أخر الاخبار

زوجة الرسول الثامنة جويرية بنت الحارث

 

جويرية بنت الحارث


"جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- أم المؤمنين"، وإحدى زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهي من قبيلة بني المصطلق، وهي قبيلة عربية عريقة كانوا قد أعدوا العُدة لمحاربة الرسول، وعندما علم بذلك، جهز الجيش وخرج على رأسهم، وتقدم إلى القبيلة وباغتهم في ديارهم قبل خروجهم. 

جويرية بنت الحارث


معنى اسم جويريه:

جويرية اسم عربي تصغير لجارية، ويُقصد بها الفتية بين النساء، ويقصد بها الصلبة، والشديدة، والسريعة، وكثيرة الحركة، ويُقال جويرية تصغير لجور، مدينة فيروز آباد، وإليها يُنسب الورد شديد الحمرة، ومن مشاهير التاريخ من حملوا هذا .

كانت سيدة نساء قومها، وكان أبوها زعيم بني المصطلق ، الذين كانوا يجمعون للنبي صلى الله عليه وسلم ،فقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم  أن بني المصطلق يجمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث رضي الله عنها.

فقد تسلل الشيطان إلى قلوب بني المصطلق وزين لهم بأنهم أقوياء يستطيعون التغلب على المسلمين، فأخذوا يعدون العدة ويتأهبون لمقاتلة المسلمين ،فتجمعوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بقيادة سيدهم الحارث بن أبي ضرار

فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،خرج إليهم في سنة خمس او ست للهجرة حتى لقيهم على ماء لهم يقال له "المريسيع" ، فتزاحم الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق، وقتل من قتل منهم ، ونفل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءهم ونساءهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أصاب منهم سبيًا كثيرًا قسمه في المسلمين

ضمن سبي بني المصطلق:

وكانت جويرية رضي الله عنها ضمن سبي بني المصطلق ، وكان قد قتل زوجها في هذه الغزوة، ووقعت في سهم ثابت بن قيس الأنصاري رضي الله عنه ، فكاتبت على نفسها لكونها أبية وسيدة نساء قومها، ولم يكن معها ما كاتبت عليه فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعينها على ذلك، فرد عليها بما هو أفضل؛ إذ عرض عليها الزواج منها وقضاء مكاتبتها، فأجابت بالقبول وأسلمت وحسن إسلامها.

فعن عائشة رضي الله عنها قالت:

" لما سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني   المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عمه، فكاتبت على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها، فوالله ما هو إلا أن وقفت على باب الحجرة فرأيتها كرهتها، وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرى منها مثل ما رأيت، فقالت جويرية: يا رسول الله، كان من الأمر ما قد عرفت فكاتبت نفسي فجئت رسول الله  أستعينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أو ما هو خير من ذلك؟" فقالت: وما هو؟ قال: "أتزوجك وأقضي عنك كتابتك"، فقالت: نعم، قال: "قد فعلت".

قالت عائشة رضي الله عنها : فبلغ المسلمين ذلك قالوا: أصهار رسول الله ! فأرسلوا ما كان في أيديهم من سبايا بني المصطلق، قالت: فلقد عتق بتزويجه مائة أهل بيت من بني المصطلق، قالت: "فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها".

زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من جويرية:

قبل زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت من مصفح بن صفوان الذي قتل كافرا. وكان اسمها بارا قبل زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.وزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وقع في السنة الخامسة للهجرة ، وكان عمرها إذ ذاك عشرين سنة ، وكانت قد رأت قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا ،فتقول رضي الله عنها :

"رأيت قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري، فكرهت أن أخبر به أحداً من الناس، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سبينا رجوت الرؤيا، فأعتقني رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجني، والله ما كلمته في قومي حتى كان المسلمون هم الذي أرسلوهم، وما شعرت إلا بجارية من بنات عمي تخبرني الخبر، فحمدت الله تعالى "

تغير اسم جويريه القديم:

وغيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها ، فعن زينب بنت أبي سلمة قالت: ( كان اسم جويرية بنت الحارث برة ، فحوّل النبي صلى الله عليه وسلم اسمها ، فسماها جويرية ، وكان يكره أن يقال خرج من عند برة) صحيح على شرط الشيخين

وروى ابن سعد في الطبقات أنه لما وقعت جويرية بنت الحارث رضي الله عنها في السبي ، جاء أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن ابنتي لا يُسبى مثلها ؛ فأنا أكرم من ذاك ، فخل سبيلها ، فقال : "أرأيت إن خيّرناها ، أليس قد أحسنّا ؟"، قال : بلى ، وأدّيت ما عليك . ، فأتاها أبوها فقال : إن هذا الرجل قد خيّرك فلا تفضحينا ، فقالت : "فإني قد اخترت رسول الله صلى الله عليه وسلم " وأسلم أبوها

 سبب زواج الرسول من جويرية بنت الحارث:

سبب زواج جويرية بنت الحارث - رضي الله عنها - من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث طويل رواه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
كان سبب زواج الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد غزوة بني المصلق التي حاربها المسلمون ، عندما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسمون الأسرى الذين استولوا عليهم من المعركة ، وكانت جويرية بنت الحارث من الأسيرات التي جلبها المسلمون. وهي بنت أمير أهل بني المصليق. 
فلما رمي السهم لتحديد صاحبه كان من نصيب ثابت بن قيس بن الشمص أو ابن عمه. كتبته على
 ذلك ، فذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليساعدها في كتابتها. كانت جويرية جميلة 
جدا ، وما كان يراها أحد دون أن ينبهر بجمالها ، وهذا ما جعل والدة المؤمنين عائشة - رضي الله
 عنها - تكره دخولها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم - لما علمت أنه
 سيرى جمالها كما تراه. 

وحينما انتشر الخبر في المدينة المنورة وعلِم النّاس أنّ بني المصطلق أصبحوا أصهارًا لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، بدأ النّاس يعتقون السّبايا التي عندهم.
وأُعتق بزواجها من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مئة بيت من بيوت بني المصطلق، فكانت امرأة ذات بركة عظيمة على قومها.

صفات أم المؤمنين جويرية في بيت النبوة :

 كانت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث كغيرها من زوجات رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-

تتحلّى بالعديد من الصفات، ومنها ما يأتي:

 كانت كريمة مِعطاءة حيث إنّ كلّ مُخصّصاتها التي كانت تصلها من بيت مال المسلمين كانت تُنفقها على الفقراء والمحتاجين، تأسّيا بفعل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-. كانت عابدة زاهدة في الدنيا حيث كانت تقصد الحج في كل نداء له، فتؤدّي مناسكه بقلب طاهر وخاشع، ثمّ تعود إلى حجرتها في المدينة المنورة. كانت تقيّة ذات ورع ودين، وكانت كثيرة الصيام والقيام.

مناقب أم المؤمنين جويرية بنت الحارث:

 جاء في سيرة أم المؤمنين جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- العديد من المناقب والفضائل، ومن مناقب أم المؤمنين جويرية ما يأتي:

كانت امرأة عظيمة البركة على قومها، حيث أعتق النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- مئة بيت من قومها عند زواجه بها، وكانت سبيلًا من سُبل النجاة لقومها بعدما كانوا قد وقعوا أسرى في أيدي المسلمين.

 كانت تحبّ الإكثار من الأعمال الصالحة، وتحرص على نيل الرضا من الله تعالى، وقد كانت تعطف على الرقيق والعبيد؛ حيث جاء أنّها قد أعتقت غلامًا لوجه الله تعالى، وكانت تتصدق بكل ما لديها.

 كانت كثيرة الذكر لله تعالى، حيث كانت تجلس لذكر الله تعالى من بعد صلاة الفجر وحتى شروق الشمس.

 وفاة أم المؤمنين جويرية بنت الحارث:

 توفيت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث في ربيع الأول بعد خمسين سنة من هجرة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقيل إنّها توفّيت سنة ستٍّ وخمسين للهجرة في المدينة المنورة، وصلّى عليها أمير المدينة المنورة آنذاك وهو مروان بن الحكم.

 وكانت قد بلغت من العمر عند وفاتِها سبعين سنة، ومن قال بأنّها توفيت سنة خمسين من هجرة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قالوا بأنّها قد توفيت وهي تبلغ من العمر ستّاً وخمسين عامًا، فرحمها الله ورضي الله عنها وأرضاها.

مع تمنياتى بمزيد من القرب الى الله

 

 

عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
بواسطة : عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
انا عبدالرحمن 🥰 بحب الطبخ جدا 💖وبحب اجرب اكلات جديده وغريبه 😋
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-