حمزة
بن عبد المطلب
(اسمه
ونسبه واسلامه)
اسمه و نسبه:
حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر و هو نفس نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم و أخوه في الرضاعة فقد أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، فقد أرضعت حمزة بن عبد المطلب، ثم محمداً، ثم أبا سلمة عبد الله المخزومي القرشي، فكانوا جميعاً إخوة من الرضاعة و هو خير أعمام الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم :
«خَيْرُ إِخْوَتِي عَلِيٌّ، وَخَيْرُ
أَعْمَامِي حَمْزَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا» و يكنى أبا عمارة، و قيل أبو يعلى و أمه هي هالة بنت و هيب بن عبد مناف،و هي ابنة عم آمنة بنت وهب بن عبد
مناف أمِّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم و زوجاته هن بنت الملة بن مالك، و خولة بنت قيس، و
سلمى بنت عميس و أبنائه هم يعلى بن حمزة ، و عامر بن حمزة ، و عمارة بن حمزة ،
و أمامة بنت حمزة .
مولده:
ولد
حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه في سنة 54 قبل الهجرة اى مايوافق سنة 568 ميلاديا
… و قد ولد في مكة في شبه الجزيرة العربية و هو أسنُّ من الرسول صلى الله عليه
وسلم بسنتين.
حياته
في الجاهلية :
تربى حمزة بن عبد
المطلب رضي الله عنه مع والده عبد المطلب بن هاشم الذي كان سيد قريش وبني
هاشم، و نشأ مع تِربه و ابن أخيه عبد الله و أخيه من الرضاعة محمد بن عبد الله بن
عبد المطلب صلى الله عليه وسلم ، و عاشا ينهلان من الشمائل و القيم العربية
الأصيلة، من بطولة وشجاعة وكرم و ارتبطت بينهما صداقة متينة …. كان حمزة في
الجاهلية فتىً شجاعاً كريماً سمحاً … و حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه هو الذي
خطب لابن أخيه محمد صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة بنت خويلد
تعرف على شخصية طلحة بن عبيد الله وفضائله
صفات حمزة بن عبد المطلب الخَلْقية:
لم تذكر كتب التراجم الكثير عن الصفات الخَلْقية للصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، سوى أنه كان متوسط الطول، ليس بالطويل ولا بالقصير، ولكن القوة التي كان يتمتع ويُعرف بها، تشير إلى أنه كان صاحب جسد قوي، فقد كان مُقاتلاً لا يُشق له غبار، وفارساً لا يُسبق، وكانت هوايته المفضلة هي الصيد، وكان يهابه أهل مكة من شدة قوته وبأسه، ويحسبون له حساباً، وعندما دخل في الإسلام، علموا أنهم لن يستطيعوا النيل من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما كانوا
يفعلون
من قبل.
تعرف على الجامع الازهر الشريف
صفات حمزة بن عبد المطلب الخُلُقية:
الشجاعة:
من أبرز الصفات التي كان يتمتع بها حمزة -رضي الله عنه- هي الشجاعة،
فقد كان بطلاً مقداماً لا يهاب شيئاً، فقد تحدى قريش وأعلن إسلامه أمام الجميع،
وانتصر للرسول -صلى الله عليه وسلم- بعدما علم أن أبا جهل قد شتمه، فضربه على رأسه
بقوسه فأدماه، ثم أبلى في سبيل الله بلاءً حسناً، وجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- جهاداً عظيماً، وكان يقاتل بسيفين معاً في المعركة،وكان في غزوة أُحد من أشد
المؤمنين شراسةً وشجاعةً في القتال، فهدَّ الكافرين هدَّاً، وأثخن فيهم كثيراً، أي
بالغ في قتل المشركين وأكثر في ضربهم وجرحهم.
العزة والأنفة:
كان حمزة -رضي الله عنه- عزيزاً في قومه لا يقبل الدنية، وكان ذا
أنفة وإباء لا ينقاد لأحد، فلم يسمع لكلام أبي جهل وسادة قريش عن الرسول -صلى الله
عليه وسلم-، ولم يقتنع بما كانوا يقولونه، ولم يتبعهم فيما كانوا يفعلونه من إيذاء
للمسلمين، وعندما أسلم لم يجرُؤ أحدٌ على مواجهته.
رجاحة العقل:
كان حمزة -رضي الله عنه- يتمتع بعقل راجح، جعله يتخذ قراره الحاسم في
المضي قُدُماً نحو الإسلام، وعدم التراجع عن موقفه الذي اتخذه بسبب الحمية والغضب
والدفاع عن ابن أخيه، رغم الشكوك والمخاوف التي كانت تراوده، فأخذ يفكر في الأمر
كثيراً، ثم دعا الله -تعالى- أن يهديه للحق، فشرح الله صدره للإسلام وملأ قلبه
بالإيمان.
في أواخِرِ السنةِ السَّادسةِ من النُّبوَّةِ أسلم حَمزةُ بنُ
عبد المطلب رَضي اللهُ عنه. وسببُ إسلامِه: أنَّ أبا جَهلٍ مرَّ برسولِ الله صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم يومًا عند الصَّفا، فآذاه ونال منه، ورسولُ الله صلَّى اللهُ
عليه وسلَّم ساكِتٌ لا يُكلِّمُه، ثم ضَرَبه أبو جَهلٍ بحَجَرٍ في رأسِه فشَجَّه
حتى نَزَف منه الدَّمُ، ثم انصَرَف عنه إلى نادي قُرَيشٍ عند الكعبةِ فجَلَس معهم،
وكانت مولاةٌ لعَبدِ الله بنِ جُدعانَ في مَسكَنٍ لها على الصَّفا ترى ذلك، وأقبل
حَمزةُ من القَنْصِ مُتَوَشِّحًا قَوسَه، فأخبَرَتْه المَولاةُ بما رأتْ من أبي
جَهلٍ، فغَضِب حَمزةُ وخرَج يسعى، لم يقِفْ لأحدٍ، مُعِدًّا لأبي جهلٍ إذا لَقيَه
أن يوقِعَ به، فلمَّا دَخَل المسجِدَ قام على رأسِه وقال له: "يا مُصَفِّرَ
اسْتِهِ، تَشتُمُ ابنَ أخي وأنا على دِينِه!" ثم ضَرَبه بالقَوسِ
فشَجَّه شجَّةً مُنكرةً، فثار رجالٌ من بني مخزومٍ -حيِّ أبي جهلٍ- وثار بنو هاشمٍ
-حيِّ حمزةَ- فقال أبو جهلٍ: "دَعوا أبا عِمارةَ! فإنِّي سَبَبتُ ابنَ أخيه
سبًّا قبيحًا". وقال ابنُ إسحاقَ:
"ثم رَجَع حمزةُ إلى بيتِه فأتاه
الشَّيطانُ فقال: أنت سيِّدُ قُريشٍ اتبعْتَ هذا الصابِئَ، وتركتَ دينَ آبائك،
لَلموتُ خيرٌ لك ممَّا صنعتَ.
فأقبلَ حَمزةُ على
نفسِه وقال: "ما صنعتُ؟! اللَّهمَّ إن كان رُشدًا فاجعَلْ تَصديقَه في قلبي،
وإلَّا فاجعَل لي ممَّا وَقعتُ فيه مَخرجًا"، فبات بلَيلةٍ لم يَبِتْ
بِمِثلها مِن وَسوسةِ الشَّيطانِ، حتَّى أصبَحَ فغَدا على رسولِ الله صلَّى اللهُ
عليه وسلَّم، فقال: "يا بن أخي، إنِّي قد وَقعتُ في أمرٍ ولا أعرِفُ المَخرجَ
منه، وإقامةُ مِثلي على ما لا أدري ما هو، أرُشْدٌ أم هو غَيٌّ شَديدٌ؟ فحدِّثني
حديثًا؛ فقدِ اشتَهيتُ يا بنَ أخي أن تُحدِّثَني، فأقبل رسولُ الله صلَّى اللهُ
عليه وسلَّم فذكَّره ووَعَظه، وخوَّفَه وبَشَّرَه، فألقَى اللهُ في قلبِه الإيمانَ
بما قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. فقال: "أشهَدُ أنَّك الصَّادِقُ
شهادةَ الصِّدقِ، فأظهِرْ يا بن أخي دينَكَ، فواللهِ ما أُحِبُّ أنَّ لي ما
أظلَّتْه السماءُ وأنِّي على ديني الأوَّلِ"؛ فكان إسلامُ حمزةَ رَضي اللهُ
عنه أوَّلَ الأمرِ أنَفةَ رجلٍ أبَى أن يُهانَ مَولاهُ، ثم شَرَح اللهُ صدرَهُ،
فاسْتمَسْكَ بالعُروةِ الوُثقى، واعتَزَّ به المُسلِمون أيَّما اعتِزازٍ.
مع تمنياتى بالرضا