زراعة الأشجار
من الأعمال المهمة التي يمكن لإنسان أن يقوم بها في حياته أن يزرع
شجرة، فهي أثر كبير يمتد طويلًا، وتبقي له ذكرًا مستمرًا، وصدقة تجري بين الناس،
لا سيما إذا كانت شجرة مثمرة، وزراعة شتل الأشجار تعني استصلاح بعض المناطق
وإنعاشها بوضع الشجر فيها، وتحسين المنظر العام لذلك المكان، وإفادة المحيطين
بالمكان من هذه الشجرة، ولكن زراعة الأشجار لها تفاصيل معينة حتى تكون ناجحة
ومثمرة. لا بد في البداية أن يعرف الإنسان أفضل أنواع بذور الأشجار التي تتناسب مع
المكان والمناخ الذي سيزرع فيه هذه البذور، ويختار أجود الأنواع منها، وبعدها يقوم
بإحضار الأصيص الخاص بالزراعة وينثر فيه بذور الشجر التي يريدها، وبعد أن تنمو
الجذور تُنقل هذه الشجيرات إلى تربة نقية ويجب الانتباه هنا إلى اختيار مكان مناسب
من حيث التربة وأشعة الشمس والمياه وكل العوامل التي تساهم في نمو الشجر.
تعرف على اكبر السدود فى العالم و اثر التفاعلات الكيميائية على البيئة
ولا يتوقف الأمر عند هذه التفاصيل، بل يجب أن يتختار الزارع الموعد
المناسب لنقل هذه الجذور من الأصيص إلى التربة، لأن بعض المواعيد تكون غير ملائمة
وتؤدي إلى موت الجذور، وهذا يحتاج بحثًا عميقًا في أصول زراعة الأشجار، إلا أن
المتداول عمومًا أنّ أفضل أوقات زرع الأشجار يكون في فصل الخريف، وذلك لأن هذا
الفصل فيه تتمكّن الجذور من النمو نموًا جيدًا.
ثمة عوامل أخرى يجب الانتباه لها من حيث موقع زراعة الأشجار بأن
يكون بعيدًا عن الرياح القوية، وليس قريبًا من الأماكن ذات الرطوبة العالية، أو
أشعة الشمس القوية التي تؤذي الأشجار، وإذا كانت الأشجار في المناطق السكنية يُنصح
باختيار الجهة الجنوبية من الأبنية لأنها أفضل لنمو الأشجار من الجهة الشمالية،
وغيرها من التفاصيل التي لا بد لكل مهتم بزارعة الأشجار من الاطلاع عليها.
الهدف من هذه النصائح
:
هو أن يحافظ الإنسان على البذور التي غرسها، فليس أمرًا سهلًا أن
يرى البذور كبرت وتطاولت فروعها وفجأة يخسرها وتموت عن غير قصد منه، فالأفضل
الإلمام بكل جوانب زراعة الأشجار قبل الإقدام على هذه الخطوة المهمة، فانتظار نمو
الشجرة يشبه انتظار نمو الوليد ورؤيته شابًا طويل القامة قوي الهمة.
تعرف على قوم عاد الربع الخالي
أهمية الأشجار:
إنّ نعم الله تعالى
الكثيرة على البشرية لا يمكن عدّها أو إحصاؤها، ولكل نعمة من النعم ما لا يمكن
عدّه أيضًا من الإيجابيات والفوائد، فالأشجار واحدة من نعم كثيرة لها فوائد جمة
على البشر والنبات والطبيعة، فمن فوائد الأشجار أنها تنقّي الهواء من غاز ثاني
أوكسيد الكربون وتنتج الأوكسجين الذي يحتاجه كل كائن حي تنبض فيه روح كي يستمر في
الحياة. الأشجار تقوم بوظائف عدة ومتناسبة مع تقلبات المناخ وتقلب الفصول في
السنة، ففي الصيف تكون الأشجار المتدلية وقاية من أشعة الشمس الحارّة ويستظل بها
الناس، وتحجب جزءًا كبيرًا من هذه الأشعة كي لا تدخل المنازل، بينما تكون الشجرة
نفسها في فصل الشتاء المُساعد على تسلل أشعة الشمس إلى المنازل لتدفئتها واكتساب
فوائد أشعة الشمس اللازمة لكل إنسان.
إضافة إلى أن الأشجار
دائمة الخضرة تسهم مساهمة كبيرة في الحد من سرعة الرياح، وكأنها حاجز يمتص قسمًا
كبيرًا من هذه الرياح بين أوراقه، إضافة إلى ما تضفيه من رطوبة ونسمات عليلة في
فصل الصيف تُحيي قلب العليل، وتبرّد القلوب الحرّى، ولا تنسى الشجرة أن تعم
خيراتها على أبسط الكائنات التي تمرّ تحتها وبين جذورها، فأوراق الشجر التي تتساقط
في الخريف فيها فوائد عظيمة للكائنات الدقيقة. هذه الأوراق تشتمل على مواد عضوية
تساعد الكائنات الدقيقة على التكاثر، وتحافظ على درجة معينة من الرطوبة في الأرض
تحتها، ولا يُمكن نسيان أهم ما في الأمر عن أهمية الأشجار وهي أنّها مصدر الغذاء
لكل البشر، وفيها أنواع وأصناف مختلفة من الطعام من كل ما لذ وما طاب، وهي من
ناحية أخرى مصدر رزق وكسب للفلاح، تمنحه ولا تأخذ منه، تعطي عطاء واسعًا دون
مقابل، ولا تريد منه إلا أن يهتم بها ويرعاها.
إنّ الأشجار وإن لم تكن ذات ثمار تؤكل فقد تكون ذات منظر يخلب
الألباب ويسحر العقول، ويذكر الإنسان بعظمة خالقه فيسبّح الله ويشكره على ما خلق
وأبدع، ويستشعر بضعفه أمام إبداع الله عز وجل الذي خلق كل هذه المخلوقات، ومنها
الشجرة التي فيها حياة للإنسان إذا كان قد أعطاها ما تستحقه من الاهتمام.
تعرف على اجمل واحات فى العالم والواحات فى مصر
إختيار الأشجار أو
الشجيرات:
وعند إختيار الأشجار أو الشجيرات لزراعتها في أي
مكان ، يجب أن يؤخذ في الإعتبار طبيعة نمو هذه الأشجار ، حجمها وشكلها النهائي
الذي ستصل إليه ، مدى ملائمتها للغرض المستخدمة من آجلة ، مدي تساقط أجزاء معينة
منها ( أوراق ـ أزهار ـ ثمار ـ قلف .. وماشابه ذلك ) .. بالإضافة إلى تحديد أعمال
الصيانة والخدمة المطلوبة لرعاية هذه الشجرة أو تلك الشجيرة التي سأغرسها في
حديقتي أو أمام بيتي . وهذا ما سوف نقدمه إن شاء الله من خلال هذه النشرة الفنية .
تختلف النباتات
الخشبية ( Woody plants )فيما بينها إختلافاً واضحاً، حدا بعلماء النبات إلى تقسيمها
لثلاثة أنواع هي : الأشجار ( tree ) الشجيرات ( Shrubs ) والنخيل . ( Plants ) ووصفوا الشجرة بأنها نبات خشبي يزيد ارتفاعة عن ( ٥م) وله ساق (
جذع ) أصلى قائم خالي من الأفرع لعدة أمتار فوق سطح الأرض ، ويحمل رأس أو تاج (
قمة من الأوراق ) محددة الشكل .. بينما وصفوا الشجيرة بأنها بنية خشبية لايزيد
إرتفاعها عن (٥ م ) ، ليس لها جذع أصلى (باستثناء حالات قليلة ) وإنما
لها عدة سيقان تخرج من الأرض أو قريباً من سطح الأرض ، وقد تكون مفترشة ، وليس لها
رأس أو قمة محددة الشكل ـ ويرى البعض أن الشجيرة ما هي إلا شجرة صغيرة .
أما النخيل :
فهو مجموعة من النباتات الخشبية لها ساق
إسطوانية غير متفرعة (باستثناء نخيل الدوم ) تخرج من الأرض مندفعة في الهواء
لتطاول عنان السماء حاملة في قمتها مجموعة مميزة من الأوراق الجميلة وكأنها ملكة
متوجة تربعت على عرش المكان الذي زرعت فيه ، ولذلك يقول المولى عز وجل في سورة (ق)
: " والنخل باسقات لها طلع نضيد " إشارة إلى إرتفاع وشموخ سيقانها التي
تزيد في بعض الأنواع عن 30م ( كما في الواشنجتونيا ) ، بينما تتراوح في نخيل البلح
مابين 20- 24م وفى النخيل المتقزم (Phoenix roebelinii) مابين 90 - 120
سم ، بل إن هناك أنواع عديمة الساق وأنواع أخرى لها سيقان ريزومية مدادة تزحف على
أو قريبة من سطح الأرض .
- وتتباين الأشجار
والشجيرات في أشكالها الظاهرية تبايناًواضحاً، مما يعطى القائم بالتصميم مادة
غزيرة تصلح
لكافة الاستخدامات
اللازمة لتنسيق الحدائق .
فمنها ماهومستديم الخضرة ( Evergreen )مثل
:
معظم أنواع الفيكس ـ
الكازورينا ـ الكافور ـ الحور ـ الجريفليا ـ الباركينسـونيا ـ التاكسـوديم ـ
التماركس ( الأتل ) ـ التيرميناليا ـ السـنط العربي ـ أكاسيا ساليجنا ـ السرسوع ـ
الميلالوكا ـ فلفل ( بورق عريض أو رفيع ) ـ البلوط ـ المانوليا والزيتون البرى
والجامبوزيا والجميز والنبق . ومنها ما هو متساقط الأوراق(Deciduous) مثل
: البوانسيانا ـ الكاسـيانودوزا ـ الجكرندا ـ البومبكس ـ الزنزلخت ـ النيم ـ التوت
( الأبيض والأسود ) ـ صفاف أم الشعور ـ الجنكو ( شعر البنت ) ـ اللبخ ( ذقن الباشا
) ـ البتيولا نيجرا ـ الفيكس كاريكا ـ الشنار ( البلاتانوس ) والروبينيا .
ومن
الأشجار ما هو قائم مثل :
السرو ـالصنوبر ـ الكافور ـ الحور ـ
الكازورينا ـ الأروكاريا (شجرة عيد ميلاد ) ـ التماركس ( الأتل ) ـ الميلالوكا ـ
المانوليا . ومنها ما هو منتشـر ( ترسل فيه الشجرة أغصانها في اتجاهات
متعددة ) مثل : البوانسيانا ـ الأكاسيا ـ البلوط ـ أبو المكارم ـ التوت ـ المانوليا
ـ سلاح المنشار (الباركينسونيا ) ـ سباثوديا . ومنها ما هو متهـدل مثل : صفصاف أم
الشعور ـ التاكسوديم ـ الأكاسيابنديولا ـ فلفل بورق رفيع والكازورينا .
ومن الأشجار ما هو
مفـتوح القمـة مثل :
اللبخ ( ذقن الباشا ) ـ الجنكو ( شعر البنت ) ـ
الجكرندا ـ الميلالوكا ـ التوت ـ سلاح المنشار ( الباركينسـونيا ) ـ الحور ـ
البلوط ـ الصفصاف ـ الصنوبر الحلبي ـ الفيكس كاريكا ـ الزنزلخت ـ وبعض أنواع
الكافور ( خاصة الكافور الليموني ) . ومنها ما هو مستدير القمة مثل : الفيكس نيتدا
ـ الكازورينا ـ المانوليا ـ الصنوبر ـ وبعض أنواع الأكاسـيا والصفصاف .
بعض الأشجار تأخذ
الشكل الهرمي مثل :
شجرة عيد الميلاد ـ الكازورينا ستركتا ـ التويا
ـ وبعض أنواع السرو والعرعر والصنوبر ، بينما يأخذ البعض شكل المظلة مثل :
البوانسـيانا ـ الكاسـيانودوزا ـ الجكرندا ـ أبو المكارم ـ فلفل بورق رفيع ، ومنها
ما يأخذ الشكل المخروطى مثل :
السرو ـ شجرة عيد الميلاد ـ العرعر ـ السيكويا ـ
التويا ـ الأرز اللبناني ومعظم الصنوبريات الأخرى .
ومن الأشجار مايعطى
نموات خضرية وليس لأزهارها قيمة جمالية مثل :
جميع أنواع الفيكس
والمخروطيات والنخيل ، وكذلك الحور ـ الكافور ـ الكازورينا ـ فلفل ( بورق رفيع أو
عريض ) ـ السرسوع ـ الميلالوكا ـ الشنار (البـلاتـانـوس ) والسيدريلا ـ بينما توجد
أشجار مزهرة ذات ألوان بديعة مثل : البوانسيانا ( والتي يطلق عليها اليابانيون
إ سم شجرة اللهب لإكتسائها بلون أحمر دموي طوال موسم إزهارها في الربيع والصيف ) ـ
معظم الكاسيات ( مثل
الكاسيانودوزا ذات الأزهار البمبي في آواخر الربيع وخلال الصيف وحتى أوائل الخريف
، والكاسيافستيولا ذات الأزهار الصفراء في أواخر الربيع وأوائل الصيف ) ـ أبوالمكارم
( أزهاره صفراء في عناقيد تظهر في أبريل ومايو) ـ الجكرندا (أزهارها زرقاء أو
بنفسيجية في الربيع وأوائل الصيف ) ـ البومبكس ( والذي يزهر في الشتاء على
عظم أزهار بوقية كبيرة لحمية حمراء دموية ) ـ الإرثرينا ( حمراء في الربيع )
ـ خف الجمل ( منه الأبيض والبمبي والبنفسجي والمبرقش خلال الشتاء وأوائل الربيع )
ـ الفتنه ( تعطى أزهار كروية صفراء لها رائحة عطرية جميلة في الربيع والصيف ) ـ
التيكوما ( تعطى أزهار صفراء معظم أشهر السنة ) .
وأيا كان شكل أو
طبيعة الشجرة أو الشجيرة المراد زراعتها ، فإنه يراعى عند إختيارها ما يلي :
1- أن تكون مستديمة
الخضرة ، جميلة الشكل ، أوراقها ملساء خالية من الشعيرات أو الزغب حتى لاتلتصق بها
الأتربة فتبدو غير نظيفة مما يدعو إلى العمل على تنظيفها بين الحين والآخر .
2- أن تكون مزهرة ،
وأزهارها جميلة ذات ألوان بديعة معظم أشهر السنة .
3- أن يتناسب حجمها
وشكلها مع حجم وطبيعة المكان المخصص لزراعتها في الحديقة أو الشارع . وأن تتناسب
ظروف البيئة في ذلك المكان مع إحتياجاتها .
4- يفضل الأنواع
التي لا يخرج منها سرطانات عند العزيق بجوارها ، على أن تكون جذورها عميقة تشغل
منطقة تحت التربة ولا تنافس المسطحات والحوليات .
5- عند الزراعة في
مجموعات ، يفضل أن تكون أفراد المجموعة الواحدة من جنس واحد أو عائلة واحدة حتى لا
يحدث تنافر أو تضاد فيما بينها .
مع تمنياتى يالسعادة
والهنا