أخر الاخبار

دروسٌ وعبرٌ وفوائدُ من حادثة الفيل

 

أهم الأحداث التي سبقت مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم

 


دروسٌ وعبرٌ وفوائدُ من حادثة الفيل


 

 دروسٌ وعبرٌ وفوائدُ من حادثة الفيل :


1 – بيان شرف الكعبة أوَّل بيتٍ وُضع للنَّاس، وكيف أنَّ مشركي العرب كانوا يعظِّمونه، ويقدِّسونه، ولا يقدِّمون عليه شيئاً. وتعود هذه المنزلة إلى بقايا ديانة إبراهيم، وإسماعيل، عليهما الصَّلاة والسَّلام.

 2 – حسد النَّصارى، وحقدهم على مكَّة، وعلى العرب الَّذين يعظِّمون هذا البيت، ولذلك أراد أبرهة أن يصرف العرب عن تعظيم بيت الله ببناء كنيسة القُلَّيْس، وعلى الرَّغم من استعماله أساليب التَّرغيب، والتَّرهيب إلا أنَّ العرب امتنعوا، ووصل الأمر إلى مداه بأن أحدث في كنيسة القُلَّيْسِ أحدُ الأعراب، قال الرَّازي – رحمه الله تعالى! – في قوله تعالى:

اعلم أنَّ الكيد هو إرادة مضرَّةٍ بالغير على الخفية.

تعرف على المولد النبوى الشريف 


دروسٌ وعبرٌ وفوائدُ من حادثة الفيل


 (إن قيل): لِمَ سمَّاه ﴿أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ﴾، وأمره كان ظاهراً؟ فإنَّه كان يُصرِّح أن يهدم البيت. (قلنا): نعم؛ لكن الذي كان في قلبه شرّاً ممَّا أظهر؛ لأنَّه كان يضمر الحسد للعرب، وكان يريد صرف الشَّرف الحاصل لهم بسبب الكعبة عنهم، وعن بلدهم إلى نفسه، وإلى بلدته.

 3 – التَّضحية في سبيل المقدَّسات: قام ملكٌ من ملوك حِميرَ في وجه جيش أبرهة، ووقع الملك أسيراً، وقام النُّفَيْلُ ابن حبيبٍ الخثعميُّ ومن اجتمع معه من قبائل اليمن، فقاتلوا أبرهة، إلا أنَّهم انهزموا أمام الجيش الْعَرَمْرَم، وبذلوا دماءهم دفاعاً عن مقدَّساتهم. إنَّ الدِّفاع عن المقدَّسات والتَّضحية في سبيلها، شيءٌ غريزيٌّ في فطرة الإنسان.

4 – خَوَنة الأمَّة مخذولون: فهؤلاء العملاء الذين تعاونوا مع أبرهة، وصاروا عيوناً له، وجواسيس، وأرشدوه إلى بيت الله العتيق؛ ليهدمه لعنوا في الدُّنيا والآخرة، لعنهم النَّاس، ولعنهم الله – سبحانه وتعالى – وأصبح قبر أبي رِغال رمزاً للخيانة والعمالة، وصار ذاك الرَّجل مبغوضاً في قلوب النَّاس، وكلَّما مرَّ أحد على قبره؛ رجمه.

 5 – حقيقة المعركة بين الله وأعدائه: في قول عبد المطلب زعيم مكَّة: «سنخلِّي بينه وبين البيت؛ فإن خلَّى الله بينه وبينه؛ فو الله ما لنا به قوَّةٌ»، وهذا تقريرٌ دقيقٌ لحقيقة المعركة بين الله وأعدائه، فمهما كانت قوَّة العدوِّ وحشوده؛ فإنَّها لا تستطيع الوقوف لحظةً واحدةً أمام قدرة الله وبطشه، ونِقْمته؛ فهو سبحانه واهب الحياة، وسالبُها في أيِّ وقتٍ شاء. قال القاسميُّ – رحمه الله! -: قال القاشانيُّ – رحمه الله ! – قصَّة أصحاب الفيل مشهورةٌ، وواقعتهم قريبة من عهد الرَّسول صلى الله عليه وسلم ، وهي إحدى آيات قدرة الله، وأثرٌ من سخطه على مَنِ اجترأ عليه بهتك حُرَمِهِ.

 6 – تعظيم النَّاس للبيت، وأهله: ازداد تعظيم العرب لبيت الله الحرام، الَّذي تكفَّل بحفظه، وحمايته من عبث المفسدين، وكيد الكائدين، وأعظمت العرب قريشاً، وقالوا: هم أهل الله، قاتل الله عنهم، وكفاهم العدوَّ، وكان ذلك آيةً من الله تعالى، ومقدِّمةً لبعثة نبيٍّ يبعث من مكَّة، ويطهِّر الكعبة من الأوثان، ويعيد لها ما كان لها من رفعةٍ، وشأن.

7 – قصَّة الفيل من دلائل النُّبوَّة: قال بعض العلماء: إنَّ حادثة الفيل من شواهد النُّبوَّة، ودلالاتها، ومن هؤلاء: الماورديُّ – رحمه الله! – حيث يقول: آيات الملك باهرةٌ، وشواهد النُّبوَّة ظاهرةٌ، تشهد مباديها بالعواقب، فلا يلتبس فيها كذبٌ بصدقٍ، ولا منتحلٌ بحقٍّ، وبحسب قوَّتها، وانتشارها تكون بشائرها، وإنذارها، ولـمَّا دنا مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم  تعاطرت آيات نبوَّته، وظهرت آيات بركتـه، فكان من أعظمها شأناً، وأشهرهـا عياناً، وبياناً أصحاب الفيل… إلى أن قال: وآية الرَّسول صلى الله عليه وسلم  في قصَّة الفيل: أنَّه كان في زمانه حَمْلاً في بطن أمِّـه بمكَّة؛ لأنَّـه ولد بعد خمسين يوماً من الفيل، وبعد موت أبيه، في يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأوَّل، فكانت آيةً في ذلك من وَجْهَيْن: – أحدهما: أنَّهم لو ظفروا؛ لسبوا، واسترقوا، فأهلكهم الله – تعالى – لصيانة رسوله صلى الله عليه وسلم  أن يجري عليه السَّبيُ حَمْلاً، ووليداً. – والثَّاني: أنَّه لم يكن لقريش من التألُّه ما يستحقُّون به رفع أصحاب الفيل عنهم، وما هم أهل كتاب؛ لأنَّهم كانوا بين عابد صنمٍ، أو متديِّن وثنٍ، أو قائلٍ بالزَّندقة، أو مانعٍ من الرَّجعة، ولكن لـمَّا أراد الله تعالى من ظهور الإسلام، تأسيساً للنُّبوَّة، وتعظيماً للكعبة. ولـمَّا انتشر في العرب ما صنع الله تعالى في جيش الفيل، تهيَّبوا الحرم، وأعظموه، وزادت حرمته في النُّفوس، ودانت لقريش بالطَّاعة، وقالوا: أهل الله، قاتل عنهم، وكفاهم كيدَ عدوِّهم، فزادوهم تشريفاً، وتعظيماً، وقامت قريش لهم بالوفادة، والسِّدانة، والسِّقاية (والوفادة مالٌ تخرجه قريش في كلِّ عامٍ من أموالهم، يصنعون به طعاماً للنَّاس أيام منى)، فصاروا أئمَّةً دَيَّانين، وقادةً متبوعين، وصار أصحاب الفيل مثلاً في الغابرين. وقال ابن تيميَّة – رحمه الله! -: «وكان ذلك عام مولد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وكان جيران البيت مشركين يعبدون الأوثان، ودين النَّصارى خيرٌ منهم، فعُلِمَ بذلك أن هذه الآية لم تكن لأجل جيران البيت حينئذٍ، بل كانت لأجل البيت، أو لأجل النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ الَّذي ولد في ذلك العام عند البيت، أو لمجموعهما، وأيُّ ذلك كان؛ فهو من دلائل نبوَّته».

8 – حفظ الله للبيت العتيق: إنَّ الله لم يقدِّر لأهل الكتاب(أبرهة وجنوده)، أن يدمِّروا البيت الحرام، أو يسيطـروا على الأرض المقدَّسـة، حتَّى والشِّرك يُدنِّسـه، والمشركون هم سدنته؛ ليبقى هذا البيت عتيقاً من سلطان المتسلِّطين، مصوناً من كيد الكائدين، وليحفظ لهذه الأرض حرِّيتهـا، حتَّى تنبت فيها العقيدة الجديدة حُرَّةً طليقـةً، لا يهيمن عليها سلطانٌ، ولا يطغى فيها طاغيةٌ، ولا يهيمن على هذا الدِّين الذي جاء ليهيمن على الأديان، وعلى العباد، ويقود البشريَّة، ولا يقاد، وكان هذا من تدبير الله لبيته، ولدينه، قبل أن يعلم أحدٌ: أنَّ نبيَّ هذا الدِّين قد ولد في هذا العام.

9 – جَعْلُ الحادثة تاريخاً للعرب: استعظم العرب ما حدث لأصحاب الفيل، فأَرَّخُوا به، وقالوا: وقع هذا عامَ الفيل، ووُلد فلانٌ عام الفيل، ووقع هذا بعد عام الفيل بكذا من السِّنين، وعام الفيل صادف عام 570م.  

 

مع تمنياتى بحب الله ورسوله

عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
بواسطة : عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
انا عبدالرحمن 🥰 بحب الطبخ جدا 💖وبحب اجرب اكلات جديده وغريبه 😋
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-