أخر الاخبار

يونس عليه السلام

 

يونس عليه السلام

 

لقد كان للأنبياء عليهم السلام  العديد من الأحداث والوقائع مع أقوامهم، وتعرضهم للإيذاء، ومحاولة القتل من أقوامهم، إذ كانوا يدعون الناس أعوام وأيام طويلة وهم يصرون على كفرهم، وتكذيبهم لما يقوله الرسل، ومع ذلك استمروا في دعوتهم وصبروا على ذلك في سبيل نشر الدعوة لتوحيد الله تعالى، وعدم الإشراك به، وكان من بين الأنبياء سيدنا يونس عليه السلام الذي غضب من قومه بسبب كفرهم وتعجل في تركهم خوفاً أن يقع عليه العذاب.

يونس عليه السلام


تعرف على قصص الانبياء يوسف ايوب وموسى ويعقوب   عليهم السلام

نسب يونس عليه السلام:


إنّه يونس بن متّى، ثمّ يتصل نسبه بنسل بنيامين شقيق يوسف عليه السلام، كان ينسب لأمه متى، وقال البعض بأن متى والده، وكان سيدنا يونس عليه السلام من أهل الشام، وعندما نبئ الله تعالى سيدنا يونس بأنه نبي كان يبلغ من العمر أربعين سنة، وكان عليه السلام من عباد الله الصالحين، ولم يكن أحد من الأنبياء يصلي أكثر منه، إذ كان يصلي ما يقارب ثلاثمئة ركعة قبل أن ينام، بُعث يونس -عليه السلام- إلى نينوى، في العراق، إلى قومٍ انتشر الشرك بينهم؛ فكانوا يعبدون الأصنام، فأوحى إليهم يونس وأرشدهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، إلا أنّهم كذّبوه، وكفروا برسالته، وأصرّوا على عبادة أصنامهم وأوثانهم، وكان من بينها صنم أكبر يُدعى: عشتار، وقد قيل: إنّ دعوة يونس -عليه السلام- لقومه استمرت ثلاثاً وثلاثين سنة، إلّا أنّه لم يؤمن معه سوى رجلين، ولذلك شعر يونس -عليه السلام- باليأس من قومه، فتركهم وخرج من بلدتهم.

 

خرج يونس -عليه السلام- من نينوى:


 وظنّ أنّ الله -تعالى- لن يؤاخذه بهذا الخروج؛ لأنّه قدّم كلّ ما عليه في سبيل دعوة قومه، ولم يستجب أحد، وحين خرج بدأ يحلّ على قومه بوادر العذاب الذي توعّدهم فيه، فهلّت السُّحب السوداء، وغشيهم دخانها، واسودّت سطوحهم، فأيقن القوم أنّ عذاب الله -تعالى- آتٍ لا مفرّ منه، فخافوا ووجِلوا، وبحثوا عن يونس عليه السلام؛ ليهديهم طريقة التوبة والإنابة فلم يجدوه، فأتوا رجلاً شيخاً فسألوه عمّا يجب فعله، فأرشدهم إلى طريق التوبة إلى الله تعالى، فجمعوا كبيرهم وصغيرهم، وذكرهم وأنثاهم، وحيواناتهم جميعاً، ثمّ جعلوا على رؤوسهم الرماد، ولبسوا المسوح من اللباس؛ تواضعاً لله سبحانه، ثمّ أقبلوا عليه في هذا الحال في مشهدٍ عظيمٍ، ضارعين له أن يصرف عنهم العذاب، ويتوب عليهم، فتاب الله -تعالى- عليهم، وقبل إيمانهم بعد كلّ هذا الكفر والعِناد، ولم يشهد يونس -عليه السلام- هذا الحال منهم.

يونس عليه السلام والسفينه:


لمّا خرج يونس -عليه السلام- من نينوى، أقبل على قومٍ وركب معهم سفينتهم، فلمّا أن وصلت بهم جميعاً إلى عُرض البحر، تمايلت السفينة واضطربت واهتزّت، فلم يجدوا سبيلاً للخلاص إلى أن يلقوا بأحدهم في البحر؛ تخفيفاً للحِمل، فاقترعوا على من يُلقي بنفسه في البحر، فخرج سهم يونس عليه السلام، فلمّا التمسوا فيه الخير والصلاح، لم يحبّذوا أن يُلقي بنفسه في البحر، فأعادوا القرعة ثلاث مرّات، وكان يخرج سهم يونس -عليه السلام- في كلّ مرّة، فلم يجد يونس -عليه السلام- إلّا أن يلقي نفسه في البحر، وظنّ أنّ الله -تعالى- سيُنجيه من الغرق، وبالفعل فقد أقبل إليه حوت أرسله الله -تعالى- فالتقمه.

يونس عليه السلام والحوت :


ولمّا صار يونس -عليه السلام- في بطن الحوت، ظنّ أنّه مات، لكنّه حرّك يديه، وساقيه، فتحرّك، فسجد لله -تعالى- شاكراً له بأن حفظه، ونجّاه، فلم تُكسر له يد، ولا رجل، ولم يصبه مكروه، وبقي في بطن الحوت ثلاثة أيّام، وسمع فيها أصواتاً غريبةً لم يفهمها، فأوحى الله -تعالى- له أنّها تسبيح مخلوقات البحر، فأقبل هو أيضاً يسبّح الله تعالى، قائلاً: (لا إله إلّا أنت، سُبحانك إنّي كنت من الظّالمين)، ثمّ بعد ذلك أمر الله -تعالى- الحوت فقذف به على اليابسة، وأنبتت عليه شجرة يقطين؛ يستظلّ بها، ويأكل من ثمرها، حتى نجا.

قال العلماء(حينما دعا"سيدنا يونس"فى بطن الحوت صعدت هذه الكلمات حتى طافت حول العرش فقالت الملائكة: ياربي صوت معروف ولكن من بلاد غريبة فقال"الله تعالى"هذا صوت عبدى"يونس" فقالوا: يارب ألا تفرج من الكرب ماهو فيه؟فقال لهم: بلى؛ فأمر" الله" الحوت الضخم بأن يضع النبي يونس على الشاطئ برفق وعندها أمر "ملك الملوك" الأرض بأن تنبت شجرة لتظله وليأكل منها فعلم "سيدنا يونس" أن "الله تعالى" قبل اعتذاره وتوبته فعاد إلى قريته ليستكمل دعوته.

-"فسبحان الله"أضخم كائن على وجه الكوكب هو"الحوت الأزرق والذي يبلغ وزنه13ألف رطل،بحيث يكفى عائلة من 4أفراد طعاما لمدة 22سنة وهذا الكائن العملاق يأكل فى الوجبة الواحدة 2طن سمك ولكن مع "حفظ الله"تحول العملاق المخيف إلى بيت وملاذ آمن" لنبي الله"لان الأسباب لاتنفع ولاتضر إلا بإذن مسبب الأسباب.

 

-لذلك"سيدنا يونس"لما أراد النزول من السفينة وجدالحوت فاتحا فمه فى انتظاره فذهب للناحية الأخرى فوجد نفس الحوت فسلم الأمر"لله تعالى"وألقى بنفسه فاستقر فى بطن الحوت، ولمّا صار يونس -عليه السلام- في بطن الحوت، ظنّ أنّه مات، لكنّه حرّك يديه، وساقيه، فتحرّك، فسجد لله -تعالى- شاكراً له بأن حفظه، ونجّاه، فلم تُكسر له يد، ولا رجل، ولم يصبه مكروه، وبقي في بطن الحوت ثلاثة أيّام، وسمع فيها أصواتاً غريبةً لم يفهمها، فأوحى الله -تعالى- له أنّها تسبيح مخلوقات البحر، فأقبل هو أيضاً يسبّح الله تعالى، قائلاً: (لا إله إلّا أنت، سُبحانك إنّي كنت من الظّالمين)، ثمّ بعد ذلك أمر الله -تعالى- الحوت فقذف به على اليابسة، وأنبتت عليه شجرة يقطين؛ يستظلّ بها، ويأكل من ثمرها، حتى نجا.

-وعلم أنه فى ظلمات ثلاث ظلمة" الليل والبحر وبطن الحوت" الذي كان يسبح فى قاع البحر فسمع سيدنايونس تسبيح الكائنات فى قاع البحر فقال"سيدنا يونس"(والله لأذكرن ربي فى مكان لم يذكره فيه أحد من قبل فقال" لاإله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين"التى جلبت له العفو والعافية من" أرحم الراحمين"  

 (لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين)


عودة  يونس -عليه السلام:


- بعد ذلك إلى نينوى حيث قومه، فوجدهم مؤمنين بالله -تعالى- موحّدين، فمكث معهم حيناً من الدهر، وهم على حال الصلاح والتقى، حيث قال الله تعالى: (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ*فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ)، ثمّ حين عادوا إلى ضلالهم وكفرهم مجدّداً نزل فيهم عذاب الله -تعالى- فأخذهم جميعاً، ودمّر مدينتهم، فأصبحوا عبرةً لمن خلفهم .

تعرف على قصص الانبياء ادريس و  نوح  وصالح  وهود  عليهم السلام 


الدروس المستفادة من قصة يونس عليه السلام:


هناك العديد من الفوائد التي يُمكن أن يستخلصها الدّاعية لله -تعالى- من قصة دعوة يونس -عليه السلام- لقومه، منها:

1-عدم الاستعجال؛ حيث قال الله تعالى:

 (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)،ففي هذا إشارة أنّه كان على يونس -عليه السلام- ألّا يستعجل فيترك قومه لوحدهم، بل أن يبقى معهم، مُذكّراً، موجّهاً لأبعد حدّ، ولا ينتظر منهم القبول، والإيمان بسرعةٍ.

2-عدم الغضب:

 فخروج يونس -عليه السلام- من قومه كان غضباً عليهم، وعلى حالهم، وعدم نزول العذاب الموعود فيهم، وظنّه كذلك أنّ الله -تعالى- سيعطيه فُسحة من المجال؛ ليدعو أقواماً آخرين طالما أنّ قومه لم يأخذوا بكلامه، ولم يستجيبوا له، لكنّ الله -تعالى- أراد شيئاً مختلفاً وهو الهداية المتأخّرة لقومه نفسهم.

3-الصبر:

 فالصبر مفتاح الفرج، وهو طريق تحقيق الغايات التي تأخّر ظهورها، والداعي إلى الله -تعالى- عليه أن يكون صبوراً في دعوته، فالناس تخاف وتتوجس من التغيير، وتكسل عن العبادات فتتأخّر، فعلى المسلم الداعية إلى ربّه -عزّ وجلّ- أن يكون صبوراً، طويل النفس؛ ليصل إلى غايته العظيمة.

4-كان لقصة سينا يونس العديد من الدروس والعبر، منها؛ الإكثار من الدعاء في كل الأوقات، ليلاً نهاراً، وبعد الصلوات المكتوبة، عند الصيام، والإفطار، وأن ليس للإنسان ملجأ إلا الله تعالى، تذكر الله تعالى في الرخاء قبل الشدة، وأن الله تعالى ينصر عباده على من ظلمهم، وأن الله يهيء الأسباب لعباده وينقذهم في أصعب الأمور بعد الضعف والتعب والمرض.

5-الاستمساك بصيغة التسبيح :

الواردة في قصة يونس عليه السلام، وهي:

 (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، فهي جامعة، شاملة للتوحيد، والتسبيح، والاعتراف بفضل الله -تعالى- على العبد، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:

(دَعْوةُ ذي النُّونِ إذ دَعا وهو في بطْنِ الحُوتِ: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ لم يَدْعُ بها رجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيءٍ إلا اسْتجاب اللهُ لَهُ)لاتنسو صلاة عليه وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقيل بعد ذلك في وفاة يونس -عليه السلام- أنّه دُفن قبل ساحل صيدا.

مع تمنياتى بالقرب من الله

 

عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
بواسطة : عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
انا عبدالرحمن 🥰 بحب الطبخ جدا 💖وبحب اجرب اكلات جديده وغريبه 😋
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-