أخر الاخبار

غزوة تبوك

 

 

غزوة تبوك

 

هذه هي آخر غزوات الرسول ، وواحدةٌ من أهمِّها، على الرغم من عدم حدوث قتالٍ فيها، ولكن ترجع أهميَّتها إلى أنَّها كانت اختبارًا مهمًّا للتفرقة بين المؤمنين والمنافقين؛ فهي تُشبه بذلك غزوة الأحزاب.

  تعرف على غزوة الابواء و غزوة بواط، و غزوةالعُسَيْرة أو العُشَيْرة،


وقت الغزوة:

وقعت غزوة تبوك في شهر رجب سنة تسع للهجرة، وكانت آخر غزوات النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم.

مكان وقوعها:

 وقد وقعت في منطقة تسمى عين تبوك، ولها نُسِب اسم هذه الغزوة بغزوة تبوك، حيث روي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قال لمن خرج معه في الغزوة من المسلمين: (إنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا، إنْ شَاءَ اللَّهُ، عَيْنَ تَبُوكَ، وإنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حتَّى يُضْحِيَ النَّهَارُ..)


غزوة تبوك



 تعرف على غزوة بدر الأولى، غزوة بني سليم وغزوةبني قينقاع


اسماء اخرى للغزوة:

وكذلك فإنَّ لغزوة تبوك أسماءً أخرى، فقد سُميّت أيضاً بغزوة العسرة، وقد أخذت اسمها بالعسرة لأنَّها وقعت في وقتٍ كان الجو فيه حارًا جداً، فلاقى المسلمون الكثير من المشقة والضنك في طريقهم إليها، ولا سيما أنَّ المسافة كانت بعيدةً جداً مما طلب المزيد من الجهد من الجيش المسلم، ومن أسمائها التي سُميّت بها أيضاً؛ الفاضحة، لما كان لها دورٌ كبير في كشف صدق المُدّعين، وفضح المنافقين، حين تخلّفوا عن المعركة متخذين حججاً واهيةً، فجاءت الغزوة لتكشف أساليبهم العدائية وخططهم الماكرة.

  تعرف على غزوةالسويق و غزوة أحد،غزوة حُنَين،

 

أسباب غزوة تبوك:

1-أسباب رئيسية

كان السبب الرئيس لوقوع غزوة تبوك أنّه قد بلغ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّ جيش الروم يتجهّز لغزو المسلمين في المدينة المنورة، وقد كان الروم وقتئذ يُعرفون بقوتهم العسكرية، وجبروتهم في القتال، وقد سبق لهم الاعتداء على المسلمين بقتل رسول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- دون خوف أو شعور بأدنى ذنب، فعندما عَلِم النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- بتجهّزهم لقتال المسلمين والاعتداء عليهم في أرضهم في المدينة، استبق عليهم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الأحداث فأمر المسلمين أن يتجهزوا لغزو الروم وقطع الطريق عليهم، فامتثل الصحابة -رضي الله عنهم- لأمر قائدهم -عليه الصلاة والسلام- مباشرةً.

تعرف على  غزوة دومه الجند و غزوة حمراء الاسد 

2-أسباب ثانوية

كان لغزوة تبوك عدّة أسبابٍ ثانوية، وفيما يأتي ذكر بعضها:

-الدفاع عن الإسلام، وحرية نشره في الجزيرة العربية دون التصدّي في ذلك.

-محو الآثار النفسية التي خلّفها انسحاب المسلمون من معركة مؤتة.

-رفع معنويات القبائل العربية التي تقع تحت سلطة الروم إلّا أنّها اعتنقت الإسلام.

-الاستبصار بالقوة الحقيقة للروم وحلفائها بالشام، استعداداً لنصر مبين.

 

أحداث غزوة تبوك:

عندما علِم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأمر الروم، أمر الصحابة بأن يتجهزوا لملاقاتهم، فبدأوا بإعداد العدّة لمواجهة جيش الروم، إلّا أنَّ وقت هذه الغزوة لم يكن لصالح المسلمين، فقد كانوا يمرون بمرحلة اقتصادية صعبة جداً، حيث القحط والحرّ الشديد، وحينها كان وقت الحصاد أيضاً، وبالرغم من كل هذه الظروف إلّا أنَّ المسلمون استطاعوا أن يتجهزوا بالوقت المناسب للغزو، فجمعوا الصدقات والتبرعات من بعضهم، وقاموا بالتجهيزات الممكنة، فلم يكن لهم الخيار بتأجيل ذلك، حيث إنَّ دخول جيش الروم على المدينة يعني إبادتها على أهلها، لذلك كان لا بدَّ لجيش المسلمين أن يخرجوا لملاقاة العدو خارجاً، حتى وصل جيش المسلمين إلى أرض تبوك فعلم جيش الروم بقدومهم، فصُب الرعب والخوف بينهم حتى تزلزلت قلوبهم فما استطاعوا مواجهة جيش المسلمين، وآثروا أن يرجعوا هاربين دون مقابلة جيش المسلمين.

هذه الصعوبة جعلت كثيرًا من المنافقين من أهل المدينة ومن الأعراب حولها، يعتذرون عن الخروج مع المسلمين، وهذا كشف أوراقهم، فكان نفعًا للمسلمين. اجتهد المنافقون في تثبيط المؤمنين عن الخروج إلى تبوك، وعقدوا لذلك اجتماعاتٍ في بيت سويلم اليهودي، كما بنَوا مسجدًّا لأجل هذا الغرض، وهو الذي عُرِف بمسجد الضرار.

على الجانب الآخر اجتهد المؤمنون في تجهيز الجيش، وكان أعظمهم في ذلك عثمان بن عفان، ومع ذلك فقد تخلَّف عن الخروج مع المسلمين ثلاثة من الصحابة دون عذر؛ وهم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أميَّة.

لم يمنع هذا التجهُّز الصعب رسولَ الله  من ممارسة أعماله الدعويَّة المهمَّة الأخرى، وكان منها استقباله لواثلة بن الأسقع، وهو من بني ليث بن كنانة، وقد أعلن إسلامه، ودعا قومه بعد ذلك فأبوا عليه، فعاد إلى المدينة، ثم خرج إلى تبوك، وله في ذلك قصَّةٌ مشهورة.

خرج الرسول  في رجب من العام التاسع الهجري في ثلاثين ألف مسلم، جلُّهم من المؤمنين الصادقين، مع قليلٍ من المنافقين، وكان الطريق وعرًا والمعاناة كبيرة، وقد وصلوا إلى تبوك سالمين بعد أن مرَّوا في طريقهم على ديار ثمود الأثرية.

للعجب، لم يقدر الرومان ولا غسَّان على مواجهة المسلمين، فانسحبوا، ولم يلقَ رسول الله  كيدًا، فكانت هذه أعظم رسالة تحذيريَّة لكلِّ القبائل العربيَّة؛ حيث إنَّ القوَّة التي تهابها الدولة الرومانيَّة العملاقة، وقبائل غسَّان الكثيفة، هي قوَّةٌ مرهوبة، وسيكون لهذا الحدث أثرٌ مباشرٌ على ما سيتبقى من العام التاسع، وعلى العام العاشر كلِّه؛ حيث سيأتي الجميع ليُعلن ولاءه للدولة المسلمة القويَّة، فجعل الله بذلك الخير الكثير في هذا الخروج الذي كرهه المنافقون.

 

 

نتائج غزوة تبوك:

كانت معيّة الله -تعالى- ملازمةً للمسلمين في غزوهم على الروم، حتى ظهر ذلك جليّاً عند وصول جيش المسلمين أرض عين تبوك، فما أن وصلوا حتى فوجئ المسلمون بفرار الجيش الروماني دون قتالهم، فلم يغريهم قوة عتادهم وإعدادهم، فبمجرد سماعهم بقدوم جيش المسلمين بقيادة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لقتالهم فرّوا دون تردد، وقد علموا بأنَّ عدد المسلمين كان ثلاثين ألف مقاتلٍ بقيادة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث وصف الله -عزّ وجلّ- ما حدث معهم فقال:

 {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّه}، حتى ذكر بعض أهل العلم أنَّ الرعب هو جندٌ من جنود الله -تعالى- يرسله ليقاتل مع جيش المسلمين، وهذا ما يشهد له العديد من المعارك مع المسلمين، وهكذا سقطت هيبة الروم أمام أهل الأرض جميعاً بعد أن كانت أقوى الجيوش على وجه الأرض، كما فقد أظهرت الجيش الإسلامي كقوة عظيمة في الجزيرة العربية، ممّا كان له دورٌ عظيم في دخول العديد من القبائل في الإسلام بعدها.

 

في هذه الغزوة -أيضًا- تحقَّقت ثلاث نتائج عظيمة مباشرة؛ وكلها في شمال الجزيرة العربيَّة، فكانت على النحو التالي:

أوَّلًا: مصالحة أهل أيلة النصارى على الجزية.

ثانيًا: مصالحة أهل جَرباء وأذرح النصارى على الجزية.

ثالثًا: سريَّة خالد بن الوليد إلى دومة الجندل، فتمكَّن من أَسْرِ ملكها أكيدر بن عبد الملك، ثم حقن رسول الله ? دمه، وصالحه على الجزية.

وفي طريق عودة الرسول  من تبوك تعرَّض لمحاولة اغتيالٍ فاشلةٍ من المنافقين، وعندما عاد إلى المدينة أمر بتحريق مسجد الضرار، وفي الوقت نفسه نزلت توبة الله على الثلاثة المؤمنين الذين خُلِّفوا عن الخروج مع رسول الله.

عودة الرسول  إلى المدينة:

كانت عودة الرسول  إلى المدينة متزامنةً مع وفاتين مهمَّتين في السيرة؛ الأولى هي وفاة الابنة الثالثة لرسول الله ?، وهي أم كلثوم ل، زوج عثمان بن عفان، ولم يتبقَّ عنده من الأبناء بعدها إلَّا فاطمة وإبراهيم. أمَّا الوفاة الثانية فهي لرأس النفاق عبد الله بن أُبيٍّ ابن سلول، وكانت وفاته ضربةً كبيرةً للمنافقين، أضعفتهم بعد نشاطهم الكبير في تبوك، ولكن لم تُنْهِ وجودهم.

كانت عودة الرسول  إلى المدينة هي عودة المنتصر الكبير، فعلى الرغم من عدم قتال الرومان فإنَّ بقاء الرسول في أرض تبوك فترةً دون تعرُّض الرومان أو الغساسنة له، كان دليلًا على تطوُّر القوَّة الإسلاميَّة بشكلٍ لافت. -أيضًا- كانت المعاهدات التي عقدها رسول الله ? مع القبائل النصرانيَّة في مدن شمال الجزيرة العربيَّة؛ كمدن أيلة، وجرباء، وأذرح، دليلًا على هيمنة المسلمين على الأوضاع السياسيَّة والعسكريَّة في جزيرة العرب. هذا دفع العرب إلى التدافع بعد تبوك في وفود متتالية لزيارة المدينة للإسلام وإعلان التبعيَّة للدولة المسلمة؛ لهذا عُرِفَ هذا العام التاسع الهجري بعام الوفود، وإن كانت الوفود لم تنقطع في العام الهجري العاشر أيضًا.

كان أهمُّ وفدٍ وصل إلى المدينة في رمضان فور عودة رسول الله ? من تبوك هو وفد ثقيف؛ فقد جاء أخيرًا ليُعْلِن -بعد جدالاتٍ طويلة- إسلام الطائف، وقد ولَّى عليهم رسول الله شابًّا منهم هو عثمان بن أبي العاص، وكان أكثرهم حرصًا على التفقُّه في الإسلام، كما أرسل معهم أبا سفيان بن حرب، والمغيرة بن شعبة، ب، لهدم صنمهم الشهير اللَّات.

شهدت هذه الفترة -أيضًا- قدوم عدَّة وفودٍ أخرى مهمَّة للمبايعة على الإسلام؛ كان منها وفد ملوك حِمْيَر، ووفد الداريِّين، وفيهم تميم الداري، ووفد بني فزارة، ووفد مُرَّة.

دروس وعبر من غزوة تبوك:

كانت غزوة تبوك هي آخرالغزوات التي شهدها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، لذلك تُعدّ غزوة تبوك من أهم الغزوات التي حدثت في العهد النبوي، وفيما يأتي ذكر بعض الدروس والعبر في غزوة تبوك:

تحقق نصر الله تعالى لأهل التقوى

كان هذا جليّاً في غزوة تبوك، حيث إنَّ سنّة الله -تعالى- في الكون أنَّ العاقبة للمتقين.

 

 

  تعرف على غزوة بدر الكبرى احداثها واهم نتائجها 


نشر الفتوحات الإسلامية

فتحت غزوة تبوك الأبواب للصحابة والخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم- في نشر دعوة الإسلام في شمال البلاد العربية، وقد اتصفت الأمة الإسلامية بالمجاهدة، وحرّضت أبنائها على الحركة والعمل لكي ينتشر الإسلام والعدل بين الناس، ولذلك كانت غزوة تبوك مقدمة للعديد من السرايا التي جاءت بعدها.

 

أهمية دفاع المسلم عن عرض أخيه المسلم

عندما خرج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- والمسلمون إلى غزوة تبوك، تخلّف عن الغزوة عدد من الصحابة -رضي الله عنهم-، وكان من بين من تخلّف من الصحابة؛ الصحابي كعب بن مالك، فبينما النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في تبوك يجلس إلى أصحابه افتقد كعب بن مالك -رضي الله عنه-، فسأل عنه الصحابة، فرد رجل من بني سلمة فقال: "حبسه براده والنظر في عطفيه"، فلم يعجب معاذ بن جبل -رضي الله عنه- ما قاله هذا الرجل فردّ عليه قائلاً: "بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلّا خيراً "، حتى سكت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم.

 

مع تمنياتى بمزيد من حب الله ورسوله

 

 

 

عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
بواسطة : عبدالرحمن مجدي - Abdo magdy
انا عبدالرحمن 🥰 بحب الطبخ جدا 💖وبحب اجرب اكلات جديده وغريبه 😋
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-