أهم الرؤى والاستراتيجيات
لزيادة حركة السياحة البينية بين مصر ودول أفريقيا
ضرورة وجود سياسات وخطط
حكومية لوضع أفريقيا على خريطة السياحة المصرية:
يزدهر المنتج السياحى عالى الجودة فى أى بلد عندما يتم
إدارة قطاع السياحة بصورة جيدة، بحيث يكون هناك تعاون وتنسيق بين الحكومة
–المتمثلة فى وزارة السياحة- والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدنى بشكل عام ،
وبشكل خاص بين المجتمعات المحلية التى تتأثر بالسياحة ، ونظراً لما لقطاع السياحة
من أهمية اقتصادية لمصر، أصبح لزاماً الاتجاه والتفكير فى فتح أسواق سياحية جديدة،
وتنويع المنتج السياحى المصرى ليجذب أكبر عدد من السوق الأفريقى الواعد.
أشار Rashed (2016)، إلى
أن السياسات القائمة على تبادل المعارف، والممارسات الحديثة فى إدارة المقاصد
السياحية، وتعزيز الاستثمارات، هى المحركات الرئيسية لتنمية السياحة بين مصر
والدول الأفريقية.
ينبغى وجود خطط وسياسات تراعى الهوية الثقافية واللغوية
لدول القارة الأفريقية، مع إيلاء مزيد من الاهتمام بتعليم اللغات الإفريقية
الرئيسة والأكثر انتشاراً مثل (الهوسا والسواحيلية) وغيرها (مجلة أفريقيا قارتنا،
2015).، فاللغة هى أداة التواصل بين البشر، ووسيلة للتفاهم والإدراك، وقد تكون
سبباً قوياً للسفر إلى مقاصد معينة دون غيرها (حماد،2012)، فالعديد من سائحى الدول
الأفريقية التى تتحدث اللغة الفرنسية يتجهون إلى المغرب وتونس والجزائر، ولا يأتون
لمصر بسبب اللغة ، مما يوجه الانتباه بضرورة وجود خطط وسياسات لاستهدافهم من خلال
تعليم ودراسة اللغات الإفريقية.
تطوير السياسة الإعلامية
المصرية تجاه دول القارة الأفريقية:
تقوم السياسة الإعلامية المصرية تجاه قارة
أفريقيا على تطوير وتأكيد الروابط والعلاقات المشتركة، كالدعوة لنبذ العنف
والإرهاب، وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، وأهمية التعاون المشترك بين دول
القارة، بالإضافة إلى إبراز مناخ الاستقرار فى مصر بما يسمح بتدفق الاستثمارات،
وتوجيه الدعوة لمواطنى الدول الأفريقية للسياحة فى مصر، وذلك باستخدام مجموعة من
الأدوات والوسائل الإعلامية كالبرامج الإذاعية والتليفزيونية، سواء كانت تعليمية
أو علمية أو فنية أو دينية أو سياحية ، مدعومة برسائل إعلامية تؤكد على أهمية
البُعد الأفريقى فى السياسة الخارجية المصرية.
الهيئة العامة للاستعلامات:
وفى هذا الإطار فإن للهيئة العامة للاستعلامات دور حيوى
ورئيسى فى تطوير السياسة الإعلامية بدول القارة الأفريقية ، يتمثل فى مجموعة من
الأنشطة ما بين إصدارات ومطبوعات ودوريات تصدرها الهيئة خاصة بالقضايا الأفريقية
المتنوعة، واستقبال الوفود الإعلامية الأفريقية وإمدادهم بكافة المعلومات الصحيحة
عن مصر وشعبها، وتخصيص مساحات كبيرة على موقع الهيئة الإلكترونى للقارة الأفريقية
والعلاقات المصرية الأفريقية فى شتى المجالات وليس مجال السياحة فقط، وتوضيح دور
مصر فى العديد من المنظمات والمؤسسات الأفريقية، وطرح سُبل التعاون فيما بينهم
ومحاولة التبادل الثقافى والفكرى، وتوقيع العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات بين
هذه الدول ومصر أو بين الهيئة العامة لىستعلامات والهيئات المماثلة لها فى الدول
الأفريقية ، مما يكون له بالغ الأثر على تعزيز العلاقات المصرية الأفريقية، وينعكس
إيجابياً على تنشيط السياحة البينية بين مصر وأفريقيا.
اعتماد
برنامج إعلامى تحفيزى:
وأشار شياد (2014)، إلى إن اعتماد برنامج إعلامى تحفيزى
تحت شعار "السائح الأفريقى فى وطنه الثانى"، بحيث يُخصص وقت معين فى
القنوات العامة والفضائية والإذاعية لكل دولة أفريقية، متضمناً معلومات عن
المقومات السياحية وعناصر الجذب السياحى والخدمات والتسهيلات التى يمكن أن تقدمها
كل دولة أفريقية لتنشيط السياحة البينية فيما بينهم.
كما اقترح كلاً من فرج والمهدى (2015)، إنشاء مدينة
سياحية إفريقية فى مصر، وتحديداً فى منطقة النوبة، كوسيلة من وسائل تنشيط وتنمية
السياحة البينية بين مصر وأفريقيا.
تفعيل دور القوة الناعمة
فى علاقات مصر بالدول الأفريقية:
ظهر مفهوم القوة الناعمة "Soft Power" فى
أدبيات العلاقات الدولية للتأكيد على أهمية الأدوات غير العسكرية فى تنفيذ السياسة
الخارجية، وقدرة الدولة للتأثير على غيرها من الدول وتحقيق مصالحها وأهدافها من
خلال التأثير الثقافى والأيديولوجى ، وبمعنى آخر القدرة على التأثير فى الآخرين
وتحقيق الأهداف المطلوبة، وتغيير سلوك الآخرين وتصوراتهم الذهنية، والحصول على ما
تريد من خلال الإقناع وليس الإكراه، وتتمثل أهم أدوات القوة المصرية الناعمة فى البعد
الحضارى- الثقافى، والبعد الدينى- المؤسسى، والبعد الفنى- المهنى، والبعد المدنى-
المجتمعى، والتى من خلال تفعيلها وتوظيفها بالأسلوب الأمثل تستعيد مصر لدورها
الإقليمى فى القارة الأفريقية على صعيد الدور والمكانة والمصلحة الوطنية.
وقد تم تنظيم
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فى مارس 2017، مما يعد خطوة هامة فى استخدام أحد
عناصر القوة الناعمة للاهتمام بالدول الأفريقية ومن ثم تشجيع السياحة البينية بين
مصر وأفريقيا.
كما أن لدعوة منتجى وصانعى الأفلام العالمية والأفريقية
لبث برامجهم وتصوير أفلامهم فى المناطق السياحية المصرية، دوراً هاماً فى تسويق
المنتج السياحى المصرى، وإقناع سائحى الدول الأفريقية وغيرهم بالمجىء إلى مصر (على،
2013؛ محمد، 2013؛ طاهر، 2013)، مما يُمثل وسيلة هامة من وسائل القوة الناعمة
لتنشيط السياحة بين مصر ودول أفريقيا.
الاستفادة من عضوية
التكتلات الاقتصادية الأفريقية:
يتجه العالم اليوم نحو التكتلات الدولية، والحصول على
عضوية المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية، من أجل تبادل المنافع والمصالح
المشتركة، ونتيجة للمصالح المشتركة التى تجمع مصر بالدول العربية الأفريقية والدول
الأفريقية من حيث اللغة، العادات، الدين، والمنطقة الجغرافية الواحدة، كل ذلك يجعل
ضرورة التكامل المصرى الأفريقى ضرورة مُلِحة. وتحظى مصر بعضوية الكوميسا
"اتفاقية السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقى" ، ودعمها الدائم لتكتلات
أخرى مثل تجمع شرق أفريقيا، وتجمع السادك SADC ، وغيرها، والتى
تهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادى بالدول الأعضاء ، وقد أدى انتشار التكتلات
الاقتصادية على مستوى العالم إلى آثار إيجابية على قطاع السياحة، فقد أظهرت
احصاءات منظمة السياحة العالمية أن أكثر من 75% من حجم حركة السياحة العالمية تتم بين
الدول الأعضاء بالتكتلات.
وقد أوصى
المؤتمر الدولى حول السياحة فى مصر وأفريقيا عام 2015 بضرورة تفعيل دور التكتلات
والتجمعات الإقليمية الإفريقية من خلال إجراء مزيد من التسهيلات التى من شأنها
تيسير حركة السياحة البينية وتنشيطها، مثل (عمل تأشيرة موحدة بين دول التكتلات
والتجمعات الإقليمية، خفض أسعار تذاكر الطيران، وتعزيز الإعفاءات الجمركية
للمستلزمات والمعدات السياحية (مجلة أفريقيا قارتنا، 2015).
تفعيل برامج التسويق
والترويح للمقصد السياحى المصرى فى أفريقيا:
يُعد التسويق والترويج السياحى وسيلة هامة لإبراز
المقومات السياحية وعوامل الجذب السياحى وتوفير المعلومات وإيصالها إلى الأسواق
السياحية المختلفة بما يلفت الأنظار إلى المنتج السياحى المصرى (حماد،2012). فينبغى
على أجهزة الحكومة الرسمية المتمثلة فى وزارة السياحة والهيئة العامة لتنشيط
السياحة الاهتمام بالتسويق السياحى، فالمقومات السياحية العديدة التى يتمتع بها
المنتج السياحى المصرى تكون غير فعّالة وغير معلومة لدى السائح الأفريقى، عندما لا
يكون لها مواقع الكترونية ونشرات وبرامج سياحية ترويجية وتعريفية.
كما
ينبغى أن تكون المنتجات المحلية عنصراً أساسياً للعلامة التجارية للمقصد السياحى
المصرى، وإدراجها وبقوة فى خطط التسويق والترويج لمصر سياحياً فى الدول الأفريقية.
كما أن برامج التسويق السياحى المشترك للمنتجات المحلية المصرية والأفريقية من أهم
الاستراتيجيات لتشجيع السياحة البينية بين مصر وأفريقيا وفى
هذا السياق، ينبغى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، والمتمثلة فى استخدام أدوات
وأساليب التسويق الالكترونى، ومواقع التواصل الاجتماعى، والمواقع الالكترونية
الرسمية فى التوجه للسائح الأفريقى بأكثر من لغة، وتسويق المنتج والمقصد السياحى
المصرى فى كل الدول الأفريقية. فبإمكان مواقع التواصل الاجتماعى والانترنت تغيير
المقاصد السياحية، المنتجات والخدمات السياحية فى عالم وأسواق الدول الأفريقية،
فقد زاد عدد سائحى الولايات المتحدة إلى الدول الأفريقية بنسبة 15% من خلال الانترنت
، كما أن مصر، تنزانيا، زيمبابوى، وجنوب أفريقيا تستحوذ على اهتمام كبير من
مستخدمى الانترنت حول العالم من خلال محركات البحث.
(NYU Africa House et al., 2011)
)UNCTAD 14, 2016( مجلة أفريقيا
قارتنا، 2015.
الاقتصادية التقرير الاقتصادى العربى الموحد، 2008