أخر الاخبار

أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم



أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم 



حياة أبي طالب عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم  من أبرز ما يمتاز به أبو طالبٍ عن أبي جهلٍ أنّه ناصر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- نُصرةً عظيمة؛ فكانَ له الأبَ والصديق والسند في كلّ ما يحتاجُ إليه؛ على الرغم عن عدم إسلامه، وهو أوّلُ مَن قال الشّعرَ في رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومدحه، وهو من أخفّ أهل النّار عذابًا؛ وذلك لشفاعة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- له لِما أبلى من مواقفَ عظيمةٍ في نُصرة النّبي.

أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم


نسب أبي طالب:


 فهو عبدُ منافٍ بن عبد المطّلب جدّ النبى صلى الله عليه وسلم- وأخو عبدِ الله بن عبد المطّلب والدِ رسول الله، وله من الأبناء خمسة، أكبرهم: طالب: الذي مات كافرًا، أمّا أولاده الأربعة الأخَر فهم: عقيلٌ وجعفرُ وعليٌّ وأم هانئ، وهم من الصّحابة الكرام، كان ابنه عليٌّ أميرَ المؤمنين، أمّا عن ابنه عقيلٍ فقد كان بينه وبين عليٍّ خلاف؛ فلم يشارِك معه في قتاله، وابنُه جعفرُ هو مَن قال عنه الرسولُ -صلّى الله عليه وسلّم-: "أشْبَهْتَ خَلْقِي وخُلُقِي"


سيد قومه:


وهو عمّ الرسول، كان رجلًا لا يملك من المال الكثير؛ ولكنّه كان سيّدًا في قومه، كلمته مُطاعة، كريمًا، كما ويحمل النّاسُ له محبّةً في قلوبهم، كان بمثابة الأب للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بعد وفاة والده، وكانَ سنده وقوته؛ فلم يتخلَّ عنه ساعةً واحدة، وكان هو والسيّدةُ خديجه -رضي الله عنها- سندًا الرسول في الوقت الذي تخلّى عنه الكثيرُ من النّاس، وفيما يأتي سيعرض المقالُ معلوماتٍ عن أبي طالبٍ وحياته ووفاته، وغير ذلك.

أبو طالب عم النبي محمد من بين الكثير من النّاس الذين أدركوا الإسلام بعد فترةٍ من الجاهليّة أربعةٌ من أعمام الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- من أصل اثني عشر، واستجاب اثنان منهم للإسلام هما: حمزة والعباس، وكان لهما في نصرة الإسلام والنبيّ مواقفُ عظيمة، أما الاثنان الباقيان فلم يستجيبا، وهما أبو لهبٍ وأبو طالب.

 

أبناؤه:


طالب بن أبي طالب

عقيل بن أبي طالب

جعفر بن أبي طالب

علي بن أبي طالب

فاختة بنت أبي طالب (أم هاني)

جمانة بنت أبي طالب

وكان كل واحد منهم أكبر من الذي يليه بعشر سنين. فيكون طالب أسن من علي بثلاثين سنة، وبه كان يكنى أبوه، وأمهم جميعًا فاطمة بنت أسد بن هاشم وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وكان رسول الله يدعوها أمي لأنها ربَّته. وكانت من السابقات إلى الإسلام ولما تُوفِّيت صَلّى عليها النبي ودخل قبرها وترحَّم عليها.

 

وقد اختلف هل لأبي طالب أبناء وبنات آخرون، فقد ذكر محمّد الكرباسي في كتابه (معجم أنصار الحسين ) عدة أسماء:

 

ريطة بنت أبي طالب، أمها فاطمة بنت أسد.

أسماء بنت أبي طالب، أمها فاطمة بنت أسد.

طليق بن أبي طالب، أمه علة.


سيرته في الجاهلية:


خلف أبو طالب أباه عبد المطلب الذي كان أحد سادة قريش في المكانة والوجاهة، ولكن ضيق حالته جعله يكل إلى أخيه العباس شأن السقاية وأعباءها نظرًا لما كان له من ثراء واسع. وكان عبد المطلب أول من طيّب غار حراء بذكر الله، فإذا استهل شهر رمضان صعد حراء وأطعم المساكين ورفع من مائدته إلى الطير والوحوش في رؤوس الجبال. مما يؤثر عن حكمته وحسن تقديره أنه كان أول من سن القسامة في العرب قبل الإسلام وذلك في دم عمرو بن علقمة، ثم جاء الإسلام وأقرها.

 

 مساعدته للنبي صلى الله عليه وسلم:


ولما رأت قريش أن رسول الله يتزايد أمره ويقوى، ورأوا ما صنع أبو طالب به. مشوا إليه عارضين عليه عمارة بن الوليد وقالوا له: يا أبا طالب، هذا أنهد فتى في قريش وأجملهم. فخذه وادفع إلينا هذا الذي خالف دينك ودين آبائك فنقتله فإنما هو رجل برجل. فقال: بئس ما تسومونني، تعطوني ابنكم أربيه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه؟ فقال المطعم بن عدي بن نوفل: يا أبا طالب قد أنصفك قومك، وجهدوا على التخلص منك بكل طريق. قال: والله ما أنصفتموني، ولكنك أجمعت على خذلاني. فاصنع ما بدا لك.


وقال أشراف مكة لأبي طالب:


إما أن تخلي بيننا وبينه فنكفيكه. فإنك على مثل ما نحن عليه أو أجمع لحربنا. فإنا لسنا بتاركي ابن أخيك على هذا، حتى نهلكه أو يكف عنا، فقد طلبنا التخلص من حربك بكل ما نظن أنه يخلص. فبعث أبو طالب إلى رسول الله فقال له:

يا ابن أخي، إن قومك جاءوني، وقالوا كذا وكذا، فأبق علي وعلى نفسك، ولا تحملني ما لا أطيق أنا ولا أنت. فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك. فأجابه رسول الله: والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك في طلبه. فقال أبو طالب

والله لـن يصلـوا إليك بجمعهم  حتى أوسد في التراب دفينـا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة    وأبشر وقُر بذاك منك عيونـا

ودعوتني، وعرفتُ أنك نـاصحي    ولقد صدقت، وكنت ثم أمينـا

وعرضت ديـنا قد عرفت بـأنه    من خير أديان البرية دينـا

لولا الملامـة أو حذار مسبـة    لوجدتـني سمحا بذاك مبينـا

فقد اعتصم مع النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في شِعب (زاد بين الجبال) سمي باسمه (شعب أبي طالب) 3 سنوات يأكلون ورق الشجر  ولم يعتصم معهم حمزة أو العباس.

وحينما أخبرهم بحيرا بأن التواراة تقول أن اليهود سيقتلون النبي محمد، ضحى أبو طالب بأولاده، فكان يضع النبي محمد بينهم عند النوم.

وعند هجرة المسلمين لحبشة أرسل إلى النجاشي أبياتاً يقول:

تَعَلّم خيارَ الناس أن محمدًا     وزيرٌ لموسى والمسيح بن مريم

فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا         فإن طريق الحق ليس بمظلم


طفولة النبيّ مع عمّه:


 وفي أثناء إحدى رحلاته معه، تنبّأ له أحدُ الراهبين بنبوءته؛ حيث قال ابنُ إسحاق: حدثني يحيى بن عبادٍ بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه: أن رجلًا من لهب -قال ابن هشام: ولهب: من أزدشنوءة- كان عائفًا، فكان إذا قدم مكة أتاه رجالُ قريشٍ بغلمانهم ينظر إليهم ويعتاف لهم فيهم. قال: فأتى به أبو طالبٍ وهو غلام، مع من يأتيه، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شغله عنه شيء، فلما فرغ قال: الغلام عليّ به، فلما رأى أبو طالبٍ حرصَه عليه غيّبه عنه، فجعل يقول: ويلكُم، ردّوا عليّ الغلام الذي رأيتُ آنفًا، فوالله ليكوننّ له شأن. قال: فانطلق أبو طالب.


كفالة أبي طالب للرسول عليه الصلاة والسلام:


كان أبو طالب الأخ الشقيق الوحيد لعبد الله والد النبي محمد، وقد عهد إليه والده عبد المطلب بكفالة محمد.

كان أبو طالب نبيهًا شهمًا نبيلًا صادق المروءة، ماضيَ العزيمة منتصرًا لمبادئ العدل، محبًّا للنصفة، وقد كلف نفسه أقصى ما يستطيع في كفالة ابن أخيه وحمايته والسهر على تربيته والعناية بعافيته وتهذيبه حتى أنبته نباتًا حسنًا. وله الفضل الأكبر في تعهده بعد جده عبد المطلب؛ لأنه وَلِيَ أمره في الثامنة من عمره، ولم يفرِّق بينهما إلا وفاته قبيل الهجرة بقليل، وقد قضى وخديجة في عام واحد سُمي لاجتماع المصابَين بعام الحزن.

ولقد كان في استعداد ذلك العم الكريم لكفالة رسول المستقبل من مظاهر العناية الربانية به، عُني أبو طالب أول ما عُني بتربيته الجسدية؛ فجاءت قوته البدنية وصحته البشرية وسلامة بدنه — عليه الصلاة والسلام — لا نظير لها؛ فصار على صورة من الجمال لم يشهد الناس مثلها، ولا يكون الجمال إلا بتمام العافية واعتدال المزاج والتكوين السوي نتيجة لتربية جثمانية فائقة، أهم مظاهرها حسن التغذية، وعيشة الخلاء والمرح في أحضان الطبيعة، والمران على فنون الحرب وركوب الخيل والسباحة، وقد أتقنها محمد جميعًا وتفوَّق فيها على أقرانه؛ فكان يصارع أقوى معاصريه فيصرعهم (القاضي عياض).

بَيْدَ أن أبا طالب كان فقيرًا وكان عائلًا ولكنه كان نبيلًا وكان محترمًا وزعيمًا في بلده، وكل ما وفَّره العم من وسائل العيشة الراضية لابن أخيه لم تكن لتكلفه شيئًا استثنائيًّا؛ لأن حياة الجماعة كانت تقتضيها وتسهلها وتمهد السبيل إليها.

وقد علمنا أن الخير والبركة كانا يصحبان الرسول في طفولته وفتوته وشبابه، فلم يعرف الضيق إلا نادرًا وباختياره، ولكن مشقة الكفالة انحصرت في الخصومة الشديدة التي بدأ بها طغاة قريش وأوغادها، وعلى رأسهم بنو أمية لعداوتهم الكامنة لبني هاشم.

نشَّأ أبو طالب محمدًا على تربية عقلية جديرة بالإعجاب، أهم عنصر فيها الغرائز الطيبة التي ورثها النبي عن آبائه وأجداده والمُثل العليا التي تلقَّاها بالخبرة والمعاشرة عن عمه النبيل أبي طالب، والترقي في مدارج العمل.

نشأ محمد على يد ذلك المربي العظيم أبي طالب الذي سخرته العناية مهذِّبًا وكفيلًا، فكان أبلغ مثال للمهذب والكفيل، وأشرف نموذج للعم الكريم، فأعان الطبيعة على عملها الذي أراده الله بمحمد؛ فجاء أحسن الناس خَلقًا وخُلقًا، وأذكاهم عقلًا وأطيبهم نفسًا وأزكاهم قلبًا، وأصدقهم طبعًا وفؤادًا ولسانًا؛ فكان كريمًا رحيمًا شجاعًا سديد الرأي بعيد النظر شديد الإقدام، لين الجانب سريع العفو أمينًا في القول والفعل، كامل التكوين في غير كبرياء، واسع الآمال في غير طمع، واسع الخيال دون طيش، صادق العزم بلا رعونة، ثابت الجنان في الملمات، مالكًا زمام نفسه وعواطفه، لا تستخفه الشهوات ولا تشغل لبه الصغائر، ولا يجد الشر إلى نفسه سبيلًا؛ فصار بحقٍّ وعاءً مستعدًّا لتلقي الحكمة الإلهية والوحي الرباني والقيام بأعباء الرسالة.

 

وفاة أبي طالب عم النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم :


عانى أبو طالبٍ من المرض، ويوم اشتداد المرض عليه جاء النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى دار عمّه؛ ليحاول أن يجعله ينطق الشّهادة قبل وفاته، ويموت على الإسلام، وقد وردَ في ذلك حديثٌ عن الرسول في تلك الحادثة وهو: "لَمَّا حَضَرَتْ أبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ، جَاءَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أبَا جَهْلٍ، وعَبْدَ اللَّهِ بنَ أبِي أُمَيَّةَ بنِ المُغِيرَةِ، فَقالَ: أيْ عَمِّ قُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لكَ بهَا عِنْدَ اللَّهِ فَقالَ أبو جَهْلٍ، وعَبْدُ اللَّهِ بنُ أبِي أُمَيَّةَ: أتَرْغَبُ عن مِلَّةِ عبدِ المُطَّلِبِ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعْرِضُهَا عليه، ويُعِيدَانِهِ بتِلْكَ المَقالَةِ، حتَّى قالَ أبو طَالِبٍ آخِرَ ما كَلَّمَهُمْ: علَى مِلَّةِ عبدِ المُطَّلِبِ، وأَبَى أنْ يَقُولَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، قالَ: قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: واللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لكَ ما لَمْ أُنْهَ عَنْكَ فأنْزَلَ اللَّهُ: {ما كانَ للنبيِّ والذينَ آمَنُوا أنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} وأَنْزَلَ اللَّهُ في أبِي طَالِبٍ، فَقالَ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {إنَّكَ لا تَهْدِي مَن أحْبَبْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ}، ومات أبو طالبٍ وهو كافرٌ على الرّغم من محاولات النبي لهدايته.


سبب رفض أبي طالبٍ الإسلام:


خوفه من تغيّر قريشٍ عليه، وقد ورد ذلك في حديثٍ صحيحٍ عن النبيّ؛ حيث قال: "قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِعَمِّهِ: قُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، أشْهَدُ لكَ بها يَومَ القِيامَةِ، قالَ: لَوْلا أنْ تُعَيِّرَنِي قُرَيْشٌ، يقولونَ: إنَّما حَمَلَهُ علَى ذلكَ الجَزَعُ لأَقْرَرْتُ بها عَيْنَكَ، فأنْزَلَ اللَّهُ: {إنَّكَ لا تَهْدِي مَن أحْبَبْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشاءُ}


 حكمه أهل السنة:


يعتقد أهل السنة أن أبا طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم مات كافراً، لا يوجد في ذلك خلاف معتبر بين أهل العلم، ويستدلون على ذلك بأحاديث عدة، منها حديث العباس بن عبد المطلب أنه قال:

"  قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال: هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار"


 

                        مع تمنياتى بالسعادة والرضا

 

 

 

 

عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
بواسطة : عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
انا عبدالرحمن 🥰 بحب الطبخ جدا 💖وبحب اجرب اكلات جديده وغريبه 😋
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-