شارب الخمر في ملحمة القادسية الخالدة
قد يهمك كيفية صلاة الاستخارة ووقتها
ما صحة قصة ابي محجن؟
أبو محجن الثقفي:
هاهو أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو محجن الثقفي، ممن
أسلم مع ثقيف حين أسلمت ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه تمادى في شرب
الخمر، في تلك الكبيرة من الكبائر، وما زال يُجلد بعد عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فلما أكثر من ذلك سجنوه وأوثقوه، فلما كان يوم القادسية رأى أن المشركين قد
أصابوا من المسلمين، فأرسل لامرأة سعد بن أبي وقاص، وقد كان مسجوناً في بيت سعد، قائلاً: يا بنت آل
حفصة هل لك إلى خير؟ قالت: وما ذاك؟ قال: تخُلي عني، وتعيريني البلقاء -فرس سعد بن أبي وقاص - فأقاتل مع
المسلمين، ولله عليّ إن سلَّمَني الله أن أرجع فأضع رجلي في القيد كما كنت، قالت: ما أنا
وذاك، فرجع يرسف في قيوده، نفسه مشتاقة للجهاد في سبيل الله، ويرى أن المسلمين
يُنال منهم ما ينال، فيقول:
كفى حزناً أن تُردي الخيل بالقنا وأترك مشدوداً عليَّ وثاقيا
إذا قمت عنَّاني الحديد وغُلِّقت مصارع دوني قد تصمُّ المناديا
وقد كنت ذا مال كثير وإخوة فقد تركوني واحداً لا أخا ليا
فلله عهد لا أخيس بعهده لئن فرجت ألا أزور الحوانيا
فقالت سلمى: لقد اخترت الله، ورضيت بعهدك.
فأطلقته، وأعطته فرس سعد الذي كان في الدار، وأعطته مع ذلك سلاحاً.
فخرج كالأسد يركض حتى لحق بالجيش المسلم،
قد يهمك أسماء الله الحسنى و التشهد الصحيح في الصلاة كامل
هل كان ابو محجن يشرب الخمر؟
شارب الخمر في ملحمة
القادسية الخالدة
تداعى المسلمون للجهاد ولقتال الفرس في معركة القادسية فخرج معهم أبو
محجن وحمل زاده ومتاعه ولم ينس أن يحمل خمرا دسها بين متاعه فلما وصلو القادسية
طلب رستم مقابلة سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين .
وبدأت المراسلات بين الجيشين عندها وسوس الشيطان لأبي محجن فاختبأ في
مكان بعيد وشرب الخمر فلما علم به سعد غضب عليه وحرمه من دخول القتال وأمر أن يقيد
بالسلا سل ويغلق عليه في خيمة.
فلما ابتدأ القتال وسمع أبو
محجن صهيل الخيول وصيحات الابطال لم يطق أن يصبر على القيد واشتاق للشهادة بل
اشتاق إلى خدمة هذا الدين وبذل روحه لله وإن كان عاصيا وإن كان مدمن خمر إلا أنه
مسلم يحب الله ورسوله.
وأخذ يترنم قائلا:
كفى حزنا أن تدخل الخيل
بالقنى وأترك مشدودا علي وثاقيا
يُقَطِّع قلبي حسرةً أن أرى
الوغى ولا سامعٌ صوتي ولا من يَرَانيا
وأن أشهدَ الإسلام يدعو
مُغَوِّثاً فلا أُنجدَ الإسلام حينَ دعانيا
ثم أخذ ينادي بأعلى صوته إلى
أن يلتفت إلى زوجة القائد سعد ويناشدها أن تطلق سراحه ليشهد المعركة معلناً توبته
قائلا هذه الأبيات
من هو الصحابي الذي حبسه سعد بن ابي وقاص؟
سُلَيْمى دعيني أروِ سيفي من العدا فسيفيَ أضحى وَيْحَهُ اليومَ
صاديا
دعيني أَجُلْ في ساحةِ الحربِ
جَوْلَةً تُفَرِّجُ من همّي وتشفي فؤاديا
وللهِ عهدٌ لا أَحيفُ بعهده
لئن فُرِّجت أَنْ لا أزورَ الحوانيا
فسألته امرأة سعد ماذا تريد
فقال فكي القيد من رجلي وأعطيني البلقاء فرس سعد، فأقاتل فإن رزقني الله الشهادة
فهو ما أريد وإن بقيت فلك علي عهدالله وميثاقه أن أرجع حتى تضعي القيد في رجلي،
وأخذ يرجوها ويناشدها
حتى فكت القيد وأعطته البلقاء فلبس درعه وغطى وجهه بالمغفر ثم قفز كالأسد على ظهر
الفرس وألقى بنفسه بين يدي الكفار علق نفسه بالآخرة ولم يفلح ابليس في تثبيطه عن
خدمة هذا الدين وحمل على القوم برقابهم بين الصفين برمحه وسلاحه،
وتعجب الناس منه وهم لايعرفونه
ولم يروه بالنهار ومضى أبو محجن يقاتل ويبذل روحه رخيصة في ذات الله عز وجل نعم
مضى أبو محجن
أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه فلم ينزل ساحة القتال
لكنه كان يرقب القتال من بعيد فلما رأى أبا محجن عجب من قوة قتاله،
وقال الضرب ضرب أبي محجن والكركر
البلقاء وأبو محجن في القيد، والبلقاء في الحبس فلما انتهى القتال عاد أبو محجن
إلى سجنه ووضع رجله في القيد، ونزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال : ما هذا ؟
فذكروا له قصة أبي محجن فرضي
عنه وأطلقه وقال : والله لا جلدتك في الخمر أبدا، فقال أبو محجن : وأنا والله لا
شربت الخمر أبدا..
هل يوجد صحابي شرب الخمر؟
قد يهمك آيات ابطال السحر والعين والحسد مكتوبة
بطولاته:
فجعل لا يزال يحمل على مشركٍ إلا دق صلبه وقتله، حمل على ميسرة
القوم، ثم حمل على ميمنة القوم، كان يقصفهم -ليلتئِذٍ- قصفاً عظيماً، حتى تعجب
الناس منه وهم لا يعرفونه، تعجب سعد وهو يرقب المعركة،
ويقول:
من ذلك الفارس الملثم؟ ولِمَ يتلثم؟ ولِمَ لمْ يظهر إلا في آخر
النهار؟ تساؤلات ترد على ذهن سعد.
ولم يلبثوا إلا قليلاً حتى هُزم أعداء الله عز وجل، ورجع أبو محجن
ورد السلاح، وجعل رجليْه في القيد، وجاء سعد، فقالت امرأته: هنيئاً لكم النصر، كيف قتالكم اليوم؟ فجعل يخبرها، ويقول: لقي جند
الله ما لقوا، ولقوا ولقوا ويذكر لها حتى بعث الله رجلاً على فرس أبلق، فلولا والله
أني تركت أبا محجن في القيد لقلت: إنها بعض شمائل أبي محجن، قالت: والله إنه لـ أبي محجن، وذكرت له ما كان من أمره.
فما كان من سعد إلا أن ذرف الدموع، وقال: حلوا قيوده، وأتوني به، فأتوا به إليه، قال: يا أبا محجن -والله- إني لأرجو الله ألا أجلدك على خمر بعد اليوم
أبداً، قال: لا والله ما أشربها بعد اليوم أبداً، قد كنت أشربها فتطهرني بالحد
والجلد، وأما اليوم فإن شربتها فلا يطهرني إلا النار، فلم يشربها بعد ذلك أبداً.
فخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محَّضاك النصح فاتَّهم
{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ
وَاللهُ يَعِدُكُم مغْفِرَةً منْهُ وَفَضْلا} [البقرة:٢٦٨] فمن تجيب أخي المسلم؟
العز في كنف العزيز ومن عبد العبيد أذَلَّه الله
·
مع تمنياتى بالسعادة