أخر الاخبار

يحيى عليه السلام

 

يحيى عليه السلام

يحيى هو ابن نبي الله زكريا -عليهما السلام-، وقد كانت قصة ولادة يحيى من المعجزات الخارقة للعادة، فقد وُلد لأمٍ عاقرٍ لا تلد وأبٍ شيخٍ كبيٍر في السّن، ومن المُحال في مقاييس البشر أن ينجبا طفلاً في تلك الظروف، إلّا أنَّ نبي الله زكريا -عليه الصلاة والسلام- كان مُوقناً بعطاء ربه، وأن لا شيء يُعجزه في الأرض ولا في السماء، فدعا ربّه أن يهبه الذرية الطيبة، قال الله -تعالى- على لسان زكريا -عليه السلام-: (قالَ رَبِّ إِنّي وَهَنَ العَظمُ مِنّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا*وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائي وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا فَهَب لي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا)،

يحيى عليه السلام


 وقد استجاب الله -تعالى- الذي لا يُعجزه شيءٌ دعاء نبيه زكريا فوهبه يحيى، حيث قال -عزّ وجلّ- في سورة مريم: (يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا).

تعرف على قصص الانبياء يوسف ايوب وموسى ويعقوب   عليهم السلام 


ولادة يحيى عليه السلام :

كان والد نبي الله يحيى عليه السلام زوج خالة مريم والدة عيسى عليه السلام. وكان يذهب لها زكريا ليرى إن كانت في حاجة إلى شيء ما. ولكنه كان يرى لديها الفاكهة الموجودة قبل موعدها والطعام والعديد من الأشياء الذكية. وسألها زكريا من أين لها هذا، فأجابته هو من عند الله، وأخبرته أن الله يرزق من يشاء بغير حساب. وكانت امرأة زكريا عاقر ولم يرزق بأطفال، فعندما ذهب من عند مريم دعا الله عز وجل سبعة أيام في المحراب، فأرسل الله عز وجل له جبريل يبشره بغلام يسمى زكريا. 


نزول النبوة على يحيى عليه السلام:


 يكون عمر الأنبياء عادة عندما يكلفهم الله عز وجل بالنبوة أربعين سنة، ولكن زكريا وعيسى عليهم السلام كانوا مختلفين، فقد أوتي كلاهما النبوة في عمرًا صغير. فعيسى ابن مريم أتاه الله النبوة وهو في المهد، بينما يحيى كان في عمر الصبا.


دعوة الناس :


وكان يدعو يحيى عليه السلام الناس إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وعبادة الله وعدم الشرك به، وقال الله عز وجل “يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا”. والكتاب الذي كان يقصده الله عز وجل هنا هو التوراة. وقد علم الله عز وجل سيدنا يحيى عليه السلام الحكمة والفهم وأعطاه القوة قبل بلوغه السابعة من العمر. ولهذا لم يقم يحيى عليه السلام بفعل أي معصية أو ذنب.

معجزة يحيى عليه السلام:

 لم يرد في الكتب النبوية أو القرآن الكريم معجزات حول يحيى عليه السلام. وإنما المعجزة الخاصة به هي ولادته، فكانت والدته عاقر وقد رزقها الله به. كما أنه أوتى النبوة في عمر الصبا عكس جميع الأنبياء. وقد علمه الله الحكمة وأعطاه القوة وكان تقيًا وبارًا بوالديه سواء بالفعل أو القول. كما سماه الله اسمًا لم يطلق على أحد من قبل وهو “يحيى”. وجميع هذه الأمور تعتبر من المعجزات التي رزقها الله عز وجل لزكريا ونبيه يحيى.

تعرف على قصص الانبياء ادريس و  نوح  وصالح  وهود  عليهم السلام 

صفات يحيى عليه السلام

كان يتميز نبي الله يحيى عليه السلام بالعديد من الصفات الرائعة، والتي قد ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم  أثنى الله -تعالى- على نبيّه يحيى -عليه السلام- في القرآن الكريم ووصفه بعدّة صفاتٍ فيما يأتي ذكرها وبيانها:

الصلاح والتقوى:

كان يحيى -عليه السلام- نبياً سيداً في قومه بالنبوّة والعلم والعبادة، وكان أيضاً حصوراً؛ أي أنَّه كان يضبط نفسه عن الشهوات والانقياد وراءها، وكان يملك زمام نزغاته من الانفلات، قال -تعالى-: (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ).

زكاة النفس:

 أي أنّ يحيى -عليه السلام- كان دائم المجاهدة لنفسه مزكّياً لها، ومُطّهراً إيّاها من كلّ نجسٍ ودنسٍ، قال -تعالى-: (وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا).

طاعة الله:

كان -عليه السلام- طائعاً لله تقياً، مُجتنباً المعاصي والآثام، قال -تعالى-: (وَكانَ تَقِيًّا).

البرّ بالوالدين:

كان -عليه الصلاة والسلام- بارّاً بوالديه، مُطيعاً لهما، مجتنباً عقوقهما قولًا وفعلًا، قال الله -تعالى- واصفاً إياه: (وَبَرًّا بِوالِدَيهِ).

التواضع وعدم التكبّر:

 كان يحيى -عليه السلام- متواضعاً بين الناس ولم يكن جبّاراً أو متكبّراً عليهم، بل كان لين الجانب معهم، إضافةً إلى أنَّه كان طائعاً لله -تعالى-، قال -عزّ وجلّ-: (وَلَم يَكُن جَبّارًا عَصِيًّا).

العلم الحكمة:

 قال الله -تعالى- مُخاطباً نبيه يحيى: (يا يَحيى خُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيناهُ الحُكمَ صَبِيًّا)،[١٠] ولا يُقصد بالحكم الرئاسة أو السلطة، وإنّما المقصود بالحكم: الفهم للكتاب، والعلم والجدّ والعزم، والإقبال على الخير، والفقه في الدِّين.

الحنان:

 آتى الله -تعالى- يحيى حنانًا، أي: رأفةً ورقةً في القلب، وشفقةً على الآخرين، وما ذلك إلّا استجابةً لدعوة أبيه زكريا، حيث دعا ربّه قائلاً: (وَاجعَلهُ رَبِّ رَضِيًّا)، فاستجاب الله -تعالى- له ووهبه ولداً حنوناً عطوفاً، قال -تعالى-: (وَحَنانًا مِن لَدُنّا).

واكتمالاً للأوصاف السابقة السامية الجليلة أكرم الله -تعالى- نبيّه يحيى -عليه السلام- بالأمن التام في ثلاثة أحوالٍ؛ جزاءً حسناً له -عليه الصلاة والسلام-، قال الله -عزّ وجلّ- في كتابه العزيز: (وَسَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَيَومَ يَموتُ وَيَومَ يُبعَثُ حَيًّا)،

 فقد أمِن يحيى -عليه السلام- من الشيطان ووساوسه يوم مولده، وأمِن عذاب القبر يوم موته، وسيُكرمه الله -تعالى- بالأمان من أهوال ومخاوف يوم القيامة.

رفض يحيى عليه السلام زواج هيرودوس:

 كان هناك ملك في هذا العصر أراد أن يتزوج من ابنه أخته أو ابنة أخيه. فتحدث الملك عن رغبته في الزواج منها ولكن عندما علم يحيى بهذا الأمر لم يوافق. وقد نهى الملك عن الزواج من امرأة محرمة عليه لأنها من محارمه، وحرم الله هذا الأمر، ولم يتزوج الملك من هذه المرأة. وعندما وصل هذا الأمر إلى والدة الفتاة غضبت كثيرًا وأرادت الانتقام من نبي الله يحيى عليه السلام.

 التخطيط لقتل يحيى عليه السلام :

قامت والدة الفتاة بإرسال ابنتها إلى مجلس الشراب الذي يوجد به الملك، وقد جعلت ابنتها ترتدي ملابس مثيرة وشفافة، لكي تجذب الملك إليها. كما قامت بارتداء الحلى والزينة، وعندما رأها الملك راودها عن نفسها، ولكنها رفضت وقالت أنها لن تمكنه من نفسها إلا عندما يعطيها ما ترغب به. وعندما سألها الملك عن الأمر الذي ترغب فيه قالت أنها ترغب في رأس يحيى، ولكن رفض الملك. ولما رفضت وأبت أن تراوده عن نفسها، وافق الملك على طلبها وأمر أن يتم قتل يحيى وإحضار رأسه له.
وفاة يحيى عليه السلام :

بعث هيرودوس رجاله لقتل يحيى وجلب رأسه، ودخل جندًا من جنود الملك على يحيى وهو يعبد الله عز وجل وذبحه. وقطع رأسه وأخذها إلى الملك هيرودوس، وكانت الدماء تغلي من رأس يحيى ويردد لا يحل لك الزواج منها. فأمر هيرودوس أن يتم دفن رأس يحيى عليه السلام، ولكن ظل الدم يغلي ويردد يحيى لا يحل لك الزواج منها إنها محرمة عليك.

غضب الله على قومه:

وعندما قتل يحيى عليه السلام غضب الله على قومه فأرسل لهم ملك بابل الذي أبادهم جميعًا.

الدروس المستفادة من قصة سيدنا يحيى عليه السلام:

 هناك الكثير من الدروس المستفادة في قصة نبي الله يحيى، وهي: أن الله عز وجل يرزق من يشاء بغير حساب ويغير الأقدار عند الدعاء له بنية خالصة. أنه يجب الوقوف في وجه الكفر والأمور التي حرمها الله حتى وإن كان نهايتها القتل في سبيل الله. معارضة الأشخاص إن قاموا بأمور محرمة مهما كان لديهم من سلطة ونفوذ. أن الله عز وجل يعاقب من يقتل الأنبياء والرسل أشد العقابأشد العقاب ويتوعد لهم بعذاب في الآخرة.

 

مع تمنياتى بالسعادة والراحة

 

 

 

عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
بواسطة : عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
انا عبدالرحمن 🥰 بحب الطبخ جدا 💖وبحب اجرب اكلات جديده وغريبه 😋
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-