أخر الاخبار

أبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنه

 

 

 أبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنه 

 

الصّحابي:

هو من لقيَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وآمن به ثمّ مات على الإسلام، ويخرج من ذلك من لقيَه كافرًا ثم أسلم بعد وفاته وكذلك من ارتدَّ عن الإسلام.


أبو عبيدة بن الجراح   رضى الله عنه


 والصحابة قسمان:

 المهاجرين وهم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة نصرةً للنبيَّ -صلى الله عليه وسلم- تاركين أموالهم وممتلكاتهم والأنصار وهم الذين أسكنوا النبيّ عندهم واستقبلوه مع المهاجرين وآمنوا معه وقاموا بحمايته.

 وقد كان للصحابة دورٌ كبير في نشر رسالة الإسلام، وقد مدحهم الله -عزَّ وجلَّ-

في كتابه قال تعالى:

 {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُود}،

 

 

أبو عبيدة بن الجراح:

أمين الأمة الإسلامية الصحابي الجليل وأحد المبشرين بالجنة الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى نجران يعلم أهلها الإسلام والقرآن، ويقضي بينهم بالقسط والميزان. قائد الجيوش الإسلامية، وفاتح الديار الشامية، وأمين الأمة المحمدية صاحب الخلق القويم، والسلوك المستقيم، والقلب الرحيم، والعقل الحكيم.

اسمه ومولده :

هو عامر بن عبدالله بن الجراح بين هلال الفهري القرشي ، واسم أمِّه أميمة بنت غنم، وُلد أبو عبيدة قبل الهجرة بأربعين عام، (40 ق.ه 18ه) (584-639م)  وقد أسلم على يدِّ أبي بكرٍ الصدِّيق وكان من أوائل من دخلوا الإسلام؛ حيث أنَّه أسلم بعد إسلام أبي بكرٍ بيوم وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث عشرة عامًا، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.

وقد أحبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودليل ذلك ما ورد عن عبد الله بن شقيق أنَّه قال: "أيُّ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ أحبَّ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قالت أبو بَكْرٍ قلتُ ثمَّ مَن قالَت عمرُ قلتُ ثمَّ من قالت ثمَّ أبو عُبَيْدةَ بنُ الجرَّاحِ قال قلتُ ثمَّ من قال فسَكَتَت"، كما أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أثنى عليه.

 

أخلاقه وصفاته:

 

أمَّا عن صفاته الخَلقية فكان نحيفًا معروق الوجه خفيف اللحية طوالًا كما أنَّ كان في كاهله إنحناءٌ على صدره.

وقد عُرف الصحابي أبو عبيدة الجراح بالزهد والأمانة والقيادة وهو قائد مسلم شجاع مشهود له بالتقوى والزهد وحسن العبادة، كما أنَّه كان من الصحابة الذين طبقوا مبدأ الشورى ويظهر ذلك في موقفه مع جنده عند احتشاد الروم لاستعادة أرض الشام،

مواقف من حياة أبي عبيدة :

كان لأبي عبيدة بن الجرَّاح -رضي الله عنه وأرضاه- مواقف مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان يوم أحد ممن أسرع إلى رسول الله ونزع الحلقتين اللتين أُدخلتا في وجنتي النبيِّ، وكذلك كان له مواقف مع صحابة رسول الله، وفيما يلي بعض من مواقف أبي عبيدة بن الجرَّاح مع صحابة رسول الله:

 بعث أبو بكرٍ الصدِّيق إلى أبي عبيدة ليستخلفه وذلك لأنَّه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لِكلِّ أُمَّةٍ أمينٌ ، وأمينُ أمتي أبو عبيدَةُ بنُ الجرَّاحِ"، إلَّا أنَّ أبا عبيدة رفض ذلك وقال:

ما كنت لأتقدم رَجُلاً أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤُمَّنا. ولَّى عمر بن الخطَّاب أبا عبيدة على جند خالد بن الوليد، وإنَّ أوَّل كتاب كتبه عمر عند تولِّيه كان إلى أبي عبيدة بن الجرَّاح.

عاهد أبو عبيدة بن الجراح النبي أن ينفق حياته في سبيل الله وأوفى بعهده وأبر بوعده. وهو من أصحاب الهجرتين، فقد هاجر إلى الحبشة، في الهجرة الثانية، وهاجر من مكة إلى المدينة. وشهد غزوتي بدر وأحد وسائر الغزوات، وواصل الجهاد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

روايته للحديث:

روى 14 حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال عنه:

نعم الرجل أبو عبيدة. بعد وفاة النبي صلى الله وعليه وسلم جاء من يبايعه على الخلافة لكنه رفض، وقال:

أتبايعونني وفيكم أبو بكر الصديق؟ عندما علم خالد بقرار أمير المؤمنين بعزله وولاية أبي عبيدة قال:

أيها الناس بعث عليكم أمين هذه الأمة. وقال أبو عبيدة عن خالد:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

خالد سيف من سيوف الله، نعم فتى العشير.

 

إسلامه وهجرته إلى المدينة هاجر أبو عبيدة مرتين:

 

 مرة إلى الحبشة ومرة إلى المدينة المنورة. ولا يُعرف ترتيب أبي عبيدة بين السابقين إلى الإسلام، ولكن ابن هشام في السيرة ذكره في عُصبة أسلمت بعد ثمانية نفر سبقوا إلى الإسلام، والأرجح أنهم لم يُسلموا في يوم واحد، بل أسلموا متفرّقين في أيام، وكان ترتيبهم بأجمعهم بعد الثمانية السابقين، وقبل مَن ذُكر بعدَهم.

ويُعد أبو عبيدة من السابقين الأولين إلى الإسلام، فهو ممن التقاهم النبيُّ محمدٌ في دار الأرقم قبل أن يبلغ المسلمون أربعين رجلاً، وهو صاحبُ النبي من أول الدعوة، وحفظ القرآن منذ تباشير فجره الأولى، وأوذي في سبيل الله فصبر، ونقل ابن سعد أنه هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر، ولم يذكره موسى بن عُقبة. وقال الذهبي: “إن كان هاجَرَ إلى الحبشة فإنه لم يُطل بها اللَّبث”. هاجر أبو عبيدة من مكة إلى المدينة المنورة، فنزل على كلثوم بن الهدم الأوسي، وبعد وصول النبي محمد إلى دار الهجرة، آخى بين المهاجرين والأنصار، وقد روى مسلم في الصحيح عن أنس بن مالك:

 أن رسول الله آخى بين أبي عبيدة بن الجراح وبين أبي طلحة (زيد بن سهل بن الأسود الخزرجي).

 

من أقوال أبو عبيدة بن الجراح من بين أقوال عرفت على لسان أبو عبيدة بن الجراح هذه بعض الحكم والمقولات الخالدة:

 

مثل قلب المؤمن، مثل العصفور، يتقلب كل يوم كذا وكذا مرة.

أمَّ أبو عبيدة رضي الله عنه مرة قومًا، فلما انصرف قال: ما زال الشيطان بي آنفًا، حتى أريت أن لي فضلاً على غيري، لا أؤم أبدًا. وددت أني كبش فذبحني أهلي، فأكلوا لحمي، وحسوا مرقي. ما من الناس من أحمر ولا أسود، حر ولا عبد، عجمي ولا فصيح، أعلم أنه أفضل مني بتقوى، إلا أحببت أن أكون في مسلاخه. التهلكة: هو أن يذنب، ثم لا يعمل بعده خيرًا حتى يهلك أبو عبيدة..القوي الأمين سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو عبيدة بن الجراح “أمين الناس والأمة” حيث قال عليه الصلاة والسلام: “

 

أبو عبيدة الخبير بفنون الحرب :

 

كان أبو عبيدة على خبرة كبيرة بفنون الحرب، وحيل القتل لذا جعله الرسول (قائدًا على كثير من السرايا)، وقد حدث أن بعثه النبي أميرًا على سرية سيف البحر، وكانوا ثلاثمائة رجل فقل ما معهم من طعام ، فكان نصيب الواحد منهم تمرة في اليوم ثم اتجهوا إلى البحر ، فوجدوا الأمواج قد ألقت حوتًا عظيمًا ، يقال له العنبر ، فقال أبو عبيدة : ميتة ، ثم قال : لا ، نحن رسل رسول الله وفي سبيل الله ، فكلوا ، فأكلوا منه ثمانية عشر يومًا . [متفق عليه] .

 وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه – لجلسائه يومًا: تمنوا ، فقال أحدهم : أتمنى أن يكون ملء هذا البيت دراهم ، فأنفقها في سبيل الله. فقال: تمنوا، فقال آخر: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت ذهبًا ، فأنفقه في سبيل الله ، فقال عمر : لكني أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالاً من أمثال أبي عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل ، وحذيفة بن اليمان ، فأستعلمهم في طاعة الله . [البخاري] .

وكان عمر يعرف قدره، فجعله من الستة الذين استخلفهم، كي يختار منهم أمير المؤمنين بعد موته . وكان أبو عبيدة – رضي الله عنه – كثير العبادة يعيش حياة القناعة والزهد، وقد دخل عليه عمر – رضي الله عنه – وهو أمير على الشام، فلم يجد في بيته إلا سيفه وترسه ورحله، فقال له عمر: لو اتخذت متاعًا (أو قال: شيئًا) فقال أبو عبيدة :

يا أمير المؤمنين ، إن هذا سيبلِّغنا المقيل (سيكفينا).

 

جهاده وأعماله أيام الخلافة :

 

شارك أبو عبيدة -رضي الله عنه- في غزوتيّ بدرٍ وأُحُدٍ والحديبية، أرسله رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على سريَّة جيشِ ذات الخبط، كما أرسله والياً إلى أهل نجران، وكان أحد الأمراء في بلاد الشَّام بعد أن عزل عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، فوضع أبا عبيدة -رضي الله عنه- مكانه، وكان نَقش خاتم أبي عبيدة: “الخُمُس لله”. وقال ابن حجر -رحمه الله-: “كان فتح أكثر بلاد الشَّام على يده”، كما جعله أبو بكر -رضي الله عنه- في خلافته على بيت مال المسلمين، وجعله عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- أمير الأمراء في الشَّام، وكان أمير الجيش يوم فتح دمشق، وبعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلف عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل ليمدَّه بالجيش، ولمَّا جاء أهل اليمن يطلبون من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يرسل معهم مَن يعلمهم القرآن والسُّنَّة أخذ بيد أبي عبيدة أمين الأمّة واختاره لهم.

 

طاعون عمواس ووفاة أبو عبيدة:

 فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب عرف أن أمير المؤمنين يريد إنقاذه من الطاعون فتذكر قول النبي: “الطاعون شهادة لكل مسلم” [متفق عليه] .

فكتب إلى عمر يقول له: إني قد عرفت حاجتك فحللني من عزيمتك، فإني في جند من أجناد المسلمين ، لا أرغب بنفسي عنهم . فلما قرأ عمر الكتاب، بكى، فقيل له: مات أبو عبيدة؟! قال:

لا ، وكأن قد (أي : وكأنه مات) .

فكتب أمير المؤمنين إليه مرة ثانية يأمره بأن يخرج من عمواس إلى منطقة الجابية حتى لا يهلك الجيش كله، فذهب أبو عبيدة بالجيش حيث أمره أمير المؤمنين، ومرض بالطاعون، فأوصى بإمارة الجيش إلى معاذ بن جبل ، ثم توفي – رضي الله عنه – في طاعون عمواس وعمره 58 سنة ، وصلى عليه معاذ بن جبل ، ودفن ببيسان بالشام. سنة (18) هـ أرسل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – جيشًا إلى الأردن بقيادة أبي عبيدة بن الجراح ، ونزل الجيش في عمواس بالأردن ، فانتشر بها مرض الطاعون أثناء وجود الجيش وعلم بذلك عمر ، فكتب إلى أبي عبيدة يقول له : إنه قد عرضت لي حاجة ، ولا غني بي عنك فيها ، فعجل إلي .

 

ضريح أبي عبيدة بن الجراح:

 

ويوجد ضريح أبي عبيدة بن الجراح في بلدة دير علا في منطقة الأغوار الوسطى شمال غرب الأردن. كما يوجد حاليا “مزار أبي عبيدة” في “غور البلاونة” على الطريق العام الذي يقطع غور الأردن من الشمال إلى الجنوب، وعلى بعد أربعين كيلاً من مدينة السلط. وكان الظاهر بيبرس قد بنى على قبر أبي عبيدة مَشهداً، وأوقف عليه وقفاً ريعه للمؤذّن والإمام.

 

مع تمنياتى بالقرب والرضا من الله




 

عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
بواسطة : عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
انا عبدالرحمن 🥰 بحب الطبخ جدا 💖وبحب اجرب اكلات جديده وغريبه 😋
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-