أخر الاخبار

كيف يمكن للقاره الأفريقية أن تساعد في التنمية الاقتصادية لمصر

 

 تنشيط وزيادة حركة السياحة البينية بين مصر ودول القارة الأفريقية

 

صناعة السياحة:

  تلعب صناعة السياحة دوراً هاماً ومحورياً فى تنمية الدول والشعوب كأحد أهم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، فهى من أهم مصادر الدخل الوطنى لدول عديدة فى مختلف أنحاء العالم ، وتمثل مكوناً رئيسياً من الصادرات الخدمية، كما أنها مصدراً رئيسياً للعملات الأجنبية، وزيادة حجم العمالة   وزيادة الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز الثقافة والمنتجات المحلية، وحماية الثراث الثقافى والطبيعى.



  القارة الأفريقية:  

ترتبط مصر بالقارة الأفريقية بروابط تاريخية وثيقة، لذا تهتم بدعم علاقات التعاون مع الدول والتكتلات الأفريقية نظراً للأهمية البالغة التي تحتلها القارة، وبما يضمن التوسع التجاري وزيادة فرص الاستثمار والتصدير والاستيراد ، وإنطلاقا من ثوابت السياسة الخارجية المصرية التي تحرص علي استعادة مصر لدورها الفاعل في المنطقة تأكيداً لهويتها الإسلامية وأصولها العربية وجذورها الإفريقية، الموقع الجغرافى لمصر، التاريخ والإرث الحضارى المشترك، والعضوية فى منظمات وتكتلات أفريقية إقليمية ودولية مثل الاتحاد الأفريقى، الأمم المتحدة، منظمة التعاون الإسلامى، تجمع الساحل والصحراء، والكوميسا.

 تعمل مصر على مد جسور التقارب والتعاون بين دول القارة الإفريقية في العديد من المجالات علي نحو يلبي تطلعات مصر والدول الأفريقية وتشير الإتجاهات الحديثة فى المنطقة العربية إلى وجود عدد من فرص التنمية التى لم تُستغل بعد فى إبرز الأسواق الصاعدة، والتى تستدعى اهتماماً من جانب إدارات السياحة فى المنطقة العربية، ومن هذه الأسواق الصاعدة سوق أفريقيا جنوب الصحراء (لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط، 2014).

 

النشاط السياحى فى الدول الافريقية:

 

     مازل النشاط السياحى فى معظم الدول الأفريقية محدود المساهمة فى اقتصاد هذه الدول، والذى إذا أُحسن استغلاله بما تمتلكه تلك الدول من موارد طبيعية ومقومات سياحية، تجعل لصناعة السياحة آثارها الهامة والفارقة فى إحداث التنمية الشاملة والمستدامة لشعوب هذه الدول الفقيرة ، مما يكون له بالغ الأثر على تحويل الموارد الطبيعية إلى مقومات لها مردودها الاقتصادى المؤثر فى مشروعات التنمية وحل العديد من مشكلات دول القارة الأفريقية ومنها مصر.  

  العلاقات المصرية الأفريقية :

هو واقع يفرضه العمق الحضارى والتاريخى ويحكمه التلاحم الجغرافى فيما بينهم. ولا يخفى على أحد الدور الإقليمى الكبير لمصر فى القارة الأفريقية بمختلف العصور( عبد الحميد، 2009)، والذى بلغ ذروته عام 1952 حيث أولت القيادة المصرية وقتها قارة أفريقيا اهتماماً خاصاً، وقدمت كافة أشكال الدعم والمساعدة للقضايا الأفريقية وحركات التحرر من الاستعمار فى المحافل الدولية.

     وفى ضوء اتجاه القيادة السياسية المصرية إلى تعزيز سُبل التعاون بين مصر ودول القارة الأفريقية فى الوقت الحالى، وفى ضوء انخفاض حركة السياحة البينية بين مصر وأفريقيا ، كيف يمكن تنشيط وزيادة حركة السياحة البينية بينهم؟ ، وما هى أهم السُبل والاستراتيجيات والمجالات التى يمكن من خلالها زيادة تلك الحركة ؟ ، وما هى أهم العقبات التى تواجه تنشيط حركة السياحة البينية بين مصر ودول أفريقيا ؟ ، وكيف يمكن التغلب عليها ؟ ، وهذا ما سيتم التعرض له والإجابة عليه من خلال هذه الدراسة.

 

مفهوم السياحة البينية: 

تشير السياحة البينية إلى التعاون الإقليمى والدولى بين مجموعة من الدول من خلال السياحة من أجل توطيد العلاقات الاجتماعية والثقافية ، وتعزيز التبادل التجارى والصناعى فيما بينها،  وتحقيق العلاقات المتبادلة وتلاحم الشعوب وتوحيد مواقفها إزاء القضايا والتحديات التى تواجهها وقد أشارت بيانات منظمة السياحة العالمية أن السياحة البينية داخل الإقليم الواحد تشكل 82% من حركة السياحة العالمية وتشكل 88% داخل قارة أوروبا، وفى شرق آسيا والباسفيك نحو 79%.

 

 

 هل للسياحة البينية دور قومى أم لا :

 

      أشار رعدية (2014)، أن السياحة البينية لو استُثمرت على الوجه الأكمل ، فسوف تتجاوز أهدافها الاقتصادية لتصُب فى المجرى الحضارى والثقافى للأمة، ولا يكفى أن تكون عاملاً للانفتاح والتواصل الثقافى والاجتماعى بين المجتمعات العربية والأفريقية وخصوصاً المتجاورة منها ، بل هى أكثر من ذلك، فهى عامل توحيد لأبناء الأمة باعتبارها الرابط المتين الذى يُعزز أواصر الأخوة والمحبة بين أبناء الوطن الواحد.

     تنتمى الدول العربية الأفريقية والدول الأفريقية إلى قارة واحدة، مما يُعزز فرص تنمية السياحة فيما بينهم، ما ينتج عنه تكامل سياحى عربى أفريقى يقف بقوة أمام التكتلات الاقتصادية العالمية الكبرى، فازدهار السياحة الأوروبية يقوم على عامل أساسى وهو أن المقصد الرئيسى للسائح الأوروبى هى أوروبا، ليس فقط بسبب فتح الحدود والعملة الموحدة، ولكن أيضاً لأن أوروبا هى المقصد الأقرب جغرافياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً (عريقات والساقى، 2004).

أفريقيا وحركة السياحة العالمية:

 على الرغم من صغر قارة أفريقيا بين قارات العالم، إلا أنها تشكل قوة إنمائية كبيرة فى اقتصاديات السياحة العالمية ، حيث تمتلك أفريقيا العديد من المقومات الطبيعية والبيئية، والأماكن الفريدة، والحياة البرية والسفارى والشواطىء والصحراء  ، والعادات والتقاليد والفعاليات الثقافية كالموسيقى والرقص والمهرجانات، والتى يصعُب إيجادها فى أى مكان آخر بالعالم

 

حققت صناعة السياحة والسفر 165,6 مليار دولار فى الناتج المحلى الإجمالى فى عام 2016 كمساهمة مباشرة وغير مباشرة فى قارة أفريقيا، بنسبة 7,8% من الناتج المحلى العالمى، ومن المتوقع أن ترتفع بمقدار 2,9% عام 2017، وتزداد النسبة إلى 4,6% لتسجل 268,2 مليار دولار في عام 2027 (WTTC,Africa, 2017). وقد تبين أن أكثر الدول زيارة إلى قارة أفريقيا هى الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 21%، تليها المملكة المتحدة 19%، ثم فرنسا 17% ، كما أسهمت الصين فى الحركة السياحية إلى قارة أفريقيا عام 2012، فقد زار مصر 172,1 ألف سائح، جنوب أفريقيا 145,9 ألف سائح، إثيوبيا 128,8 ألف سائح، الجزائر 83 ألف سائح، ثم كينيا 44,2 ألف سائح.

السائح الأفريقى:

يسافر حوالى 10 مليون سائح أفريقى عبر الحدود بين الدول الأفريقية لأسباب متعددة، لعل أهمها التسوق، أسباب طبية، رحلات رياضية، رحلات دينية، اجتماعات العمل والمؤتمرات، وزيارة الأصدقاء والأقارب، وتعتبر جنوب أفريقيا أكبر سوق للسياحة البينية الترفيهية فى أفريقيا بنسبة 47% من إجمالى السائحين، كما أن السياحة البينية فى شرق أفريقيا تستحوذ على الاهتمام، وتمثل نيجريا قوة للسياحة البينية الإقليمية فى غرب أفريقيا، كما هو الحال لزيمبابوى التى تملك سوقاً واعداً للسياحة البينية داخل القارة.

ووفقاً لمنظمة السياحة العالمية، فقد انخفض عدد السائحين الوافدين إلى قارة أفريقيا عام 2015 بنسبة 3% بواقع 53,4 مليون سائح، حيث بلغ عدد السياحة الوافدة إلى شمال أفريقيا 18 مليون سائح، وإلى أفريقيا جنوب الصحراء 35,4 مليون سائح (UNWTO “a”, 2016).   

 

    الأرهاب:

وتأثرت السياحة تأثراُ سلبياً بالأرهاب فى بعض البلاد (بوركينا فاسو، مصر، الكاميرون، كينيا، تونس)، وفى الوقت نفسه، حققت السياحة النمو فى عدة دول عام 2015.

 

منظمة السياحة العالمية:

 

وقد أشارت منظمة السياحة العالمية، إلى أنه طبقا للبيانات المتاحة فى عام 2016، فقد زادت السياحة الوافدة إلى أفريقيا بنسبة 8,1% بزيادة 4 مليون سائح عن عام 2015، ليصل إجمالى السائحين إلى 58 مليون سائح، منها زيادة فى أفريقيا جنوب الصحراء قدرها 11%، وزيادة فى شمال أفريقيا قدرها 3%.

 

ومن المتوقع أن تشهد أفريقيا استقبال 64,5 مليون سائح فى عام 2017، ويزداد العدد إلى 110,2 مليون سائح عام 2027 ، بإنفاق سياحى قدره 76 مليار دولار، وتوقعت منظمة السياحة العالمية زيادة عدد السياحة الوافدة لأفريقيا عام 2030 إلى 134 مليون سائح، بنسبة 7,4% من الحصة العالمية.


مع تمنياتى بالسعادة
عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
بواسطة : عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
انا عبدالرحمن 🥰 بحب الطبخ جدا 💖وبحب اجرب اكلات جديده وغريبه 😋
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-