اثار قوم عاد في الربع الخالي
تعرف على طبقة الاوزون واضرار ثقب الاوزون على البيئة
كشفت
آثار قوم عاد عن قوة الله تعالى على قوم عاد الذين عتوا في الأرض فساداً واستكبروا
عن عبادة الله تعالى، وما يزال العلماء يحاولون كشف أكثر عن آثار قوم عاد ومعرفة
أكثر عن نمط حياتهم. سنتعرف في هذه المقالة إلى موقع آثار قوم عاد، وقصة هلاكهم.
تعرف على اكبر السدود فى العالم و اثر التفاعلات الكيميائية على البيئة
قوم عاد:
قوم
عاد هم نفسهم قوم النبي هود -عليه السلام- سكنوا في جنوب السعودية في منطقة تسمى
الربع الخالي. لقد أرسل الله تعالى النبي هود -عليه السلام- إلى القبائل المتفرعة
من نسل سيدنا نوح -عليه السلام- منها قوم عاد التي سميت بهذا الاسم نسبةً إلى أحد
أجدادها. عُرف قوم عاد بقوتهم البدنية فقد كانوا ينحتون بيوتهم من الجبال ولم يُعط
أحدٌ مثل ما أُعطيَ قوم عاد من القوة والجاه والنسب، وقد أطغتهم قوتهم فاستكبروا،
كما كانوا مترفين فقد رزقهم الله تعالى الكثير من الأنعام والحدائق والأنهار، وقد
استطاعوا أن يبنوا مصانع لجمع المياه مما جعلوا من حضارتهم جنة على الأرض إلا أنهم
أنكروا نعمة الله تعالى عليهم وعبدوا الأوثان من دون الله.
لقد
ذكرهم الله تعالى في مجمل آياته إذ قال: " (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ
بِمَا تَعْلَمُونَ* أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ* وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)،
وفي سورة الشعراء (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ* وَتَتَّخِذُونَ
مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ)
عاد
النبي هود -عليه السلام- قوم عاد إلى هداية الله تعالى وترك عبادة الأوثان إلا
أنهم أنكروا عليه واستكبروا عن دعوته، ولم يؤمنوا به بحجة أن آلهتهم أصابته بسوء
جزاء فعلته وقد أصابه مس من الجنون، وقد أورد الله تعالى ما جاء بين قوم عاد
ونبيهم (قالوا يا هودُ ما جِئتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحنُ بِتارِكي آلِهَتِنا عَن
قَولِكَ وَما نَحنُ لَكَ بِمُؤمِنينَ* إِن نَقولُ إِلَّا اعتَراكَ بَعضُ آلِهَتِنا
بِسوءٍ). ظلوا معاندين مستكبرين عن الحق مع أنهم أُنذِروا بعذاب الله تعالى لهم إن
ظلوا على حالهم، ولم يؤمن من قوم عاد إلا قليل منهم.
يشتهر
قود عاد بقصورهم التي لا مثيل لها على الأرض، وكانوا يعيشون في منطقة الأحقاف، وهي
منطقة رملية على الطريق بين اليمن وسلطنة عمان بنوا مدينة كبيرة أطلقوا عليها اسم
إرام ذات الأعمدة الشاهقة الكثيرة.
وذكر
دعاء نبيه هود لهم وذكر المكان الذي كانوا يسكنوا به وكان يسمى بالأحقاف وسميت
سورة بالقرآن بهذا الاسم ومعناه هو ما طال وأعوج من الرمل، ومنطقة الأحقاف تشمل
الجزء الجنوبي من الربع الخالي
وهذه
المنطقة تجمع بعض الأماكن من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية واليمن
والإمارات، كما وصف الله عز وجل مدينة إرم التي سكنها قوم عاد في القرآن الكريم
بأنها مليئة بالجنان والعيون.
عذاب قوم عاد:
أنزل
الله تعالى على قوم عاد ريح عقيم لا تبقي شيئاً ولا تذر عقاباً لهم على كفرهم
وعنادهم؛ فقد قال الله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ
هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ* فَأَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ
الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا
يُنْصَرُونَ). لقد منع الله تعالى عن قوم عاد، قبل أن يصيبهم ريح عقيم، المطر لمدة
3 سنوات حتى اشتد عليهم الأمر حيث وصفه الله تعالى بأنه يوم نحس مستمر من شدة
صعوبة الوضع فهلك الذين كفروا من قوم عاد ونجى النبي هود -عليه السلام- والذين
آمنوا معه إذ لجاوا إلى كهف في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، والذي يقع
إما في شرق اليمن أو غرب عمان.
ومن صفات الريح التي
أَهلك بها قوم عاد :
أنّها
باردةٌ جداً، وذات سرعة كبيرة، فهي قادرة على نزع البشر والشجر والحيوان وحملهم،
وقد استمرت الريح لمدة 180 ساعةً، ويُعتقد بأنّها كانت عاصفة رملية ضخمة دمرت كل
ما كان أمامها، وأغرقت المدينة وعيونها وبساتينها بالرمال.
صفات قوم عاد:
قصة
قوم عاد واحدة من أكثر القصص المذكورة في القرآن الكريم وهذا بسبب وجود العديد من
الصفات الذميمة بهم، ولذلك أنزل الله عليهم العذاب ودمرهم ليكون عبرة لغيرهم، ومن
الصفات التي وصفهم القرآن بها ما يلي.
وصف
القرآن قوم عاد بأنهم أقوياء الجسم، ذو طول شاهق وكانوا ضخام الهيئة.
تتصف
قوم عاد بأنهم كانوا شديدي الانتقام.
قلوبهم
قاسية.
كانوا
يفخروا بأنفسهم.
كل
شخص يضع تمثال له على باب منزله للتفاخر والتباهي.
لا
يشغلهم إلا الحياة وأمور الدنيا.
كذبوا
نبي الله هود عندما آتاهم بدعوة عبادة الله وحده.
العبرة من قصة قوم عاد:
قصة
قوم عاد بها العديد من العبر التي يجب أن يتعظ بها المؤمن عن تلاوة القرآن ومعرفة
هذه القصة ومن هذه الدروس ما يلي:-
يجب
أن يتوكل المؤمن على الله عز وجل في جميع أموره وأن يلجأ إليه وحده، وهذا ما قام
به نبي الله هود عليه السلام وطلب من ربه أن ينصره وفوض أمره إليه بعد أن كذبوه.
قد
يتأخر تأييد الله لمؤمن ويتأخر نصره ويكون هذا لحكمة منه، ولكن يجب أن يتأكد
المؤمن بأن النصر قادم في وقته المناسب.
أن
الله لا يهمل الظالم أبدًا بل إنه يتركهم ويكون لهم بالمرصاد لحين يأتي وقت
الهلاك.
النصر
لا يأتي في لمح البصر بل يأتي مع التأني والصبر.
اليسر
دائمًا يأتي بعد المرور بوقت عسر وصعب حتى يشعر المؤمن بالسعادة.
المؤمن
الحق دائمًا يقع في الكرب حتى يلجأ إلى الله عز وجل.
يجب
تجديد التوبة دائمًا وأن يستغفر المؤمن على جميع الأخطاء التي ارتكبها ويطلب العفو
من ربه.
التقرب
من الله هو سبب في راحة القلب والشعور بالأمان.
مهما
بلغت قوة الإنسان وزاد نفوذه وجبروته لا يمنع هذا أمر الله، أو يؤخر أجل الإنسان لحظة.
المرسلين
دائمًا يطلبون العون و النصر من الله.
ومن
الآثار التي تم كشفها ما يلي:
قلعة
ذو ثمانية أضلاع ويوجد بها أبراج في أنحاء زواياها وجدران القلعة سميكة للغاية،
كما تحتوي على أعمدة شديدة الارتفاع حيث يبلغ حوالي تسعة متر ويبلغ قطر العمود
ثلاثة أمتار.
الاكتشافات
الحديثة وضحت بأن مدينة إرم التي سكنها قوم عاد كانت فريدة لا مثيل لها في الحضارة
حيث كان يوجد بها العيون والأنهار المتدفقة والبساتين الخضراء وكأنها قطعة جنة في
وسط صحراء.
مدينة
إرم اكتشف بأنها كان يملأها الحصون والقصور الفخمة ولكن تم دفنها بسبب العاصفة
القوية التي أنزلها الله عليهم.
آثار قوم عاد في
الربع الخالي:
اكتشفت
بعثات الاستكشاف والآثار عن مجموعة من آثار قوم عاد في الربع الخالي، ومن هذه
الآثار:
مقبرة
لقوم عاد اكتشفت مؤخراً في صحراء الربع الخالي خلال عمليات وأنشطة استكشاف الغاز الطبيعي،
إذ كشفت الحفريات على بقايا هياكل لبشر ذات حجم هائل تعود للأشخاص من قوم عاد.
مدينة
إرم فيها قلعة ثمانية الأضلاع تتميز بجدرانها سميكة، وأبراجها في زواياها وأعمدة
ضخمة يصل ارتفاعها إلى 9 أمتار وقطرها يبلغ 3 أمتار، كما كانت الأنهار وعيون الماء
والبساتين تنتشر في أرجاء المدينة كأنها جنة في قلب الصحراء، وقد اكتشفت هذه
المدينة في عام 1991 من خلال البعثات الأثرية الخاصة. تقع مدينة إرم في منطقة
الأحقاف في الجزء الجنوبي من الربع الخالي قريبة من سلطنة عُمان، وقد ذكر الله
تعالى هذه المدينة في القرآن إذ قال " {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ
بِعَادٍ*إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ*الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}
وجد
علماء الآثار شظايا فخارية من الزمن القديم والبخور والقطع النقدية وعظام
للحيوانات حيث أكتشف فيها بقايا عظام لأفراس النهر التي لا تعيش إلا على ضفاف
الأنهار كما عثر فيها على بقايا حيوانات أليفة وأواني فخارية ملونة.
قلعة
إرم التي تقع على عمق 10 أمتار خاملة تحت طبقات عدّة من رمال الصحراء، تتميز
بأعمدتها الضخمة.
يرشدنا
الله تعالى في القرآن الكريم إلى تأمل آثار قوم عاد بقوله تعالى:
" {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ
بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي
الْبِلَادِ} حتى نتعظ بأن لا قوة يمكنها أن تقف أمام الله تعالى، فقد كان قوم عاد
معروفاً عنهم بقوتهم وجبروتهم إلا أن الله تعالى أهلكهم لتبقى آثار قوم عاد تشهد على
مدى اتساع حضارتهم وجزاء كفرهم وعنادهم، {فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق
وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة}
الاكتشافات الأثرية
لمدينة قوم عاد:
تعدّ قبيلة عادٍ من قبائل العرب البائدة
القديمة، وقد ورد ذكر قصَّتهم مع نبيّهم هود -عليه السلام- في مواطن كثيرةٍ من
القرآن الكريم، كما جاء القرآن الكريم على ذكر اسم مدينتهم: إرم ذات العماد،وذلك
في قوله تعالى:
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* إِرَمَ
ذَاتِ الْعِمَادِ)، وتعدّدت الأخبار والروايات التاريخيّة الواردة في موقع هذه
المدينة، قام عالم الآثار نيكولاس كلاب في بداية عام 1990م بالاطلاع على صور
الأقمار الصناعية التي التقطتها ناسا لجنوب الجزيرة العربية، وبعد دراستها
ومقارنتها بالمخطوطات وشهادات البدو في القبائل، والخرائط القديمة، وصل إلى أنّها
مدينة إرم المذكورة في القرآن وهذه آثاراها، حيث بيّنت الصور آثارًا لمعالم
وأبنيةٍ مدفونةٍ تحت الرمال، وذلك في منطقة حضرموت جنوبي صحراء الربع الخالي.
مع تمنياتى
بالسعادة