أبي بكر الرازي
الطب قديما:
كانت مهنة الطب قديمًا مرتبطة بالسحر والمشعوذين والدجّالين، وكان ذلك في العصر القديم، وذلك في بدائيات العمل بها كمهنة، ثم مع تقدّم الحضارات وانتشار الفنون والاكتشافات بدأت مهنة الطب تتطور وتتحسن، وصارت من ضمن الاهتمامات في كل حضارة وفي كل تقدم، كما كانت في مصر في زمن الفراعنة إذ كانوا مهتمين بها لدرجة كبيرة، وكالصين حيث كانت أيضا مهتمة بهذه المهنة العظيمة، فكما اشتهر الفراعنة بالتحنيط أيضا اشتهرت الصين بالوخز بالإبر الصينية، ومن المهتمين بها الإغريق، وكذلك اليونان، حيث كان منها أشهر الأطباء وهو أبقراط، ومن أمثاله من المشهورين في مهنة الطب أيضا جالينوس وابن سينا وأبي بكر الرازي.
تعرف على صلة الرحم وفضلها
نبذة عن أبي بكر الرازي :
هو محمد
بن يحيى بن زكريا الرازي، واشتهر باسم أبي بكر الرازي، وقد وُلد في عام 864م، هو
أحد أكبر العلماء والأطّباء المسلمين، ولد في الفارسيّة في مدينة الري بالقرب من
طهران، واتّصف بالفطنة، والذكاء، والاجتهاد، وبحبّه للعلم منذ نعومة أطرافه، فأثبت
براعته في العديد من العلوم، أهمّها: الفيزياء، والطب، والكيمياء، والموسيقى،
والميتافيزيقيا، والرياضيات،
وقد نعتته سيغريد هونكه في كتابها المعروف باسم
"شمس العرب تسطع على الغرب" بوصف عظيم ورائع حيث قالت عنه بأنه:
" أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق"،
وذلك بسبب كتابه العظيم "الحاوي في الطب"، فقد كان هذا الكتاب مرجعًا
أساسيًّا في أوروبا لمدة 400 عام، لِمَا فيه من معارف طبية منذ أيام الإغريق حتى
عام 925م، وتصل مؤلفات أبي بكر الرازي إلى 200 كتاب ومقال.
وقد كان له الكثير الكثير من الرسائل في مجالات
الطب وفي كل الأمراض، وكما أنّه عمل رئيسًا لمستشفى، وقد تُرجمت هذه الرسائل مع
كتبه إلى اللاتينية لتكون المرجع والأساس.
وقد
تتلمذ على يديه العديد من الطلّاب القادمين من مختلف البلدان، وظلّ الرازي حجّة في
المجال الطبّي حتى القرن السابع عشر، كما عمل رئيساً لأطبّاء بيمارستان الري، وتمت
دعوته إلى بغداد فعمل رئيساً للبيمارستان الذي أسسه المعتضد بالله.
اتهام أبي بكر الرازي بالإلحاد :
يعدّ
أبو بكر الرازي من أشهر وأبرز الأطباء والعلماء المسلمين الذين خلّد التاريخ
اسمهم، فهو من الأطباء المسلمين بلا شك أو ريب، وكان يُلقّب "جالينوس
العرب"، و"أبو الطب العربي"، فهو الحجة والبرهان في الطب منذ زمانه
وحتى هذا الوقت، وهذا بشهادة الغربيين الذين في زمانه وإلى هذا الزمان، فهو
المدرسة الطبية التي لا يطاولها مدرسة في الطب، فهناك بعض الأقوال التي ترميه
بالإلحاد، لكن دافع عنه الكثير من العلماء من بينهم عبد اللطيف العبد حين قال عنه
أنه: "مؤمن بالله والرسالة المحمدية وباقي الرسالات السماوية"، وقال
الإمام الذهبي عنه: "الأستاذ الفيلسوف أبو بكر محمد بن زكريا الرازي الطبيب،
صاحب التصانيف، من أذكياء أهل زمانه، وكان كثير الأسفار، وافر الحرمة، صاحب مروءة
وإيثار ورأفة بالمرضى، وكان واسع المعرفة، مكبًا على الاشتغال، مليح التأليف، وكان
في بصره رطوبة لكثرة أكله الباقلى، ثم عمي".
ألّف
الرازي رسائل كثيرة في مختلف الأمراض، أشهرها كتاب (الجدري والحصبة)، حيث تمّت
ترجمته إلى اللاتينية، كما ألّف كتباً طبّية مطوّلة، تمت ترجمة العديد منها للغة
اللاتينية، واستمرت حتى القرن السابع عشر كمراجع أولى في علوم الطبّ، وأعظم هذه
الكتب الحاوي، وهو أكبر موسوعة طبّية عربيّة اشتملت على مقتطفات من مصنّفات
الأطباء الإغريق والعرب.
تعرف على الجامع الازهر الشريف
منجزات أبي بكر الرازي العلمية :
ويأتي
الرازي في المرتبة الثانية بعد ابن سيناء في الطب، وقد صرف جل وقته على دراسة
الطب، وممارسته بعد أن ضعف بصره نتيجة عكوفه على إجراء التجارب الكيميائية العديدة
في معمله.
وكان
الرازي ذكيا فطنا رءوفا بالمرضى مجتهدا في علاجهم وفي برئهم بكل وجه يقدر عليه،
مواظبا على النظر في غوامض صناعة الطب، والكشف عن حقائقها وأسرارها، حتى أطلق عليه
"أبو الطب العربي".
ويعد
الرازي من الرواد الأوائل للطب ليس بين العلماء المسلمين فحسب، وإنما في التراث
العالمي والإنساني بصفة عامة، ومن أبرز جوانب ريادة الرازي وأستاذيته وتفرده في
الكثير من الجوانب:
وضّح في
كتابه كيفية الإبصار آلية الإبصار في العين.
اكتشف بعض العمليات الكيميائية ذات العلاقة
بالفصل والتنقية، كالترشيح، والتقطير.
اخترع الفتيلة المستخدمة عند إجراء العمليات
الجراحية.
اخترع
أداة لغرض قياس الوزن النوعي للسوائل.
استخدم
السكريات المتخمرة لتحضير الكحول.
أبدى اهتماماً في عمليّة تشريح جسم الإنسان.
أسّس علم الإسعافات الأولية التي تقدّم في حالات
الحوادث.
صنع مراهم الزئبق.
يعتبر أول من قام بإدخال المليِّنات في علم
الصيدلة.
يعتبر أول من أوجد فروقاً بين النزيف الشرياني،
والنزيف الوريدي.
استخدم الربط حتى يوقف النزيف الشرياني، والضغط
بالأصابع حتى يوقف النزف الوريدي، وهو ما زال استخدامه قائماً إلى الآن.
يعتبر أول من ذكر حامض الكبريتيك الذي سمّي باسم
الزيت الأخضر أو زيت الزاج.
قسّم
المعادن إلى أكثر من نوع على حسب خصائصها.
حضّر
عدداً من الحوامض التي ما زالت طرق تحضيرها متّبعة حتى وقتنا الحالي.
اهتم
بالنواحي النفسية للمريض، ورفع معنوياته ومحاولة إزالة مخاوفه من خلال استخدام
الأساليب النفسية المعروفة حتى يشفى، فيقول في ذلك: "ينبغي للطبيب أن يوهم
المريض أبدا بالصحة ويرجيه بها، وإن كان غير واثق بذلك، فمزاج الجسم تابع لأخلاق
النفس".
كما
اشتهر الرازي في مجال الطب الإكلينيكي، وكان واسع الأفق في هذا المجال، فقد فرق
بشكل واضح بين الجدري والحصبة، وكان أول من وصف هذين المرضين وصفا دقيقا مميزا
بالعلاجات الصحيحة.
وقد
ذاعت شهرته في عصره حتى وصف بأنه جالينوس العرب، وقيل عنه: "كان الطب متفرقا
فجمعه الرازي؟".
تعرف على شخصية الحسن بن على والحسين بن على ومكانتهما
مؤلفات أبي بكر الرازي :
ومن
أشهر كتب أبي بكر الرازي كتاب "تاريخ الطب"، ثم يأتي من بعده كتاب
"المنصور" الذي أيضا في مجال الطب، وكتاب "الأدوية المفردة"
الذي يتضمن الوصف الدقيق لتشريح أعضاء الجسد، ولا يخفى أنّ أبا بكر الرازي هو أوّل
من ابتكر خيوط الجراحة، وأيضا من عظيم علوم أبي بكر الرازي أنّه ألّف في الصيدلة
وقد كان له اليد في تطوير علم العقاقير.
كتاب
أخلاق الطبيب.
كتاب
الكيمياء وأنها إلى الصحة أقرب.
مقالة في اللذة.
كتاب
طبقات الأبصار.
كتاب هيئة العالم.
كتاب الشكوك جالينوس.
كتاب في
الفصد والحجامة.
كتاب
الطب الروحاني.
كتاب
المدخل إلى المنطق.
كتاب
إنّ للعبد خالقاً.
الرازي والقراءة:
منذ
نعومة أظفاره بحب العلم؛ فاتجه منذ وقت مبكر إلى تعلم الموسيقى والرياضيات
والفلسفة، ولما بلغ الثلاثين من عمره اتجه إلى دراسة الطب والكيمياء، فبلغ فيهما
شأناً عظيما، ولم يكن يفارق القراءة والبحث والنسخ، وإن جل وقته موزع بين القراءة
والبحث في إجراء التجارب أو الكتابة والتصنيف.
وكان
حريصًا على القراءة مواظبًا عليها خاصة في المساء، فكان يضع سراجه في مشكاة على
حائط يواجهه، وينام في فراشه على ظهره ممسكًا بالكتاب حتى إذا ما غلبه النعاس وهو
يقرأ سقط الكتاب على وجهه فأيقظه ليواصل القراءة من جديد.
مع تمنياتى بالسعادة