أهم العقبات والمشاكل التى تعترض تنشيط السياحة البينية بين مصر ودول أفريقيا
أشارت منظمة السياحة العالمية أن معظم السائحين
الوافدين حول العالم قاموا بزيارة مقاصد سياحية داخل أقاليمهم القارية، حيث أن 4
من كل 5 زيارات تمت داخل الإقليم القارى ، وتتنبأ منظمة السياحة العالمية أنه
بحلول عام 2021، فإن 75% من السياحة الوافدة إلى أفريقيا ستكون سياحة بينية بين
الدول الأفريقية بعضها البعض، وسوف يرتبط السفر إلى أفريقيا جنوب الصحراء بعدة
عوامل منها، الشركاء التجارين، البلاد المتجاورة، الدخل النسبى، والتشابه العرقى.
عدد
السائحين الوافدين:
وقد ارتفع عدد السائحين الوافدين من الشرق الأوسط إلى
أفريقيا، وبخاصة إلى شمال أفريقيا ومنها مصر، من 8, مليون سائح إلى 3,1 مليون سائح
ما بين عامى 1995-2013، أى بمعدل نمو سنوى بلغ 8% ما يوازى حصة 9% من السوق، وكذلك
ارتفعت تدفقات السائحين من أفريقيا إلى الشرق الأوسط بنسبة 8% سنوية بين عامى 1995-2013،
حيث ارتفعت من 6, مليون سائح إلى 2,3 مليون سائح ما يوازى حصة 9% من السوق (لجنة
منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط، 2014). وتشير احصاءات السياحة الأفريقية
الوافدة إلى مصر خلال النصف الأول من عام 2016، أن 10,3% من إجمالى السياحة
الوافدة إلى مصر قادمة من أفريقيا ، أغلبها من السودان وجنوب أفريقيا وكينيا
ونيجريا (سليم، 2016)، وهى نسبة قليلة جداً لا ترتقى إلى حجم العلاقات المصرية
الأفريقية، نظراً لما تمتلكه مصر من مقومات سياحية هى الأعلى والأكثر بين جميع
بلدان المنطقة العربية والأفريقية
الاهتمام بالسائح الروسى
والأوروبى:
وقد أدى اهتمام
المسئولين فى وزارة السياحة بالسائح الروسى والأوروبى، وتجاهل السائح الأفريقى إلى
اتجاه دول "إسبانيا والمغرب ودبي وليبيا وتركيا وفرنسا
وأمريكا" إلى استقطاب سائحى الدول الأفريقية.
الفوائد الاقتصادية:
وتتعدد الفوائد الاقتصادية التى يمكن أن تعود على مصر من
تفعيل وتعميق تعاونها مع الكيان الأفريقى الواعد، فالسوق الأفريقية التى تضم نحو
مليار نسمة تُشكل قاعدة عريضة تتسم بالتنوع الكبير فى الأذواق ومستوى الطلب
ومستويات الدخل فيها، مما يعد بمثابة توفير العديد من فرص الاستثمار، وزيادة حجم
التبادل التجارى، وزيادة حجم الحركة السياحية بينهم.
وقد قامت
الحكومة المصرية وحكومة دولة جنوب أفريقيا بتوقيع مذكرة تعاون فى مارس 2016 فى
مجال السياحة البينية بين البلدين، وصولاً لتعزيز وتنشيط السياحة البينية بين
الشمال والجنوب الأفريقى، شاملاً الدول الأفريقية فيما بينهما، ولكن السؤال الذى
يطرح نفسه دائماً، هل يتم تفعيل هذه الاتفاقيات ومجالات التعاون ووضعها حيز
التنفيذ؟، أم تبقى مجرد حبر على ورق.
أهم العقبات والمشاكل
التى تعترض تنشيط السياحة البينية بين مصر ودول أفريقيا:
يُمثل
عدم الاستقرار السياسى لدول أفريقيا ، ضعف الحكومات، ضعف التمويل، انخفاض مستوى
الدخل القومى للفرد ومشكلات الفقر ، قصور البنية
الأساسية ، نقص العمالة المُدربة فى معظم دول القارة وصعوبة الحصول على
تأشيرة السفر .
أهم التحديات والعقبات التى تواجه تنمية
العلاقات البينية بين دول قارة أفريقيا. وفيما يلى أهم العقبات والمشاكل الأخرى
التى تعترض تنشيط السياحة البينية بين مصر ودول أفريقيا:
الصورة الذهنية للعربى
والأفريقى :
على الرغم من التفاعل والتشارك حول أهداف ومصالح مشتركة
التى بدت عليها العلاقات بين الدول العربية والأفريقية خلال فترتى الخمسينيات
والستينيات، لم تستطع أن تتجاوز كلياً تلك الصورة السلبية التى تبدو عليها صورة
الأفريقى فى الذهن العربى، لاسيما تلك التى تحمل بين ثناياها نظرة استعلاء، أيضاً
لم تستطع تجاوز صورة العربى لدى الأفريقى وما تحمله هذه الصورة من تاريخ يرتبط
بتاجر الرقيق العربى، وما بين الصورتين، تولدت رغبات سلبية من جانب كل طرف باتجاه
الآخر، فهناك رغبة أفريقية استبعادية تهدف إلى استبعاد العرب من أفريقيا، وفى
المقابل تبدو هناك رغبة عربية تربط الإفريقى بهوية جغرافية (أفريقيا جنوب الصحراء).
مما يوضح الدور الهام للسياحة فى تغيير التصورات الذهنية
لبلد ما فى أذهان الآخرين، وخلق صورة وطنية إيجابية، وجلب المزيد من الاستثمارات،
وتعزيز الفخر الوطنى، وبمثابة محرك للنمو .
عقبات تتعلق بمجال النقل
والشحن:
يُمثل عدم وجود خطوط ملاحية (بحرية وجوية) منتظمة بين
مصر ومعظم دول أفريقيا ، وإلغاء رحلات الطيران إلى العديد من الدول الأفريقية،
وارتفاع أسعار الشحن والنقل (عبد الله، 2015؛ على، 2010)، بالإضافة إلى ضعف جودة
البنية الأساسية للمطارات فى القارة الأفريقية من عدد المطارات الدولية، وعدد
المقاعد المُتاحة للرحلات المحلية والدولية .
أبرز العقبات لتنشيط
السياحة البينية بين مصر وأفريقيا:
كما يُمثل بُعد أفريقيا
عن الأسواق السياحية إلى ضرورة البحث عن وسائل نقل جوى أكثر جودة، وأكثر قدرة على
المنافسة، فعدم انتشار النقل الجوى بكثافة، وتدنّي كفاءة شبكة الطرق البرية،
يُعدَّا من معوّقات التنمية السياحية بالقارة.
كما أن عدم القيام بإنشاء خطوط سكك حديدية، وطرق برية
بين الدول الأفريقية يُعيق تنمية السياحة البينية بينهم.
عقبات تتعلق بالمنتج
السياحى المصرى وتسويقه:
يمثل التواجد المصرى الهزيل فى المعارض الأفريقية، وعدم
وجود معارض دائمة للسلع والمنتجات المصرية فى الدول الأفريقية، وترك المجال أمام
التكتلات والمجموعات الاقتصادية الأجنبية الكبرى والشركات متعددة الجنسيات فى
السيطرة على الاقتصاد الأفريقى ، كما أن ضعف الإعلام السياحى ووسائله، وغياب بحوث
الأسواق الأفريقية، وعدم وجود استراتيجية إعلامية تسويقية وترويجية للمنتج السياحى
المصرى موجهة للسوق الأفريقى، من العوامل الهامة لضعف السياحة البينية بين مصر
وأفريقيا.
وفى هذا الصدد ، فإن التمثيل المصرى فى الدول الأفريقية
من خلال مكاتب السياحة المصرية فى دول أفريقيا منعدم، فلا يوجد مكاتب سياحية
خارجية لمصر فى أى دولة أفريقية – وكان المكتب الوحيد لمصر فى أفريقيا بجنوب
أفريقيا ، والذى تم إغلاقة فى عام 2000/2001 ، ما أثّر سلبياً على دراسة الأسواق
الأفريقية وتوجيه حملات تسويقية لترويج المنتج السياحى المصرى بها.
عقبات سياسية:
تمثل العوامل السياسية أحد أهم العقبات التى تقف عائقاً
أمام تنمية السياحة البينية بين مصر وأفريقيا، فقد مرت العديد من الدول الأفريقية
بفترات عدم استقرار الحكومات وتغيّر أنظمة الحكم، والمشاكل الأمنية كالحوادث
الإرهابية، وحركات التمرد، وتدهور العلاقات بين دول القارة بسبب مشاكل الحدود،
بالإضافة إلى تراخى الحكومات فى تنفيذ الاتفاقيات المبرمة للتعاون، مما شكل آثاراً
سلبية على العلاقات بين الدول بعضها البعض، ما جعل السياحة البينية تنخفض بصورة
كبيرة (شياد، 2014). وأثر ذلك سلباً على استقطاب الاستثمارات السياحية إلى دول
القارة الأفريقية نتيجة لعدم الاستقرار السياسى (عريقات والساقى، 2004).
عقبات إدارية وإجرائية :
تمثل بعض الإجراءات المعقدة والروتينية أبرز العقبات
أمام تنشيط السياحة البينية ، ولعل أهمها الحصول على التأشيرات بين مصر والدول
الأفريقية، والتى تقف عائقاً قويا يحد من السياحة البينية بينهم.
وقد أظهرت دراسة للمجلس العالمى للسياحة والسفر ومنظمة
السياحة العالمية عام 2014، أن دعم وتيسير الحصول على التأشيرات ، بما فى ذلك
التأشيرة الإلكترونية والتعاون الإقليمى فى مجال التأشيرات، يحقق منافع اقتصادية
كبيرة للبلدان التى اعتمدت هذا النهج. حيث أضاف تسهيل اجراءات الحصول على
التأشيرات بين الدول 206 مليار دولار إضافى لقطاع السياحة فقط، وخلق 5,1 مليون
فرصة عمل بين دول مجموعة العشرين فى عام 2015.
فإذا كانت التأشيرة مكلفة للغاية أو يصعُب الحصول عليها
فى بلد ما، فقد يلجأ منظمى الرحلات السياحية عدم تضمين تلك البلد فى الرحلات
السياحية
عقبات اقتصادية:
يمثل ضعف النظام المصرفى بالدول الأفريقية، وانخفاض
القدرة الشرائية والأجور فى معظم البلدان الأفريقية (فرج و فريد، 2015؛ شياد،
2014)، كما هو الحال بالنسبة لارتفاع تكاليف النقل والسفر ، وفرق أسعار تغيير
العملات بين البلدان الأفريقية
أهم العقبات الاقتصادية التى تقف عائقاً أمام تنشيط
السياحة البينية بين دول القارة الأفريقية.
عقبة الأمن والأمان
والسلامة الصحية:
تؤدى المخاوف الأمنية إلى توقف فورى للأنشطة السياحية
بالمقصد السياحى ، فشعور السائح بالأمان من أهم العوامل التى تؤثر فى اختياره
للمقصد السياحى، حيث يختار المقصد الذى تتحقق فيه سلامته الشخصية كوجهة آمنة
بعيداً عن المخاطر وأعمال العنف والإرهاب ، وتعرضه للسلوكيات السلبية كالاعتداء
والسرقة والسطو وأنواع التحرش المختلفة، مما يكون له أثر سلبى على السائحين تجاه
المقصد السياحى واتجاههم لمقاصد سياحية أخرى.
ويشكل تداعيات سلبية كبيرة من خلال ما تولد للسائح من
خبرة سلبية عن المقصد السياحى وقيامه بنقل تلك التجارب والخبرات السلبية لغيره من
السائحين من أصدقاء وأقارب، مما يولد صورة ذهنية سلبية عن المقصد السياحى، ومن ثم ضياع
فرص تنشيط السياحة البينية.
وتمثل مظاهر
استغلال السائحين عند تعاملهم مع بعض الأفراد فى مصر، وشعور السائح بأنه غير آمن
خلال تحركاته وتنقلاته فى بعض المناطق بالدول الأفريقية، أحد أهم العقبات الأمنية لتنشيط
السياحة البينية بين مصر وأفريقيا. فعدم الاستقرار الأمنى فى أى دولة يحول دون
تنمية السياحة ، إذ أن هذه الأخيرة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالاستقرار السياسى
والأمنى.
مع تمنياتى بالسعادة