النوبة (المعالم
والفنون)
البعثات الخارجية :
وقبل
إنشاء السد العالي كانت النوبة خلية نحل لمختلف البعثات العلمية من ألمانيا
وهولندا والنمسا وسويسرا وفرنسا والولايات المتحدة، فضلًا عن الباحثين من مصلحة
الآثار المصرية. ولأن الموضوع كان يقتضي نقل كل النوبيين، فإن الجامعة الأمريكية
بالقاهرة، بمنحة من مؤسسة فورد، قامت بتنظيم دراسات عديدة عن السكان وحضارة وثقافة
النوبيين قبل انتقالهم وتعرضهم للتغيير الحضاري في مواطنهم الجديدة.
والخلاصة أن تاريخ
النوبة بدأت معالمه الرئيسة في الظهور، كما أخذت أشكال المجتمع النوبي من الدرس ما
جعلها تبين كيف صنع النوبيون لأنفسهم طريقة للحياة في ظل ظروف وموارد جد محدودة
لقرون طويلة.
تعرف اكثر عن الساحلى الشمالى (١) و الساحلى الشمالى (٢)
الجزر الموجودة في منطقة النوبة:
تحتوي النوبة على العديد من الجزر في نهر النيل
وتسكنها بعض العائلات النوبية، ومن هذه الجزر هي كالآتي ذكره:
جزيرة سهيل :
تعتبر
جزيرة سهيل موقعًا أثريًا للشعب النوبي، وهي الطريق الذي زاره الملوك الفراعنة
الذين حكموا مصر وعائلاتهم، حيث تجد بقايا من آثارهم محفورة على غالبية الصخور
الكبيرة مثل الجبال في سهيل، وتحتوي جزيرة سهيل على صخرة مشهورة كثيرًا حيث يوجد
فيها نقش قصة سيدنا يوسف عليه السلام الذي حكم مصر.
جزيرة
هيسا وفيلة:
يوجد في هذه الجزيرة معبد فيلة الذي يعد من أفضل
المعابد في مصر، ولكن تم نقل هذا المعبد في الوقت الحاضر من مكانه الأصلي بعد غرقه
بالماء تحت نهر النيل، حيث استغرق عملية نقله حوالي 10 سنوات وبدعم من اليونسكو وتمويل
منه ولكن تم عملها على أيدي عمال مصريين، بالإضافة إلى أن الصليب محفور على العديد
من الجدران في المعبد بسبب زيارتهم له، كما تم زيارته من قبل نابليون ورجاله، ويعد
منظر نهر النيل جميل جدًا من هذه الجزيرة.
جزيرة
باربار:
تعد هذه الجزيرة الجميلة مناسبة للاسترخاء، حيث
تطل هذه الجزيرة على شاطئ في نهر النيل، ويمكن الاستفادة منه والسباحة أيضًا،
بالإضافة إلى أنه من الممكن استخدام قناع الطين الطبيعي في جميع أنحاء الجسم ومن
ثم الاستحمام في نهر النيل، كما يمكن تناول الشاي في صالة على الطراز النوبي
الموجودة على جانب من جوانب الجزيرة.
تعرف على محمية وادى الريان والفيوم وبحيرة قارون وبلطيم
أشهر معالم النوبيين :
المعابد الاثرية بالنوبة
:
النوبة تملك عدداً من أعظم
المعابد الأثرية في العالم، منها معبد «أبو سمبل» الذي يطلق عليه البعض «سيد
المعابد»، وهو أعظم معابد النوبة تأثيراً في النفس لإعجازه المعماري وروعته الفنية
ومناظره التاريخية. عثر ضمن نقوشه على نقش يؤرخ بالسنة الخامسة والثلاثين من حكم
رمسيس الثاني، أي نحو 1227 قبل الميلاد، أي أن عمره نحو 3200 عام، ولعل أروع أجزاء
المعبد واجهته والتي تعد من أبدع ما نفذه المهندس المصري القديم.
تم اكتشاف هذا المعبد في العصر
الحديث تدور حولها الكثير من الروايات والقصص أشهرها للرحالة يوهان بوكهارت عند
زيارته لبلاد النوبة 1812 حيث شاهد أربعة تماثيل عملاقة منحوتة في الصخر وهي
مدفونة في الرمال، ولا يكاد يظهر منها إلا رأس التمثال وجزء من صدره وذراعيه. قام
بوركهات بكتابة تقرير مفصل عن كشفه للمعبد بعد عودته للقاهرة 1815 وقدمه للقنصل
البريطاني.
وفي عام 1816 قدم إلى أبي سمبل
المكتشف جيوفاني بلزوني الإيطالي الجنسية على رأس بعثة لاكتشاف المعبد يمولها
القنصل البريطاني في مصر، لكن قابلته مشكلة تتمثل برفض الأهالي التعاون معه لفتح
المعبد الذي كان مطموراً في الرمال وفي زيارته الثانية نجح في تطهير واجهته ودخل
لغرفه الداخلية وبذلك يعتبر أول الأوروبيين الذين نفذوا إلى داخل المعبد.
تعرف على مرسى مطروح (1)و مرسى مطروح (2)
هناك
عدد من المعالم التي اشتهر بها النوبيون، منها ما زال في موقعه الأصلي، ومنها ما
تغيّر موقعه إلى مكان آخر بسبب ظروف معينة، ومن هذه المعالم كالآتي ذكره:
معابد في أبي سمبل وفيلة.
محاجر الجرانيت الجميلة والمذهلة في أسوان.
قلعة قصر إبريم التي بنيت في الأصل على منحدر يصل ارتفاعه حوالي
70 مترًا، على بعد 60 كيلومترًا شمال أبو سمبل،
ويقع
موقع المعابد الجديد وهي كلبشة. بيت الوالي وكرتاسي على بعد حوالي 180 كيلو مترًا
نحو الجنوب، بالإضافة إلى معبد في وادي السبوتة ومعبد الدقة والمهرقة في
منطقة أمادا.
تعرف على ما يميز مدينة راس البر
الفنون:
برع
النوبيون في صناعة الفخار دون غيرهم وشكّل توافر الطين الصلصالي في بلادهم أحد
العوامل المساعدة على قيام هذه الصناعة الشعبية في تلك المنطقة. وكان على الضفة
الشرقية للنيل باتجاه أسوان جبل يعرف باسم «جبل الطَفل» يصنع منه العرب والنوبيون
هذه الأواني الفخارية. إنها صناعة تقوم على مهارة وفنون النساء النوبيات اللواتي
يتولين جميع مراحل صناعة تلك الأواني باستثناء مرحلة الحرق والتي يتولاها الرجال.
عن هذه الصناعة يوضح الكتاب، أنه في المرحلة الأولى يتم عجن
الطين لإكسابه المرونة الكافية وعندئذ تقوم النساء بتشكيل الجزء السفلي من الإناء
المطلوب عن طريق ضغط الطين بواسطة قطعة من الصدف، حيث يضاف إلى الطينة بعض الماء،
وما إن يتم جفاف الإناء حتى تباشر النساء تلوينه وصقله، ويستعان في التلوين ببعض
أكاسيد الحديد الحمراء التي تكثر في النوبة؛ وذلك للحصول على اللون الأحمر الداكن
الذي يطلين به الفخار.
أما طريقة إعداد الألوان فبسيطة للغاية؛ إذ تقتصر على طحن أكسيد
الحديد، ثم إذابته بالماء ودهن الإناء بمحلوله، ثم حكه بقطعة من الحجر الأملس
فيكتسب بريقاً ثم يأتي الحرق كمرحلة أخيرة.
فن نسائي:
يتمثل في صناعة الأطباق والسلال من سعف النخيل
التي يوضع بها الخبز على المائدة، وكلها مصنوعة باليد غير أن في صناعتها أناقة
وإتقاناً يوهمان بأنها مصنوعة بالآلات. تتسم صناعة «الحصير» في النوبة أيضاً
بالجودة والدقة والمتانة، إضافة إلى تنوع أشكالها. وتعتبر تلك الصناعة من أقدم
الصناعات التي مارسها الإنسان البدائي، وهي عبارة عن تضفير الألياف عبر تداخلها
بعضها في بعض باستخدام الطرق اليدوية.
تعتبر
النوبة من المناطق الغنية بالفنون الشعبية؛ فيوجد لدى النوبيين هوس بالزخارف
والحلي، وشغف بالألوان المتباينة الجذابة ما بالمعابد والمقابر الفرعونية التي
كسيت جدرانها بمناظر من حياة المصريين القدامى. ومن الواضح أن ثقافة المجتمع
النوبي ومناخ المنطقة وطبيعتها لها تأثير في كل ما يتعلق بالعمارة، فالبيوت في قرى
النوبيين «الكنوز» تغطيها القباب، أما بيوت «الفاديجا» فيعلوها سعف النخيل مع
مراعاة أن تكون الأسقف على ارتفاع كبير والجدران من الطين، لكنها مطلية باللون
الأبيض للتخفيف من أشعة الشمس الحارقة.
وترصد المؤلفة بعضاً من فنون أهل النوبة في الرقص والغناء، لا
سيما فيما يتعلق بطقوس الزواج والميلاد والتي عني المؤرخون والرحالة الأوروبيون باستكشافها،
ومنها رقصة يلتف فيها الراقصون حول نار موقدة بينما يقف شبان القرية وفي أياديهم
الحراب في جانب، أما النسوة فيقفن في الجانب الآخر ويرقص الجميع على أنغام الدفوف
في خطوات إيقاعية حول النار. وهناك رقصة إيقاعية أخرى يجلس فيها شيخ القرية على
العنجريب «السرير»، في حين يجلس على الأرض أمامه مجموعة من الشبان في أيديهم
الحراب يقابلهم الفتيات بجلاليبهن الناصعة. وهذه الرقصة ترتبط بمواسم زراعية محددة
تتوافر فيها الغلال.
مع تمنياتى بالسعادة