أخر الاخبار

سيدنا موسى عليه السلام ( الجزء الثانى)

 

سيدنا موسى عليه السلام ( الجزء الثانى)


نجاة موسى عليه السلام في الصغر ودخول قصر فرعون:

في فترةٍ من الزّمن استعبد سكّان مصر الأصليّون بنو إسرائيل نسل يعقوب النّبيّ عليه السّلام، الّذين سكنوها في عهد نبيّ الله يوسف عليه السّلام، فعانى بنو إسرائيل من طغيان المصرييّن وطغيان حاكمهم فرعون، الّذي حوّل بني إسرائيل إلى عبيدٍ يعملون ليل نهار ليجنوا الأموال لأسيادهم وملّاكهم، وذات ليلةٍ رأى الفرعون رؤيا، فأتى المنجّمين يسألهم تفسيرها، حيث قالوا له بأنّ نهايته وحكمه سيكونان على يد رجلٍ من بني إسرائيل، فخاف الفرعون وجعل يقتل كلّ مولودٍ ذكر  من بني إسرائيل، حتّى كاد الإسرائيليّون أن ينقرضوا، ثمّ خفّف الحكم عنهم بأن جعل يقتل مواليد سنة، ويعفو عن مواليد السّنة الّتي تليها، قال الله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}.

ومن هنا بدأت قصة سيدنا موسى، ففي  السّنة الّتي كان فيها القتل، ولد نبيّ الله موسى عليه السّلام، وخافت أمّه عليه كثيراً بأن يقتلعوه من حضنها ويقتلوه، فاوحى الله تعالى إليها أن تضعه في تابوتٍ وتلقيه في نهر النيل، وبشّرها الله تعالى بأنّه سيعيده إلى حضنها قريباً، ففعلت بما ألهمها الله تعالى، وظلّ يجري التّابوت الّذي وُضع به موسى عليه السّلام، مع جريان نهر النّيل حتّى رسى أخيراً على شاطئ قصر فرعون، فالتقطه العاملون في القصر، وأخذوه لفرعون، ليرى فرعون غلاماّ صغيراً جميلاً وهادئاً، فخاف منه ووجس، وحطّ الكره على قلبه تجاه هذا الطّفل الصّغير، فقبله لا يعرف الرّحمة أو المحبّة.

لكنّ زوجته آسيا كانت على عكسه تماماً، فقد أقنعته بأن يدع الولد حيّاً وألّا يقتله، كما أقنعته بأنّه سيكون ولداً لهما ينتفعان به، لأنّ الفرعون كان عقيماً لا ينجب الأطفال، وهكذا عاش موسى في قصر فرعون، وقد عاد لحضن أمّه بأن حرّم الله تعالى عليه المرضعات، حتّى أتت أمّه فأرضعته فقبل الرّضاعة منها،  وترعرع موسى في القصر وبدأ يفهم ويستوعب ما حوله، حتّى شبّ وبدأ في ذمّ أفعال الفرعون الظّالم. قتل موسى لرجل من ملأ فرعون

شبّ موسى عليه السّلام في قصر فرعون، وقد آتاه الله تعالى الحكمة والعلم، وقد تميّز بقوّة بنيته، وهيبته ووقاره، وبعد أن علم موسى أنّه من بني إسرائيل، عرف ما كان يقاسيه قومه، وما كانوا يعنونه من الأقباط، أي سكان مصر الأصليين.

تعرف على قصص الانبياء يوسف ايوب وموسى ويعقوب   عليهم السلام 

سماع شجار بين شخصين:


 وذات يومٍ سمع موسى شجاراً في وسط النّهار، وقد دار هذا الشّجار بين رجلٍ من بني إسرائيل وآخر مصريّ، فاستنجد به الإسرائيليّ وبما أنّه نصير بني إسرائيل، فأجاب ندائه، وساعده على مواجهة عدوّه، فلكمه لكمةً فمات القبطيّ من فوره من لكمته، ولكنّ موسى عليه السّلام لم يكن يقصد أن يقتله، وفهم أنّ الله تعالى قد أعطاه قوّةً عظيمة، فندم وعاد إلى ربّه -سبحانه وتعالى- وتاب عن فعلته.


الاستغاثة مرة ثانية:

وفي اليوم التّالي استغاث الإسرائيليّ مرّةً أخرى، وظنّ بأنّه سيقوم بقتل القبطيّ كما في اليوم السّابق، فراح نبيّ الله موسى ووبّخ الإسرائيليّ لأنّه دفعه لقتل نفسٍ بريئة، ففضح الإسرائيلي أمره، وذلك لأنّه ظنّ أنّ موسى عليه السّلام سوف يقتله بدلاً عن القبطيّ، فكشف عن حادثة القتل الّتي حدثت في اليوم السّابق، وسمعه الأقباط وسارعوا لإخبار بقيّة القوم بأنّ حادثة قتل الأمس كانت على يد موسى عليه السّلام، فهرب موسى من بينهم، وقد وصل هذا الخبر إلى مسامع فرعون.


انتهاز فرعون لقتل موسى عليه السلام :

 فانتهز فرعون الفرصة حتّى يقتل موسى النّبيّ، فهو لم يرتح له يوماً وكان متوجّساً وخائفاً منه على مرّ الأيّام، ويبحث عن الفرصة المثاليّة لقتله، وجاءته هذه الفرصة فاغتنمها، لكنّ الله تعالى نجّى نبيّه عليه السّلام، بأن يسّر له طريقاً للخروج من مصر والهرب من بطش الفرعون الظّالم، حتّى وصل إلى مدين ومكث فيها عشر سنواتٍ قبل أن يعود إلى مصر مع أهله.

تعرف على قصص الانبياء ادريس و  نوح  وصالح  وهود  عليهم السلام 

لقاء موسى مع ربه:

عاش موسى عليه السّلام مع أهل مدين مدّة عشر سنواتٍ، ثمّ قرّر العودة مع أهله إلى مصر، وفي طريق عودته ولشدّة الظّلام ليلاً، أخذ يبحث عن نارٍ يستأنس بها، فلمح ناراً من بعيدٍ فقال لأهله بأن ينتظروه  وذهب وحده ليرى مصدر النّار، وما إن وصل إليها حتّى سمع صوتاً يكلّمه، ويقول له بأن يخلع نعليه من قدميه، فهو يمشي الآن بالوادي المقدّس طوى، وأخبره بأنّه الله تعالى، ربّ العالمين من يكلّمه من فوق سبع سماوات، ويبشّره بأنّه قد اصطفاه من بين البشر ليكون نبيّاً مرسلاً، يدعو إلى توحيد الله تعالى، وعبادته دون شريك، ولأمر النّاس بترك الكفر والإشراك به جلّ جلاله، وكانت هذه اللّحظة نقطة تحوّلٍ في قصة سيدنا موسى، فالرّجل الّذي فرّ من مصر هارباً، عاد إليها نبيّاً مرسلاً من عند الله تعالى، لينشر عقيدة التّوحيد، ولينقذ بني إسرائيل من بين يدي فرعون، ويخلّصهم بمشيئة الله تعالى  من بطشه وعذابه وظلمه.

وجعل الله تعالى بين يدي نبيّه العديد من الآيات والمعجزات، لإثبات  صدق قوله ونبوّته، وليحاجج بها الكفرة والمكذّبين، ووقد ذُكرت بعضٌ من معجزات موسى عليه السّلام في قوله تعالى: { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ*قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ* قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ*فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ* قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ* وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ}.فرجاه موسى بعد هذه الآيات بأن يجعل له أخاه هارون وزيراً وسنداً له في هذه الدّعوة، فاستجاب له ربّه -تبارك وتعالى- له دعاؤه ورجاءه.


عودة سيدنا موسى إلى فرعون:

عاد موسى عليه السّلام إلى مصر، وعندما وصل إليها التقى بأخيه هارون النّبيّ عليه وسلّم، وذهبا إلى قصر فرعون، وجعل موسى وهارون يدعوانه إلى عبادة الله تعالى، وترك  ادّعاءاته بأنّه هو الإله وهو المعبود، فالله الخالق الأحد هو وحده من يستحقّ العبادة دون غيره، كما دعاه لأن يترك بنو إسرائيل ويكفّ عن أذيّتهم، ويرّرهحم من العبوديّة والاستغلال، ووصفا لهم قوّة الله -تبارك وتعالى- وحدّثاه عن العديد من صفاته الجليلة والعظيمة، فاستهزأ بهما فرعون وأبا أن يصدّقهما، فكذّبهما أمّام النّاس، فأراه موسى ما أيّده به الله تعالى من معجزات، فقال عنهما النّا بأنّهما ساحران يريدان أن يستحوذوا على أرض مصر، وعلى ملك فرعون وأراضيه، ثمّ أشار القوم على فرعون بأن يتحدّى موسى وهارون أعظم سحرة مصر، ثمّ اتّفقوا على موعدٍ محدّدٍ للّقاء.


مواجهة سيدنا موسى مع السحرة:

وهنا سيتمّ الحديث عن الفصل الّذي يواجه فيه موسى سحرة فرعون، من قصة سيدنا موسى، حيث جاء الموعد اليوم المشهود، وتواجه السّحرة مع موسى عليه السّلام، فألقى السّحرة سحرهم أوّلاً، فدُهش الجميع وانسحرت أعينهم من هول ما رأوه من السّحر الكبير والعظيم كما وصفه القرآن الكريم، لكنّ هذا السّحر سرعان ما دحضته معجزات موسى عليه السّلام ، والّتي هي من عند الله تبارك وتعالى، فعندما ألقى موسى العصا تحولت إلى أفعى عظيمة، تلقّفت حبال السّحرة وأكلتها، وعندما رأى السّحرة ذلك، علموا بأنّ قول موسى هو الحقّ، وأنّه لا ينطق بالعبث والزّور والكذب، ف’منوا به وخرّوا ساجدين أمّام عظمة قوّة وقدرة الله تعالى، فأمر فرعون بصلبهم وتعذيبهم، وتقطيع أطرافهم حتّى يعودوا عن إيمانهم، لكنّهم رفضوا العودة، وعرفوا مدى الكفر الّذي غرقوا فيه، طوال حياتهم.

 

حادثة شق البحر وغرق فرعون:

هرب بنو إسرائيل مع نبييّ الله تعالى موسى وهارون عليهما السّلام، وذهبوا حتّى وصلوا إلى البحر، وكان يلاحقهم فرعزن مع جنوده يريدقتل موسى عليه السّلام ومن معه، فأوحى الله تعالى إلى موسى أن يضرب البحر بعصاه، فاستجاب موسى لأمر ربّه وضرب البحر بعصاه، فانشقّ البحر وانقسم، حتّى رأى موسى ومن معه اليابسة، فأمرهم بعبورها ليصلوا إلى برّ الأمان، وعندما همّ فرعون بلحاقهم عبر اليابسة، عاد البحر إلى ما كان عليه فغرق ومن معه في البحر، وماتوا غرقاً، وعندما أدرك الغرق فرعون، اعترفوأقرّ بأن الله تعالى هو الإله القادر والأحد، لكنّ الأوان كان قد فات على ذلك ومات على كفره وشركه،   ولكنّ الله تعالى أخرج جثّة فرعون من البحر وحفظها لتكون عبرةً للنّاس ولللملوك الطّاغين في الأرض.


خروج سيدنا موسى من مصر:


أوحى الله تعالى لرسوله بأن يجمع بني إسرائيل، ليتوجّهوا نحو بلاد الشّام وينجوا من بطش الفرعون وظلمه، وامتثل موسى لأمر الله جلّ جلاله، وخرج مع بني إسرائيل ليلاً، فأدرك فرعون ما يصنعون، وقام بلحاقهم مع جنوده، إلى أن وصلوا للبحر وعبره موسى وقومه بمشيئة الله تعالى وقدرته، وغرق فرعون ومن معه ونالوا جزاء أفعالهم والله أعلم.


مع تمنياتى بالسعادة والراحة

سيدنا موسى عليه السلام ( الجزء الثانى)

عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
بواسطة : عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
انا عبدالرحمن 🥰 بحب الطبخ جدا 💖وبحب اجرب اكلات جديده وغريبه 😋
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-