها رحمة الله:

 فأحست ذات يوم أنها حامل، وملأها الفرح والشكر لله فنذرت ما في بطنها محررا لله أي نذرت لله أن يكون ابنها خادما للمسجد طوال حياته يتفرغ لعبادة الله وخدمة بيته.

الوفاء بالنذر:

وجاء يوم الوضع ووضعت زوجة عمران بنتا، وفوجئت الأم، فكانت تريد ولدا ليكون في خدمة المسجد والعبادة، فلما جاء المولود أنثى قررت الأم أن تفي بنذرها لله ، وكان عمران قد مات قبل ولادة مريم.

الخلاف عل كفالة السيدة مريم:

 وأراد علماء ذلك الزمان وشيوخه أن يربوا مريم . فقال زكريا: أكفلها أنا.. هي قريبتي.. زوجتي هي خالتها.. وأنا نبي هذه الأمة وأولاكم بها. وقال العلماء: ولماذا لا يكفلها أحدنا..؟ لا نستطيع أن نتركك تحصل على هذا الفضل بغير اشتراكنا فيه.ثم اتفقوا على إجراء قرعة وأي واحد يكسب القرعة هو الذي يكفل مريم، ويربيها، ويكون له شرف خدمتها، حتى تكبر وتخدم المسجد وتتفرغ لعبادة الله، وأجريت القرعة.

الاقلام:

وضعت مريم وهي مولودة على الأرض، ووضعت إلى جوارها أقلام الذين يرغبون في كفالتها، وأحضروا طفلا صغيرا، فأخرج قلم زكريا.قال زكريا: حكم الله لي بأن أكفلها.قال العلماء: لا.. القرعة ثلاث مرات. وراحوا يفكرون في القرعة الثانية.. حفر كل واحد اسمه على قلم خشبي، وقالوا: نلقي بأقلامنا في النهر.. من سار قلمه ضد التيار وحده فهو الغالب.وألقوا أقلامهم في النهر، فسارت أقلامهم جميعا مع التيار ما عدا قلم زكريا.. سار وحده ضد التيار.. وظن زكريا أنهم سيقتنعون، لكنهم أصروا على أن تكون القرعة ثلاث مرات. قالوا: نلقي أقلامنا في النهر.. القلم الذي يسير مع التيار وحده يأخذ مريم. وألقوا أقلامهم فسارت جميعا ضد التيار ما عدا قلم زكريا. وسلموا لزكريا، وأعطوه مريم ليكفلها، وبدأ زكريا يخدم مريم، ويربيها ويكرمها وينفق عليها من خلال عمله في حرفة النجارة حتى كبرت.

وكان لمريم مكان خاص تعيش فيه في المسجد تتعبد فيه، وكانت لا تغادر مكانها إلا قليلا، يذهب وقتها كله في الصلاة والعبادة، وكان زكريا يزورها أحيانا في المحراب، وكان يفاجأه كلما دخل عليها أنه أمام شيء مدهش، يكون الوقت صيفا فيجد عندها فاكهة الشتاء، ويكون الوقت شتاء فيجد عندها فاكهة الصيف، ويسألها : من أين جاءها هذا الرزق..؟فتجيب مريم: إنه من عند الله.

تعرف على قصص الانبياء ادريس و  نوح  وصالح  وهود  عليهم السلام 


تمنى سيدنا زكريا الولد:

وكان زكريا شيخا عجوزا ضعف عظمه، واشتعل رأسه بالشعر الأبيض، وأحس أنه لن يعيش طويلا، وكانت زوجته وهي خالة مريم عجوزا مثله ولم تلد من قبل في حياتها لأنها عاقر، وكان زكريا يتمنى أن يكون له ولد يرث علمه ويصير نبيا، وسأل زكريا خالقه بغير أن يرفع صوته أن يرزقه طفلا يرث النبوة والحكمة والفضل والعلم، فرحم الله تعالى زكريا واستجاب له، فلم يكد زكريا يهمس في قلبه بدعائه لله حتى نادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب: "يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا".

 وقد ذكرَ الله تعالى ذلكَ في قوله:

 "قالَ ربِّ إنِّي وهنَ العَظمُ منِّي واشْتعلَ الرأسُ شَيبًا ولَم أكُن بدعائِك ربِّ شقيًّا * وإنِّي خفتُ المَوالي من ورائِي وكانَت امرأتِي عاقرًا فهبْ ليْ من لدُنكَ وليًّا * يرثُني ويرثُ من آلِ يعقوبَ واجعلهُ ربِّ رضيًّا" ، وبقيَ يفكِّر في هذا الأمر الذي شغَلهُ .

الدروس المستفاده من قصة زكريا عليه السلام:
1-تقررُ قصة زكريا -عليه السلام- قضيَّةً عامَّةً بين البشر، خلاصتُها أنَّ الله -سبحانه وتعالى- مطلقُ القدرةِ يفعل ما يشاءُ كيفَ ما يشاءُ وقتَ ما يشاءُ، قال تعالى: "إنَّ الله يرزقُ من يشاءُ بغيرِ حسابٍ" ، لا تقيِّدُه الأسباب والمسبِّبات لأنَّه هو خالق الأسباب والمسبِّبات يصرِّفُها كيفَ يشاء -سبحانه وتعالى-، وتحضُّ السورةُ 2-على ذكر الله تعالى في السرِّ والعلنِ لتطهير النفوس من الذنوبِ ولأنَّ القلوبَ تطمئنُّ بذكر الله، قال تعالى: "واذكُر ربَّكَ كثيرًا وسبِّح بالعشيِّ والإبكار". وتؤكدُ القصَّةُ على أنَّ الدعاء إذا صدرَ من إنسانٍ مؤمنٍ واثقٍ بالله تعالى سليم القلبِ لابدَّ وأن تتبعُه إجابةٌ من الله تعالى، فالعاقلُ من يلجأُ إلى الله تعالى لطلبِ الذريَّةِ وغيرها لأنَّه بيده كلُّ شيءٍ -تبارك وتعالى-، يقول تعالى مؤكِّدًا على إجابةِ الدعاءِ: "وقالَ ربُّكم ادعُونِي أستَجِب لَكُم". وطلبُ الذريَّةِ الصالحة من سننِ المرسلينَ كما مرَّ أيضًا في هذه القصَّة وكما دلَّ على ذلك قول تعالى: "ولقَد أرسلنَا رُسلًا مِن قبلِكَ وجَعلنَا لهُم أزواجًا وذريَّةً. تفسير آية ولم أكن بدعائك ربي شقيا يقول المفسِّرون في تفسير هذه الآية: "لم أكن بدعائِكَ"، أي بدعائي إيَّاك، "ربِّ شقيًّا"، أي لم أشقَ أبدًا لأنَّكَ عوَّدتني على الإجابة دائمًا. وفي "معالمِ التفسير" للإمام البغوي يقولُ: معنى الآية أنَّكَ ربِّ عوَّدتني الإجابةَ فيما مضَى ولم ترُدَّها أبدًا، وقيلَ أيضًا: معناها أنَّكَ لمَّا دعوتَني إلى الإيمانِ آمنتُ ولم أشقَ بتركِ الإيمانِ، والله تعالى أعلَم.

3-بالإضافة إلى عمل زكريا عليه السلام  ، فقد كان النبي زكريا عليه السلام أحد الانبياء المرسلين لبني إسرائيل ، ودعاهم كثيرا إلى الإيمان بالله عز وجل ، وبوحدانيته سبحانه ، وقد اسى الكثير من المتاعب ، والمشكلات مع قومه إلى أن كبر في العمر ، وتعب ، ولم يكن له ولد.

5-أساليب التوسل ، والصبر : 

 اخفاء الدعاء لله تعالى وعدم الجهر به أمام الناس ، فالله سبحانه يعلم ما في القلوب ، ويسمع دعاء الجهر والخفاء ، حيث أن الدعاء والصراخ كما يحدث في المساجد لا يحمل ايا من اداب الدعاء ، فقد كان نبي الله زكريا عليه السلام يدعو ربه في الخفاء بأن يرزقه بولد صالح ينتفع به الدين.

6-التضرع في الدعاء ، والخشية من الله تعالى ، ومن جلال عظمته ، فهو الواحد القهار ، القادر على كل شيء ، لذلك يجب على العبد الخشوع لله تعالى عند طلب أمر ، او مسألة ما ، حيث أن سيدنا زكريا كان داعيا ، متضرعا ، خاشعا لله عز وجل.

7-الاخلاص في الدعاء ، والإلحاح على طلب الحاجة ، فالله عز وجل يحب الملحين في دعائهم ، والخاشعين ، والمخلصين ، فهو سبحانه قريب منا ، مستجيب لدعوانا ، فلقد كان سيدنا زكريا عليه السلام مخلص في دعائه ، مُلِحٌ في طلبه الى الله.

8-اليقين بالله تعالى ، وبأن الله يسمع دعاؤنا ، وسوف يحقق لنا مبتغانا حتى وإن كان هذا المرض مستحيل للبشر ، فلا يصعب على الله الملك القدوس ، فكم كان اليقين يملأ قلب سيدنا زكريا عليه السلام ، بأن الله تعالى سوف يجيب طلبه ويرزقه بولد ، حتى بعد أن كبر في السن ، كما أن زوجته كانت عاقرا لا تنجب الاطفال.

9-التوسل الى الله تعالى ، فيكون التوسل اما بذكر اسما من اسماء الله الحسنى ، فهو الرحمن ، الرحيم بعباده ، والملك لكل ما في الكون من زرع وماء ، وخلق ، وارض ، وسماء ، وهو القادر على كل أمر مستعص ، واما أن يكون التوسل بالأعمال الصالحة التي يقدم عليها العبد ، ابتغاء ارضاء الله جل وعلا.

10-الصبر ، فلقد كان سيدنا زكريا عليه السلام مثالا للصبر على قضاء الله عز وجل ، بعدم انجابه ، وكان صبورا كذلك في دعائه وتوسله إلى الله من أجل أن يرزقه بولد له ، وكان عليه السلام صبورا عندما أمره الله بعدم الحديث ثلاثة ايام ، وجزاء لصبره عليه السلام ، أعطاه الله ما تمنى ، فرزقه بيحيى ، وليس أن رزقه الله بولد فقط ، بل جعله نبيا ورسولا من الله تعالى إلى عباده.

 

مع تمنياتى بالقرب من الله

 

عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
بواسطة : عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
انا عبدالرحمن 🥰 بحب الطبخ جدا 💖وبحب اجرب اكلات جديده وغريبه 😋
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-